قصة قصيرة
مهداة لأهل البصرة الكرام واصدقائي فيها
جواهر الدنيا
للبصرة نكهة جميلة في مشاعري لما تحمل من ذكريات .حملت معها العشرات من الحكايات الرائعة
بسبب قضاء معظم أيام عملي في هذه المدينة الساحرة بنخيلها و حدائق متنزه الأندلس
وشط العرب ورونق جدول العشار فيها الذي شابه الكثير من الأهمال بعد ذلك..كانت
البصرة فينيسيا العراق وقبلة السائحين.. جمعت الحرب والسلام ومالت الحروب والحصار
أكثر..ورغم ذلك ظل أهلها مثل ما عرفتهم أول مرة عام 1975..أهل كرم ومحبة ووئام بين
الناس.. قبل سيطرة أراذل القوم عليها ففرقوا الأخوة ونشروا الدم في شوارعها..أصدقاء
ورفاق كثيرين مروا من أمامي وأصبحت واحدا منهم أشارك في همومهم وافراحهم وكنت أسمع
منهم الجميل من الكلام وأستمتع بما يقال لي حين يقول أحدهم أن والدي قد رمى صرتي
(بقايا صرة الولادة) في العشار فبت أزورها ولا أتركها..كنت أضحك لذلك واضحك أكثر
عندما يقول آخر ما دمت تحب أكل الشبزي والصبور وهو نوع من أسماك شط العرب، فأنت
بصراوي وكنت أرد عليهم باني بصراوي وبغدادي ومن كل مدن العراق...لا فرق..نعم
البصرة غالية بنفطها بنخيلها ومائها ودرر
قواقعها التي يجلبها صياد ليصنع منها عقدا لعروس زفت لعريسها...مدينة اجتمعت فيها
جواهر الدنيا ...أسعد أهلها كل من زارها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق