بحث هذه المدونة الإلكترونية

2/29/2020

Standards and Codes Cuide





STANDARDS AND CODES GUIDELINE

IN OIL AND GAS INDUSTRIES


أن أهم مصادر المواصفات القياسية والكودات المستعملة في تصميم وتنفيذ المشاريع هي معهد البترول الأمريكي API والجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيك ASME  و المعهد البريطاني للقياسات  BSi و المواصفات الألمانية DIN والآيزو والمواصفات اليابانية JIS  ، وهناك العديد من المواصفات الصينية والكورية تم استعمالها لكي تلائم الأجهزة المصدرة من هذه الدول إلى مشاريعها  في جميع أنحاء العالم وهي لا تبتعد كثيرا بل تتطابق أحيانا مع المواصفات الأمريكية والأوربية لجعلها أكثر مقبولية لدى مهندسي وفنيي المشاريع.
والعدد الهائل من المجلدات من تلك المواصفات القياسية وتشعباتها وصعوبة استيعابها جميعا من قبل المهندسين والفنيين وجدنا من المفيد أن أقوم بجمع ما يمكن جمعه من المواصفات القياسية المهمة والرائدة بالاستخدام الهندسي في حقول الصناعات  المختلفة وقد ركزنا في هذا الكتاب على الصناعة النفطية وهي نفسها مستخدمة في المجالات الصناعية الأخرى كتنفيذ أعمال محطات الكهرباء وحتى الإنشائية منها في المباني والبنى التحتية للمدن.

ستجد عزيزي القارئ في هذا الكتاب أهم المواصفات المعروفة في تنفيذ المشاريع لتكون لك دليلا سريعا تعود إليه عند حاجتك لتنفيذ فقرة من فقرات المشروع ، إضافة لذكر الأسماء الفنية لعدد من الأجهزة والمعدات.




للشراء يرجى الذهاب الى الرابط:

https://play.google.com/store/books/details/Saad_Mahir_Standard_and_Codes_Guideline?id=zzDgDwAAQBAJ

او ارسال حوالة مباشرة مع Western Union بسعر الكتاب 31.5 دولار >>  للتفاصيل يرجى أرسال ايميل إلى العنوان:
saadmahir@yahoo.com





قصة قصيرة جواهر الدنيا



قصة قصيرة
مهداة لأهل البصرة الكرام واصدقائي فيها

جواهر الدنيا

للبصرة نكهة جميلة في مشاعري لما تحمل من  ذكريات .حملت معها العشرات من الحكايات الرائعة بسبب قضاء معظم أيام عملي في هذه المدينة الساحرة بنخيلها و حدائق متنزه الأندلس وشط العرب ورونق جدول العشار فيها الذي شابه الكثير من الأهمال بعد ذلك..كانت البصرة فينيسيا العراق وقبلة السائحين.. جمعت الحرب والسلام ومالت الحروب والحصار أكثر..ورغم ذلك ظل أهلها مثل ما عرفتهم أول مرة عام 1975..أهل كرم ومحبة ووئام بين الناس.. قبل سيطرة أراذل القوم عليها ففرقوا الأخوة ونشروا الدم في شوارعها..أصدقاء ورفاق كثيرين مروا من أمامي وأصبحت واحدا منهم أشارك في همومهم وافراحهم وكنت أسمع منهم الجميل من الكلام وأستمتع بما يقال لي حين يقول أحدهم أن والدي قد رمى صرتي (بقايا صرة الولادة) في العشار فبت أزورها ولا أتركها..كنت أضحك لذلك واضحك أكثر عندما يقول آخر ما دمت تحب أكل الشبزي والصبور وهو نوع من أسماك شط العرب، فأنت بصراوي وكنت أرد عليهم باني بصراوي وبغدادي ومن كل مدن العراق...لا فرق..نعم البصرة غالية بنفطها بنخيلها ومائها  ودرر قواقعها التي يجلبها صياد ليصنع منها عقدا لعروس زفت لعريسها...مدينة اجتمعت فيها جواهر الدنيا ...أسعد أهلها كل من زارها...        


قصة قصيرة آه...كفى



قصة قصيرة
آه .. كفى
أجتمعوا..تهامسوا..تغامزوا..تحدثوا .. ماذا؟ إنهم يتناقشون .. إنهم يتكتلون ..إنهم يتحاصون..أنهم يتزايدون.. انهم يتراشقون..إنهم يتقاسمون..انهم يصوتون.. إنهم يسرقون.. إنهم يتفرقون..إنهم على مائدة واحدة يأكلون..إنهم لا يشبعون.. إنهم يجتمعون..إنهم يتهامسون..إنهم يتغامزون.. إنهم يسرقون.. آه..وجودهم يمزق أوصال وطني..آه كفى..

قصة قصيرة قلوب حزينة

قصة قصيرة
مهداة إلى أم الشهيد مهند

قلوب حزينة
خرجت تبحث عن وليدها بين ركام الموت الذي خلفته مجاميع لا تعرف رحمة ارتدت ما يشبه رجال العصابات في أفلام المافيا، اقتنصت هذا وقامت بخطف ثانٍ وأعتدت على آخرين، لم يستطيع أحد إيقافها رغم مناشدات كثيرة قريبة وبعيدة.

خرج يبحث عن ابنه بين ركام الموت أيضا الذي خلفته نفس المجاميع الغريبة.

خرج يبحث عن شقيقته وخرجت تبحث عن شقيقها بين ركام الموت..
وصل الجميع إلى المكان ..صرخ الجميع بألم وحزن شديدين.. قالت الأم: دم ولدي ..قال الأب:دم أبني..قال الأخ: دم أختي
خرج الشباب بين الجموع وتعهدوا لأولئك الذين فقدوا أحبتهم بأن يحاسبوا قتلتهم، سألت الأم: وماذا عن قلبي المفجوع بولدي؟ وقال الأب وماذا عن قلبي المفجوع بأبني؟ وقال الأخ: وماذا عن قلبي المفجوع باختي؟ وقالت الأخت: وماذا عن قلبي المفجوع بأخي؟
وردد الجميع بصوت واحد: الحزن واحد والمصيبة واحدة والوطن يستحق منا ذلك.



قصة قصيرة مهاجرون

قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر

مهاجرون
سقط القارب الذي كان ينقلهم في وسط البحر، ارتمى الجميع في أحضان الموج العالي ينشد النجاة والخلاص من ابتلاع البحر الأجساد المنهكة. ركب أحدهم موجة كادت أن تطيح به في أعماق البحر ، لولا انه اسرع بارتداء صدرية النجاة... لم يكن في باله شيء إلا أن يصل لشاطئ النجاة، واستجمع قواه وبعد أن شعر بأنه تمكن من الموج، بدأت مشاعر مراجعة النفس تحاسبه خطوات غير محسوبة حول تفكيره بترك عائلة كاملة ورائه لبلد مجهول. تحدث مع الموج الذي أخذه لبر الأمان حين شعر بنجاته وسأله: - كم من الأشخاص حملت معك وإنقاذه من الغرق؟ ..

- كثير .. بيض وسمر ...شرقي وجنوبي ..خرجوا مهاجرين..
- من أخبرك أن أولئك اختاروا أن يكونوا خارج بلدانهم؟ ..
- موجات أخرى لكنها عنيفة ومن نوع آخر.. ضربت بلادهم فتفرق أهلها هربا من بطشها، هل فهمت لم تريد ويريد الآخرين ترك البلاد...
وضع قدمه على اليابسة مودعا البحر، رافعا رأسه إلى السماء ليشاهد سربا من طيور النورس يحوم فوق رأسه ورجال بحر ذلك البلد في استقباله.... 2/2/2020


مقال لكل زمان في الديمقراطية

مقال لكل زمان
مقال قديم قبل ولادة الفيسبوك
في الديمقراطية

منذ القدم، كان الإنسان يسعى جاهداً لاكتشاف الماضي واستكشاف ما يحتاجه في حياته، ومن ثم يعمل على تحسينه أو تطويره ليخدمه بشكل أفضل. اكتشف الإنسان الفنون بذات الطريقة التي اكتشف بها النار، ومنذ ذلك الحين تطورت هذه الفنون من تصوير الأشخاص والحيوانات إلى تصوير الأشياء والطبيعة، ومن ثم تطورت مرة أخرى حيث أصبحت التعابير والرموز تحل محل الصور الطبيعية، واللون الواحد أو اللونين تحل محل الألوان الكثيرة. وبهذه الطريقة، يبدأ الإنسان في تطوير الأشياء التي بيده بدلاً من الاكتفاء بشكلها الأصلي.

وضع الإنسان القوانين كبديل للقانون الواحد، ثم قام بتعديل هذه القوانين حتى لو كانت مستمدة من الشرائع السماوية، وهكذا، في أي مكان أو زمان، يبحث الإنسان ويكتشف الحقائق ليضع دستوراً لحياته.

ولكن لم يكتف الإنسان بالأشياء الملموسة أو الموجودة في محيطه، بل تجاوز إلى مجالات العلم والمعرفة ليكتشف ويبتكر أشياء جديدة. اكتشف قوانين الفيزياء وغيرها من العلوم، وبناءً على هذه المعرفة، صنع وسائل نقل متطورة تجعل التنقل أسهل وأسرع، من صناعة المركبات لتسهيل التنقل بدلاً من الدواب، إلى اختراع الطائرات التي تمكنه من الوصول إلى أماكن بعيدة بسرعة أكبر، وحتى تصنيع المركبات الفضائية لاستكشاف الفضاء والوصول إلى القمر والكواكب الأخرى..

عندما ازداد الاهتمام بالعمل البدني والفكري، وُضعت قوانين المنافسة لتمكين الأفراد من زيادة دخلهم وتعزيز الإنتاجية. ومع ولادة هذه القوانين، نشأت مفاهيم جديدة للتعامل مع الآخرين بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، وسُميت هذه المفاهيم بعد ذلك بـ "الديمقراطية"، بناءً على قرار الأمم المتحدة المرقم 59 لعام 1947. تطورت هذه المفهوم ليمنح الفرد حرية التعبير عن ذاته والتحرر من القيود الاجتماعية، وقد تسارع هذا التطور بعد اغتيال الزعيم الحقوقي الأمريكي من أصول أفريقية، مارتن لوثر كينغ، وتحرير العبيد في الولايات المتحدة في نهاية ستينيات القرن الماضي.

تسعى المجتمعات الحديثة جاهدة لتطوير مفهوم الديمقراطية، حيث نشأت الأحزاب والحركات السياسية على أساس هذا المفهوم، وأصبحت الديمقراطية مطلباً جماهيرياً واسعاً. ومع ذلك، فإن الثبات في هذا المفهوم يعتمد على الأوضاع السياسية والحزبية، ويتطلب تعاوناً بين الأحزاب والمجتمع، بما في ذلك حماية حرية الفرد ودوره في المجتمع، وتعزيز النظام الديمقراطي بمفهوم إيجابي يحافظ على التوازن بين حقوق الفرد والمصلحة العامة..

أن تطبيق مبادئ الديمقراطية يختلف بين الأحزاب السياسية والحركات، حيث يمكن أن تعتبر الديمقراطية جزءاً من الخط السياسي لبعضها، ولكن يمكن أيضاً أن تكون مجرد كلمات فارغة بدون تطبيق عملي في المجتمع. فعلى سبيل المثال، قد يقيّد بعض الأحزاب حرية التعبير أو الصحافة لتحقيق أهدافها الشخصية، مما يؤدي إلى تشويش المفهوم الديمقراطي وتقويضه. ومع ولادة هذه المبادئ الديمقراطية، ظهرت أفكار جديدة في التعامل مع الآخرين وتنظيم الحياة السياسية بطريقة تعتمد على المساواة والحرية بين الأفراد، بغض النظر عن مكانتهم في المجتمع أو دورهم في العمل.

تسعى بعض الأحزاب والحركات السياسية إلى الانفراد بالسلطة والسيطرة عليها، مما يجعلها تفقد جوانب هامة من الديمقراطية وتنجذب إلى الانحراف والتسلط. يمكن أن تنتج هذه الانفرادية كيانات سلطوية تقوم بقمع حقوق الأفراد وتقويض مفاهيم الديمقراطية، وهو ما يؤدي إلى انهيار الأحزاب والحركات واندثارها مع الوقت.

إن ابتعاد الأحزاب والحركات عن مبادئ الديمقراطية يساهم في إلحاق الضرر بالمجتمع بأسره وأفراده، ويزيد من فرص نشوء الدكتاتورية والتمييز. فعندما يسعى الحزب الحاكم إلى البقاء في السلطة بأي وسيلة، فإنه يهدد الحريات الأساسية ويقوض استقرار المجتمع.

يمكن أن يتسبب سوء التطبيق لمفهوم الديمقراطية في الانحدار والتدهور الاجتماعي، إذ يخلق بيئة غير مستقرة ومضطربة للمجتمع. وبدلاً من أن تكون الديمقراطية وسيلة لتعزيز حرية الفرد ومساواته، قد تتحول إلى أداة لتحقيق مصالح الأقليات الحاكمة.

إذاً، فإن الديمقراطية ليست مجرد نظام سياسي، بل هي مبدأ اجتماعي يعتمد على حرية الفرد وتطوير المجتمع بشكل شامل. إلا أنها تتطلب إجراءات قوية لمنع سوء التطبيق وحماية الحقوق الأساسية للأفراد والمجتمع بأسره.           

14/9/1992


قصة قصيرة شعوبية



قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر

شعوبية
كان يعرفهم أكثر من غيرهم، درس أحوالهم، حدد أتجاهاتم الأربعة، تنبأ بنواياهم، قرأ عن أفكارهم، وعرف كيف ولماذا كرهوه شخصيا ووقع الكثير منهم في حب رجال الشاهنامة بشكل أكبر من أبناء جلدتهم، لذا قرر أبعاد هؤلاء عنه وعن عائلته وطلب من رجال سلطته أن يدفعوا بهم خارج الحدود، لمنع الأفكار المسمومة التي كانوا يحملونها وتزرع حقدا دفينا بين الناس، كان قد بدأه أحد مرجانات رجال الشاهنامة قبل مئات السنين وذلك عندما طعن سيده وسيد كثير من الناس بطعنة غادرة. مجدوا طعنته واحتفلوا بها و جعلوا لها عيدا يحتفلون به كل عام.
تيقنت عائلته برجاحة عقله وصحة توقعاته بعد أن غادرها منذ زمن وحين عادوا المبعدون من وراء التلال ينشرون الموت والخراب والفساد بين العباد واحتفلوا بنشوة النصر بضرب الوجوه والصدور وزيارة المرجان في قبره وتقديم ولاءات الطاعة لرجال الشاهنامة الآخرين.
أكتشف الناس أخطائهم لكن بعد فوات الآوان وردد واحد منهم: إنه زمن الشعوبية يا سيدي...


مقال لكل زمان الحديقة الهولندية

مقال لكل زمان..
مقال قديم قبل ولادة الفيسبوك
سعد عبد القادر ماهر


الحديقة الهولندية

إن خلق المتعة والبحث عن وسائل للتخلص من الضغوط النفسية هو أمر شائع في حياة الإنسان، ويمكن أن يأتي ذلك من خلال إيجاد أفكار أو هواجس وتحويلها إلى واقع ملموس يمكن تنفيذه. ومن الأمثلة على ذلك ما تم تحقيقه في هولندا من خلال إنشاء حدائق كبيرة مصممة بشكل جميل تحتوي على مجموعة متنوعة من النباتات والورود الجميلة، بهدف مساعدة الأفراد على التخلص من ضغوط الحياة اليومية.

تقوم إدارة هذه الحدائق بتنظيم وتنظيم الزيارات لضمان سلامة وسلامة جميع الزوار. فعند دخول الفرد إلى الحديقة، يتم توجيهه بوجود لافتات تنبيه تشير إلى ضرورة الالتزام بالقواعد والتصرف بشكل مسؤول داخل الحديقة.

تعتمد فكرة هذه الحدائق على السماح للأفراد بالتحدث مع أنفسهم والتفكير في القضايا الشخصية أو المهنية التي قد تسبب لهم الضغط النفسي. وبدلاً من الشعور بالعزلة، يمكن للأفراد التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية داخل هذا البيئة الطبيعية المريحة.

بهذه الطريقة، يمكن للأفراد تخفيف الضغوط النفسية والعثور على السلام الداخلي، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وزيادة استقرارهم النفسي.

وتعتبر هذه الحدائق مثالاً رائعاً على كيفية استخدام الطبيعة والبيئة المحيطة لتعزيز الصحة النفسية والعافية العامة للأفراد.. وتوفير مساحة آمنة لهؤلاء الأفراد للتفكير والتحدث مع أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم بحرية.

فمثلا الموظف الذي تعرض للإهانة في العمل يستخدم الحديقة كوسيلة لمواجهة المدير الذي أهانه، حيث يجادل معه بطريقة ذاتية ليسترد حقوقه ويشعر بالرضا. بينما يأتي آخرون إلى الحديقة لتفريغ غضبهم وتعبيرهم عن الاستياء بسبب مواقف سلبية تعرضوا لها في حياتهم اليومية.

لكن بينما يعتبر بعض الناس استخدام الحديقة كطريقة مفيدة للتخلص من الضغوط النفسية والصراعات الشخصية، يرى آخرون أن هذا السلوك يمكن أن يبدو غير عادي أو غير صحي إذا لم يكن متوازناً.

من المهم أن ندرك أن الحديقة ليست حلا وحيداً للتعامل مع الضغوط النفسية والصراعات الشخصية. قد تكون الحديقة مفيدة كوسيلة للتفكير والتأمل، ولكنها لا تغني عن الاستشارة النفسية المهنية إذا كانت المشاعر السلبية تستمر أو تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد.

بشكل عام، يمكن أن تكون الحدائق وسيلة مفيدة للتخلص من الضغوط النفسية، لكن من الضروري أن يتم استخدامها بشكل متوازن ومعقول وأن يكون هناك توازن بين الاسترخاء في الحديقة والتعامل بشكل فعال مع المشاكل الشخصية والعلاقات الصعبة.
21/9/1992


قصة قصيرة شاطىء الذكريات



قصة قصيرة
مهداة إلى صديقي الغالي عبد الرزاق عطا عبد الرزاق

شاطىء الذكريات
سعد عبد القادر ماهر

جلس قريبا من ساحل الشاطىء يستعرض شريط ذكرياته التي ظلت عالقة في مخيلته وأصبحت جزءا من شخصيته، يشاركها أحيانا مع أهله وأصدقائه..يضحك لها أو حتى تدمع عيناه مجرد أن يلمح صورا لم يبقى منها الا خطوط سوداء وبيضاء ترسم في عقله صورا غير واضحة لوجوه كان يعتقد بصعوبة نسيانها..راجع معها أحاديث وحكايات لم تكتمل نهايتها .. فأحزن ذلك وبعد أن استجمع ذكرياته قفزت ذكريات دراسته الجامعية واصدقاء عمره فيها...تذكر أحدى الرحلات الربيعية مع أصدقائه إلى أقصى الجنوب...تذكر ما كان يحصل فيها من مواقف جميلة كجمال أهل المدينة، وطالما ما أتخذت بعض أحداثها من أحدنا وسطا للسخرية الجميلة.. كل شيء كان جميلا قبل الحروب وقبل مجيء الغزاة ..تنبأ ابي قبل موته بنهاية الأوقات السعيدة وحدثنا عن الأهوال التي سنعيشها بعد موته..نعم قد صدق أبي بتنبؤاته..
مرت باخرة من ناظره وحدثته الصورة عن أيام زيارته لميناء جميل مليء بالسفن، جاءت من كل مكان وشغلت ساحل الشط الكبير، يطل عليه تمثال من البرونز لشاعر كبير..شاءت الأقدار ان يعمل هناك بعد سنين وتشابكت الذكريات بين الأمس القريب والأمس الأبعد وعلت وجوه الرفاق أمام مخيلته ... مات أحدهم وغاب آخر ولم يعرف عنه شيء لكني بقيت أتواصل مع صديق، أصبح بعدها أخاً آخر لي... نراجع صور الرحلة و نحكي حكايات الماضي الجميل.




قصة قصيرة زهرة الزنبق




قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر

زهرة الزنبق
جذبه شكلها الجميل..كانت حركتها تتلاعب بعقله قبل قلبه، تميل يمينا ويسارا فتأخذ منه مأخذا ..فلم يستطيع الأقتراب منها كثيرا، كان مترددا أن يمسك بها خوفا في ما سمع عنها، فقد تحوي سماً يؤدي به إلى الهلاك رغم جمالها الآخاذ، هكذا هي بعض زهور الزنبق .... وهكذا عرف من أحد زملائه في الدراسة حين أخبره بأنها تسبب أوجاعا في القلب والرأس إذا ما حاول قطفها.. سمع عنها بعض الحكايات أشبه بالخيال.. مثل الذي حاول التقرب منها ولمسها فأفرزت رحيقا غريبا تختلط فيه انواع الروائح منها الجميل ومنها غير ذلك فحرقت يده فسحبها إلى صدره متألما وأبعد ناظره عنها وحاول آخر وآخر فوجدوا الشيء نفسه... حتى جئت أنا أجرب حظي وأحاول الوصول إليها.. لكن ابي كان سببا في ابعادي عنها وسحبتني ظروف مرضه واوضاعه المادية البسيطة إليها فلم أعد قادرا على المجازفة لكن كنت أظن أني أستطيع رغم ذلك فاكتشفت أنها لا تميزني عن الآخرين، فابتعدت بهدوء...وركنت إلى زهرة زنبق جميلة تناسبني.


قصة قصيرة رينو


قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر

إهداء للصديق العزيز علي الحمداني
رينو
لم تكن سيارة الرينو كبقية السيارات بالنسبة لي، بالرغم أني لم امتلكها لكن كانت كأنها لي، فقد سمح لي صاحبها أن تكون جزءا من ذكرياتي.. كان سيارة صديقي الصغيرة، كبيرة في مشوارها خلال السنين الثمانية من الحرب فهي التي صالت وجالت لتنقل هذا وتهرع لنجدة آخر لنقله إلى المستشفى وتستقبل مسافر.. كان المذياع ومشغل الكاسيت فيها له نكهة جميلة بالنسبة لأربعة شباب أو ثلاثة أو حتى أنا وصاحبي فقط، حين تتحرك بأتجاه أحد النوادي لقضاء سهرة جميلة، فكان لصوت الغناء العاطفي نجاة الصغيرة او أم كلثوم يضرب بشدة أحساس قلوبنا قبل مسامعنا وكان يزيد من إحساسنا بالاستمتاع بتلك السهرة بشكل أكبر رغم الحرب...وهذا ما كنت افعله بعد عودتي من وحدتي العسكرية التي كنت قد استدعيت إليها بعد اندلاع حرب ضروس ..لم تستطع الحرب الوقوف ضد رغباتي في قضاء أوقات جميلة بصحبة صاحبي ورفاق آخرين، وكانت سيارته وسيلة وسبب كبيرين في قضاء وقت طويل قبل الرجوع إلى البيت بعد منتصف الليل..
لم تقف ذكرياتي مع سيارة رينو عند هذا الحد، بل كنت ورفيقي نردد كلمات نزار قباني بصوت نجاة ونحن في طريقنا لرؤية أماكن تسكنها أحبة لنا ..

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك ارميها

وظلت الحكاية مضيئة لماعة تضيء درب لقاءاتنا وتنشر دموعا تفرزها الأنوف..


قصة قصيرة ذكريات بعيدة

قصة قصيرة
إلى صديقي العزيز ليث السامرائي


ذكريات بعيدة
كان مولعا بمشاهدة أفلام سينمائية تعرض في سينما تقع في حي مليء بالدور السكنية والمحلات وتواجد عربات الباعة و الدكاكين حول دار السينما.. ..كنا نشتري ما طابت له النفوس من تسالي نأتي عليها أثناء الإعلانات وقبل عرض الفيلم ...كانت تعرض افلامها كل ثلاثة او اربعة ايام حتى تستبدله بآخر...وكانت ملهاة لأهلها، تبعث سعادة في نفوس الأهالي... تكتب تأريخ كل من عاش بجوارها ..كان صاحبي بعيد عنها لكنه كبقية أهل الحي لا يغيب عن عرض فيلم جديد، وكنت له رفيقا في هذا... كنا نراجع بعض المشاهد و نعطي رأيا بهذا المشهد أو بأداء أبطال الفيلم بعد الخروج من صالة السينما..كنا نحكي لرفاق آخرين عن مواقف طريفة قام بها بعض المشاهدين واستنكروا ما قام به رجل وقف وراء جهاز العرض بحذف مشهدا مؤثرا جدا في أحاسيس شباب في اعمارنا!! ليبدا إطلاق الشتائم على الرجل ووصفه بصفات طريفة كان يتقبلها برحابة صدر!!. كان ولع صاحبي بمشاهدة الأفلام وحبه للمسرح كبير، شغله الشاغل لتحقيق حلمه أن يشارك يوما في التمثيل على المسرح ..

حصل على دور في مشهد على مسرح ، ودعانا لحضور أول دور له يقوم به بصحبة عدد من الهواة...كان ريع المسرحية خيريا تذهب أمواله لمنفعة قضية شغلت الدنيا ولا زالت تشغله، لكني لم أدفع فلسا كوني أحد أصدقاء بطل المسرحية!! أنتظرت البطل أن يخرج إلينا بفارغ الصبر وما هي الا دقائق حتى ظهر البطل بطوله الفارع والنحيف يصدح بنبرة صوت غريبة لا تعرفها عنه... يهتف في وجه عدو أمامه ...ربما كان العدو قد أندهش من نبرة صاحبي الذي يعرفه وراء الكواليس فارتبك ونسى ما يجب أن يقال فوقع في مأزق وأوقع معه البطل ... ضحكت وضحك معي صاحبي وضحك الحضور، فقرر البطل أن يسير بجانب المسرح بعد هذه المسرحية...


قصة قصيرة السروال

قصة قصيرة
مهداة لروح صديقي محمد خضير

السروال
أستلم سرواله الجديد من أحد الخياطين الباكستانيين، بعد أن أنهى له بعض التعديلات الضرورية ليكون سروالا ممشوقا يناسب موديل عصره .. كانت المدن تعج بالخياطين والخبازين الأجانب الذين جاءوا إلى البلاد بحثا عن العمل.. لم يكن هناك من يعترض على ذلك، لا من الناس ولا من الحكومة... رافقته إلى محل الخياط لإستلام سرواله وسارع لارتدائه للحاق بعرض سينمائي في حديقة أحد النوادي الرياضية القريبة من ساحة خضراء تحيط بها أشجار نخيل جوز الهند العالية الغير مثمرة، ينتصب في وسطها فارس من الفرسان بحصانة العجيب ..لطالما كنت وصاحبي نجلس فيها ونتسامر لساعات أمام مجموعة من نافورات الماء تتخللها إنارة ملونة .. كان ناديا رياضيا أجتماعيا يلتقي فيه الجميع بمحبة ووئام.

لم نستطع اللحاق بموعد العرض فاغلقت أبواب النادي في وجوهنا ومنعنا من الدخول..قفزت الأفكار والخطط أمامنا في محاولة للدخول إلى مكان العرض باي ثمن ..قررنا ان ندخل خلسة ..فكان امامنا ان نقفز سورا حديديا ليس مرتفعا كثيرا عن الأرض فقفزت أولا إلى داخل الحديقة وقفز صاحبي من بعدي وبحركة خاطئة منه، أصاب حديد السور سرواله الجديد فتمزق جزءا صغيرا منه... رغم ذلك ضحكنا وتندرنا على حظ سرواله العاثر، لكن صاحبي أعتقد أن بما حصل له ما هو إلا ثمنا أو عقابا لما اقترفنا من ذنب باتجاه قوانين النادي... دخلنا النادي وتابعنا الفيلم وتابعتنا العيون بسبب ضحكنا المتواصل على ما حصل لسروال صاحبي..لم نستطع أن نكمل الفيلم فخرجنا من النادي للعودة إلى الخياط لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل عودته للبيت وسماع توبيخا...



قصيدة لولا العراق


قصيدة من احد الشعراء في اليمن الشقيق
.....لولا العراق.....
لولا العراق لما اخضرّت بَوادينا
أو أنبتَ الغيثُ أزهاراً بِوادينا
لو غبت عنا مدى الأيام يا وطني
فإسمُكَ الدهر مذكورٌ بنادينا
نبكي العراق وقد جفّت نواظرنا
إبكوا العراق لعلَّ الدمعَ يُشفينا
بعد العراق فلا دارٌ ولا وطنٌ
بعد العراق لقد ذُلَّت نواصينا
بعد العراق فلا عُربٌ ولا عجمٌ
بعد العراق فما قالوا فلسطينا
بغداد عودي فإنّ الكلّ ينهشنا
نهش الضباع فأين الأسْدَ تحمينا
ثوب الحداد لقد أمسى عباءتنا
إنّ البكاء لقد أمسى أغانينا
يا عينُ فيضي على بغداد من مُقلٍ
فَيضُ الفرات إذا كَلّت بواكينا
من نحن يا وطني هل نحن من عَرَبٍ
ونطلب النصر من أعتى أعادينا
مِنّي سلامٌ إلى بغداد أرسلهُ
من الخيام ومن في البرد يؤوينا
رغم المنافي لقد ثرنا بلا وَهَنٍ
كُلّ المنافي لقد أمست ميادينا


قصة قصيرة فنجان قهوة

قصة قصيرة
مهداة إلى روح الصديق العزيز حاتم فاضل


فنجان قهوة
لم يكن مشروع ناءٍ في وسط الصحراء جمعني مع صاحبي، مكان عمل فحسب أو مجرد مجموعة أعمال تنتهي فينتهي كل شيء مع صاحبي.. بل كانت سببا في نشوء علاقة بين عائلتين.. علاقة جميلة، تتشارك معا في المناسبات والحكايات تحت أصوات القنابل التي كانت تضرب في العمق البعيد من المدينة...جمعنا العمل وجمعتنا فعاليات الحياة وجمعنا الكمأة بعد موسم عاصف وممطر من أرض مجاورة....كان صاحبي حلو المعشر وكثير الأصدقاء والأقارب، وكان بيته رغم حجمه الصغير يجمع القريب والغريب.. كانت أسرته كريمة مع ضيوفها...كنا نستشعر الفرحة في الوجوه.. عندما كنت أزوره مع زوجتي، يطلب من زوجته تحضير القهوة وهو شديد الحب لشرب القهوة مع وجود دخان سيجار تفوح منه رائحة التبغ المعتق..عُرف عن صاحبي شغفه بمعرفة الأسرار و الغيبيات والماورائيات ويحب أن يسمع من الذين يدعون معرفة المستقبل..

كنت انا قد عرفت بعض أسرار قراءة الطالع في فنجان القهوة من امرأة مسنة، تكشف لنا أمورا، كنا نعتقدها صحيحة، فذكرت هذه القصة لصاحبي في احدى المناسبات في منزله، فأمسك صاحبي بي وظل يطلب مني في كل مناسبة أن أقرأ طالعه في فنجان قهوة.. لم يكتفي بذلك فقد اخبر الجميع من اقربائه والأصدقاء وحتى العاملين الأجانب في المشروع بموهبتي هذه وظل يلاحقني في كل يوم مرة او مرتين بقراءة طالعه في فناجين كبيرة أيمانا منه أن الحجوم الكبيرة من الفناجين تعطي اسرارا اكثر...يا لقلب صاحبي الطيب.. لا أكتم سرا فقد استهواني رؤية الفرح في عيون صاحبي وانا اقرا له بعيون احمرّت من تركيزين أحدهما من قراءة الفنجان، فوجدت نفسي جاهزا للتبصر في فنجان صاحبي إذا ما طلب ذلك..لقد صدقت بعض قراءاتي وتوقعات طالعه كما كان يخبرني ما زاد في طلباته وتشجيع الآخرين ووضعهم امامي لقراءة طالع كل منهم..كنا نضحك ونفرح، واسمع تعليقات جميلة من هنا وهناك عن موهبتي هذه... وقبلت التحدي في مناسبات كثيرة ونجحت في الاختبار واستحسن أقرباء صاحبي قراءة الطالع حتى وقعت في مأزق عندما جاء صاحبي ومعه اربعة عشر امرأة من أقربائه وطلب مني قراءة طالع..تبادلنا الضحكات وسمعت كلمات إطراء من صاحبي وظل يشجعني وما كان مني إلا أن أقبل رجاءه فبدأ مشوار طويل من التبصر ترك أثرا في عيني لاحظه مديري في العمل في صباح اليوم الثاني وعندما سأل عن السبب بادر صاحبي ورد عليه وأخبره بالقصة..فقد فضحني أمامه.. بلهجة تهكمية استنكر مديري ما قمت به لكن بعد وقت آخر أرسل في طلبي وبمفردي لأقرأ له طالعه.. ضحكت في سري .. وجدت من واجبي أن أجيب طلب مديري وألا يمنع عني إجازتي القادمة...


مقال منقولة مع تصرف..... العلاقة مع الآخر



مقال منقولة مع تصرف
العلاقة مع الآخر
من كلمة الإمام عليّ(ع): «فإنّ النّاس صنفان: إمّا أخ لك في الدّين، أو نظير لك في الخلق»، فإنّنا نجد فيها لفتة إنسانيّة في التزام الإحساس الإنساني في العلاقة مع الآخر.
أن الحديث عن أنّ الانتماء الديني قد يصبح عامل تقسيم وتشرذم، وسبباً لصراعات أهليّة خطيرة تهدّد وحدة المجتمع، فنسجّل على ذلك:
أوّلاً: أنّ المسألة في التقسيم والتشرذم والصّراعات الأهليّة الخطيرة، ليست مسألة الخصوصيّة الدينيّة في الانتماء، بل هي مسألة العصبيّة في الإحساس الضيّق بالانتماء، مما قد يتمثل بالدين أو العرق أو القومية أو الحزبية أو العائلية، وهذا هو ما تفسّره الحروب والنزاعات المتنوعة في هذه الخصوصيات الإنسانية.
ثانياً: إن الأخلاق الدينية القائمة على أساس العنصر الإنساني في أجواء القيم، تخفّف الكثير من العصبيّة، لتحوِّل الإنسان المتدين إلى إنسان منفتح {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا} (آل عمران64). فإنّ إيحاءات هذه الآية تؤكّد مسألة الاعتراف بالآخر والتّعايش معه على أساس الأرض المشتركة.
ثالثاً: إن الإسلام في اعترافه بأهل الكتاب، قد استطاع أن يؤكّد التجربة الإنسانية في تأسيس المجتمع المتنوّع الذي يعيش فيه النصارى واليهود جنباً إلى جنب مع المسلمين، من دون أية خطوة سلبيّة ضدّهم من قِبَل المسلمين، وهذا ما نلاحظه في الوجود «الكتابي» في مدى السنين التي حكم فيها الإسلام بلداناً ذات مجتمعات متنوّعة دينياً، وإذا كانت قد حدثت هناك بعض المشاكل في هذه الدائرة، فإنها لا تختلف عن المشاكل في الدائرة الإسلامية في خصوصياتها وتنوّعاتها الذاتية، أو في الدائرة النصرانية أو اليهودية. ولو درسنا مثل هذه الصّراعات الحادّة، لرأينا أنها - في غالبيّتها - ترجع إلى عوامل سياسيّة أو عرقيّة لا علاقة لها بالدّين من قريب أو من بعيد.

إنّ الممارسة الدينية لرجال الدين قد حملت بعض السلبيّات النّاتجة من الخطأ في التصوّر، و الانحراف في الحركة، و التخلّف في الوعي، و التعصّب في الانتماء، الأمر الّذي أدّى إلى نتائج سلبيَّة في غير صالح المجتمع، ولعلّ هذا هو السّبب في المشاكل المعقّدة الّتي عاشت في الماضي والحاضر في الخلافات الطائفيّة، والحروب الدينيّة، والحساسيّات المذهبيّة، والنّاس الّذين عاشوا في هذا الواقع، لم يأخذوا بالرحابة الدينية في آفاق القيم الروحية والأخلاقية، بل أخذوا بالدوائر الضيّقة التي تحبس الفكر في زنزانة الجهل، وتحاصر الرّوح في زوايا التخلف.
27/2/2020



مقال لكل زمان الإنسان بين الرفاهية والفقر

مقال لكل زمان
الإنسان بين الرفاهية والفقر
سعد عبد القادر ماهر


في مجال التصوير الفوتوغرافي، يُطلق على الصورة الأساسية الملتقطة للشيء مصطلح "الصورة الإيجابية"، ولكن في عالمنا هذا، توجد العديد من التناقضات بين مفاهيم مختلفة، حيث تتباين بين الصواب والخطأ، وبين الخير والشر، وبين الثراء والفقر، وهكذا فيما يتعلق بصور الحياة الأخرى.

عندما خلق الله تعالى الإنسان، أُدرجت معه كل هذه التناقضات ليعيش بينها حتى ينتهي عند إحداها، حيث يمكن للإنسان أن يختار السلوك الاجتماعي الإيجابي الذي يُسهم في رفاهية المجتمع، أو يمكنه أن يسلك الطريق السلبي.

عندما نحاول فهم الأسباب وراء اختيار الإنسان لسلوك معين أو صفة معينة، نجد أن الجواب يكمن في أصوله وفروعه. لنقرب الصورة، دعونا نأخذ مثالين: إنسان ذو ثراء مادي واجتماعي، وآخر فقير يكافح لتأمين قوت يومه. يمكن أن يكون الإنسان المالي المتميز من أصول عائلة غنية، أو ربما يكون قد عمل بجد في مراحل حياته ليصل إلى مكانته الاقتصادية الحالية. أما الفقير فيمكن أن يكون قد ولد في عائلة فقيرة، أو ربما لم تمنحه الفرص الكافية لبناء مستقبل مادي مستقر، وهذا نتيجة لعوامل كثيرة يُشترك المجتمع في تكوينها..

باستنادنا إلى هذه القواعد، يمكننا أن نقول إن صورة الإنسان يمكن أن تتجلى بوجهين: الإيجابي والسالب، تماما كما يحدث في التصوير الفوتوغرافي. وفي الواقع، يمكن أن يتناقض الأمر أيضاً.

ومع ذلك، هناك حالات شاذة تظهر في المجتمعات، حيث تتنافى المظاهر الظاهرية مع الوضع الحقيقي للأفراد. فمثلاً، يمكن أن نرى موظفاً بسيطاً يعاني من دخل محدود، ومع ذلك يمتلك منزلاً فاخراً وسيارة باهظة الثمن، ويتمتع بمستوى معيشي فاخر، مما يثير تساؤلات حول مصدر ثروته. هل هو وريث لثروة عائلية؟ أم أنه يعيش على دخل غير مشروع؟

ومن الناحية الأخرى، يمكن أن نشاهد شخصاً يمتلك ثروة كبيرة، لكن أسلوب حياته ومظهره يفتقران إلى الرفاهية، وذلك قد يكون بسبب خلقه المتقشف أو تفضيله للبساطة، أو ربما يكون بخيلاً.

في ندوة سابقة في بريطانيا، طُلب من الحاضرين الإفصاح عن وضعهم المادي. فأفصح أحدهم بأنه غني ويعيش حياة مرفهة، بينما أكد آخر أنه لا يمتلك سوى دخله الشهري ويعيش بكفاءة مادية محدودة. وبينما ذكر آخر أنه ليس لديه الكثير من الثروة المالية، إلا أنه يشعر بالثراء نظراً لصحته الجيدة ومقارنته بالأشخاص الذين يواجهون الفقر المدقع.

تبرز الندوة أن مفهوم الثراء والفقر نسبي، وأن الرضا الذاتي هو المقياس الحقيقي للرفاهية والفقر.

28/8/1992

قصة قصيرة يعيدا عن الوطن 1



قصة قصيرة
مهداة إلى صديقي العزيز سعدون اسماعيل


بعيد عن الوطن 1
كان يسمع بباريس انها مدينة النور و طالما حلم بزيارتها ورؤية برجها التاريخي وقوس النصر ومتحفها الزاخر بعبق التاريخ والمسير على أرصفة الشانزيليزيه ... أجمل شوارع العالم..فكان له ذلك في شتاء عام 1996 بصحبة فريق من المهندسين في زيارة إحدى نشاطات شركة الفرنسية في تنفيذ أعمال مد أنابيب حديدية كبيرة القياس باستخدام مكننة جديدة..

لم يكن أحد من فريق البعثة يعلم بخططه التي سبقت إقلاع الطائرة في أحد صباحات أواخر نوفمبر الباردة..فقد عزم على عدم العودة الى العراق بعد انتهاء مهمة البعثة واللجوء الى دولة السويد، لكن امرأ قد حدث جعله أن يلغي العملية وتأجيلها إلى وقت آخر، بالرغم من كل الإجراءات التي اتخذها استعداد للمحاولة، فقد باع كل شيء في منزله إلى أهل الحي الذي يسكنه حتى باع منزله الذي اشتراه بعرق جبينه..
كنا مجموعة متفاهمة يحرسنا أحد رجال المخابرات..كان وقتها تدفع الحكومة برجال المخابرات مع مجاميع الوفود التي تذهب إلى الخارج بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي كانت سائدة آنذاك لتأمين عودة الوفود وعدم السماح لها بالتصرف والتسرب وعدم الأحتكاك برجال الأمن تلك الدول خوفا من تجنيدهم لصالحها...كان رجل المخابرات المرافق شابا قد تخرج من قسم اللغة الفرنسية في كلية الاداب وعمل في دائرة المخابرات العراقية التي كانت تدفع بمرتبات عالية أغرت الكثير من الشباب للعمل تحت إدارتها...كان يحضر الاجتماعات الفنية وقد قدمه رئيس البعثة على أنه أحد الإداريين في الوفد..لم يفهم ما كان يجري من نقاشات التي غالبا ما كانت باللغة الإنجليزية ليست بسبب اللغة لكن بسبب طبيعة المادة العلمية في النقاشات...رغم معرفتنا البسيطة به الا انه كان سهل المعشر وأصبحت العلاقة بينه وبين أعضاء البعثة علاقة ودية... اجتمعنا مساءا على مائدة لتناول وجبة العشاء في الفندق الذي كنا ننزل فيه وقد جال في خاطري أن أمسك برجل المخابرات وامازحه باني سوف أترك فريق البعثة ولا أعود إلى العراق ..تغيرت ألوان وجه رجل المخابرات وانطلت القصة، فما كان منه الا ان يعترض واستنكر ما أقوم به....في صباح اليوم الثاني وجدنا الرجل قد استيقظ مبكرا ويبدو عليه عدم النوم وما شاهدني أمامه حتى استرد أنفاسه وقال لي: لم استطع النوم وكنت اسمع اصوات حقائب داخلة وحقائب خارجة وفتح أبواب وغلقت أبواب فأخرج من غرفتي للتأكد من وجودك...اعتذرت إليه لما سببت له من موقف وقلت له أني كنت أمازحه...في الليلة الأخيرة وقبل العودة وفي مكان ما بوسط مدينة مونبلييه الفرنسية أخبرت أحد الأصدقاء في الفريق باني سأعاود الكرة في ممازحة رجل الأمن، وحذرني من الانتقام بعد العودة إلى العراق..كنت غير مباليا فانتفضت في وسط الشارع لأقول: هذه الليلة الأخيرة معكم وإني ساترككم للسفر الى السويد..لم أتوقع رد فعل رجل الأمن عندما قال: أرجوك لا تقول هذا؟ أما نعود جميعا إلى العراق او لا نعود، لا اعود من دونكم...ضحك صديقي فكشف له اللعبة وضحك بقية أعضاء الفريق وسط ذهول رجل الأمن ونظرة ريب بإتجاهي...


قصة قصيرة ......كرم جميل

قصة قصيرة
مهداة إلى الصديق العزيز نعمت الله زكي بشارة


كرم جميل

عرفته أول مرة عندما تم تعيينه في الشركة التي أعمل بها، شابا وسيما، دمث الأخلاق، حلو المعشر..كان قد أصيب في قدمه أثناء الدراسة من جراء قذيفة سقطت عليه وهو يؤدي واجبه في شمال البلاد.. وكبقية الشباب في الأوقات العصيبة كان يلجأ لعمل آخر للازدياد من مدخوله لصرفه على والدته التي تعيش معه وترعاه ويرعاها فهما ليس لهما الا بعضهما...كانت الأجواء في البلاد ملبدة بسحب حرب طويلة، ورغم ذلك تزوج صاحبي وفرحنا به في قداس جميل ومن بعده احتفال في أحد النوادي التي أعرفها...لم تمر السنون على البلاد هادئة.. فبعد الحروب أصاب البلاد حصار طويل اطبقه الأشرار على صدور الناس ونال من كل شيء يعود لهم وتشتت عائلات وخسرت افراد منها ، لكن صاحبي في عمله الإضافي أزاح عبء كبير لكثير من الناس في تلك الأيام فقدم لهم الدواء باسعار مناسبة من خلال عمله قي صيدلية وفي بعض الأحيان لا يقوم بأستلام مبالغ فورية بل يرجئ استلامها حسب ظروف الناس.. كان كريما جميلا في تصرفاته مع الناس...
كان له مواقف أجمل معي ... قام بالكثير من أجلي، فهو الذي تبرع بدماء شرايينه عندما أحتاجت لها شقيقة لي رقدت بين الموت والحياة..وهو الذي قدم لي ما كنت أحتاجه من مال لأكمال ما تبقى لي في بناء دار صغيرة..حتى وان كانت تلك الحكاية دينا من صاحبي فقد كان مفتاحا لي في فتح أبواب مغلقة في ظرف عصيب.. لم أعرف عنه بخلا أو شحا لا لأهله ولا لأصدقائه، وكنت أخشى عليه من أستغلال البعض لكرمه دون أن أشعره بذلك، فقد كان يستخدم سيارته الحمراء لقضاء حوائج الناس...
لكن الظروف تغيرت بعد ذلك ولا المكان يبقى ولا الدار تبقى ، فقد قرر كما فعل الكثير من أهله واصدقائه أن يهاجر بعيدا عن الوطن ويترك كل شيء ورائه بأمل أن يلقى ما يستحق من حياة كريمة في وطن آخر....

الأدب العالمي

الأدب العالمي

الكاتب والفيلسوف الروسي ( فيودور دوستويفسكي) وهو فيلسوف وروائي روسي، اشتهر بروايتيه “الجريمة والعقاب Crime and Punishment” و”الإخوة كارامازوف The Brothers Karamazov”. تتناول أعماله الجانب النفسي والوجودي للنفس البشرية.
كتب لحبيبته ماريا يقول :

في الشارع الذي تقيمين فيه هناك تسع نساء أجمل منك، وسبع نساء أطول منك، وتسع نساء أقصر منك، و أخرى تحبني أكثر مما تفعلين، وفي العمل هناك امرأة تبتسم لي دائماً، و أخرى تستحثني علي الكلام، والنادلة في المطعم تضع لي العسل بدلاً من السكر في الشاي ...ولكنني أحبك أنتِ.. و بعد زواجه منها كانت ماريا في البيت نعم الزوجة له، تحملت مرضه و فقره و سفره و غيابه عنها و قاست معه كل أنواع الشقاء.. وهي في فراش الموت قال لها دوستويفسكي : "لم أخنكِ حتى في الذاكرة"


مقال صحفي صحفي المفاجئات

مقال لكل زمان
مقال قبل ولادة الفيسبوك
صحفي المفاجئات

كل فرد يمتلك طريقته الخاصة في
التعبير عن الفرح واستقبال الأخبار، فنجد بعض الأشخاص يبدي فرحاً بأي خبر حتى لو
كان عادياً للغاية، بينما يكون لدى الآخرين استجابة محدودة حتى في وجود أخبار سارة
للغاية. يعتبر استقبال الخبر من قبل المتلقي أمراً نسبياً، وهناك العديد من
الأمثلة التي تبرز هذا الأمر في مجتمعنا.

بعض الأشخاص يفرحون بأخبار تخفيض
الأسعار بشكل لا يُصدَّق، في حين يظهر بعض التجار عدم اهتمامهم بمثل هذه الأخبار.

ويتفاوت استجابة مجموعة من الناس
لأخبار توفير الخدمات في مناطق معينة؛ حيث يشعر سكان هذه المناطق بالسعادة
والراحة، بينما قد لا يثير هذا الخبر اهتمام سكان مناطق أخرى.

من ناحية أخرى، هناك أخبار تجلب
السعادة والراحة للجميع دون استثناء، وتُفاجئ الجميع بإيجابيتها، مثل خبر إطلاق
مواد الوقود مثل البنزين وزيت الغاز وتوزيعها على مدار الساعة دون الحاجة لاستخدام
البطاقات.

هذه الأخبار تعزز السعادة لدى الناس،
حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يمتلكون وسيلة نقل خاصة، لأن هذه الخطوات قد تؤدي إلى
تخفيض أسعار النقل العام والخاص على حد سواء..

لذا، يتسابق الصحفيون في البحث وراء
الأخبار التي تحمل السعادة لجميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم، فالسباق للحصول
على الخبر الحصري يعتبر همّاً رئيسياً للصحفيين ويمثل مقياساً لنجاحهم في مجال
الصحافة.

حكت صحيفة "تايمز"
اللندنية قصة أحد الصحفيين الذي عمل في الصحيفة، حيث نشر خبر استقالة رئيسة
الوزراء مارغريت تاتشر قبل أن تقدم هي بشكل رسمي طلب الاستقالة. وكان الصحفي قد
تلقى هذا الخبر مباشرة من تاتشر نفسها، حتى قبل زوجها، إذا كانت هذه المعلومات صحيحة،
فمن يمكن أن يكون أكثر سعادة من الصحفي الذي نقل الخبر لملايين الناس حول العالم؟
بالطبيعة، سيتأثر ملايين الأشخاص الذين عانوا من سياسات تاتشر بشكل سلبي.

لذا، يتوجب على الصحفيين في الوقت
الحالي التمسك بالأخبار المفاجئة قبل أن تُفسد هذه المفاجآت من قبل وسائل الإعلام
التقليدية. وبذلك، يصبح لدينا صحفيون لاكتشاف المفاجآت، بدلاً من أن يكونوا مجرد
صحفيين ينقلون الأخبار بالطريقة التقليدية..








27/4/1992