قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر
شعوبية
كان يعرفهم أكثر من غيرهم، درس أحوالهم، حدد أتجاهاتم الأربعة، تنبأ بنواياهم، قرأ عن أفكارهم، وعرف كيف ولماذا كرهوه شخصيا ووقع الكثير منهم في حب رجال الشاهنامة بشكل أكبر من أبناء جلدتهم، لذا قرر أبعاد هؤلاء عنه وعن عائلته وطلب من رجال سلطته أن يدفعوا بهم خارج الحدود، لمنع الأفكار المسمومة التي كانوا يحملونها وتزرع حقدا دفينا بين الناس، كان قد بدأه أحد مرجانات رجال الشاهنامة قبل مئات السنين وذلك عندما طعن سيده وسيد كثير من الناس بطعنة غادرة. مجدوا طعنته واحتفلوا بها و جعلوا لها عيدا يحتفلون به كل عام.
تيقنت عائلته برجاحة عقله وصحة توقعاته بعد أن غادرها منذ زمن وحين عادوا المبعدون من وراء التلال ينشرون الموت والخراب والفساد بين العباد واحتفلوا بنشوة النصر بضرب الوجوه والصدور وزيارة المرجان في قبره وتقديم ولاءات الطاعة لرجال الشاهنامة الآخرين.
أكتشف الناس أخطائهم لكن بعد فوات الآوان وردد واحد منهم: إنه زمن الشعوبية يا سيدي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق