بحث هذه المدونة الإلكترونية

4/28/2020

The Little Engineer's Guide




كتاب جدبد.

في هذا الكتاب،حاولنا تسليط الضوء على المعدات والأجهزة المستخدمة في القطاعات النفطية والصناعية الأكثر شيوعا واستخداما ومعرفة أنواعها وظروف عملها .
خلال إعداد هذا الكتاب، وجدنا الكثير من المصادر على الشبكة العنكبوتية ومن مواقع مهمة فوجدنا من المفيد اعتمادها كمصادر لإنجاز الكتاب، ومن هذه المواقع من يختص بالأجهزة والمعدات، ومنها من عّرف بالمواصفات القياسية العالمية المعتمدة في أختيار المعدات حسب أغراض المشاريع وحجمها الإنتاجي.

للطلب اترك ايميلك في حقل الملاحظات.... انتهى العرض المجاني
للشراء اذهب الى الرابط: 
.https://play.google.com/store/books/details/Saad_Abdulqader_Mahir_The_Little_Engineer_s_Guide?id=Oi_gDwAAQBAJ

او ارسال حوالة مباشرة مع Western Union بسعر الكتاب 10.5 دولار  للتفاصيل يرجى أرسال ايميل إلى العنوان:
saadmahir@yahoo.com

4/14/2020

قصة قصيرة بنت ليل

بنت ليل

نقلت شرفها لرجال سياسة وحكومة وبرلمانين فانتزعت منهم أعترافات تشترى بالأموال فكانت تتسلى بها وتساوم بين الفضيحة وأخبار أُسرَهُم .. انتزعت منهم الغالي والنفيس، فرفعت صورة بوجه أحدهم وتسجيلا بوجه آخر، وجمعت من هذه وتلك الكثير، لتستخدمها عند الحاجة..فأصبح الجميع يخافون منها وهي التي كانت منبوذة، منكسرة، مهزومة في يوم من الأيام..تعطشت للأنتقام ليس لشرفها وانما طمعا وكرها.. أستهوتها افعالها فقررت المتاجرة بشرفها وشرف أولئك الذين وقعوا في شباك الرذيلة، فأنطلقت صوب رجال دين وشيوخ ورجال عشائر واوقعت من أوقعت منهم بصوتها وجمالها وإغراءاتها ..بات الجميع في احضانها حينها تمكنت من الفوز بكل شيء ولم يعد أحد من حولها قادر على الهروب منها، حتى صفَّدَتْ الجميع بوثائق الخزي والعار .    

   

4/13/2020

تطرف قصة قصيرة

تطرف

خرج إلى الشارع يصرخ في وجوه الناس ، وخرج جاره يصرخ في وجوه الناس، ينشدان الناس ما يؤمنان به من مبادئ دنيوية، سماوية في ظاهرها..كان حديثه ليس ككل الأحاديث ، كان لإطلاق لحيته عنوانا، كان الخاتم في أصبع يده من تمام مبدئه، كان ثوبه وعباءته وعمامته السوداء ليست ككل الثياب والعباءات والعمائم، كان للأكل والشرب طقوسا والوقوف على منبره وجها غير وجهه الحقيقي.
وخرج جاره يعارضه، فكان حديث هذا، ليس ككل الأحاديث ، كان لإطلاق لحيته وحلق شاربه ما يميزه، وكان لون الخاتم في أصبع يده بمعنى يعرف تفسيره، كان ثوبه وعباءته وعمامته البيضاء ليست ككل الثياب والعباءات والعمائم، كان للأكل والشرب طقوسا والوقوف على منبره وجها غير وجهه الحقيقي.
فطالت أنياب الشيطان رؤوس الناس وأوقع بهم تطرفا حتى أنساهم مواثيق الله لخليفته، فانقسم الناس بين هذا وذاك وتفرقوا بين صرعى ومفقود خلف أبواب مغلقة..


4/12/2020

الجندي جبار قصة قصيرة


الجندي "جبار"

في عام 1981 كانت المعارك على أشدها بين العراق وايران، عندما تعرفت على جندي، من الأقلية التركمانية ويسكن مع أهله في كركوك أسمه "جبار"، و بعد ان تم تنسيبي إلى معسكر الراشدية في شمال بغداد وهو قريب نسبيا إلى بيتي.. كان واجبي رعاية البدالة العسكرية في المعسكر وصيانتها،  ومعي الجندي جبار  الذي كان يهتم بنظافة المكان، ونحن الاثنان تحت مسؤولية نائب ضابط اسمه عبد الامير.. كنت مأمورا باستلام خفارة ليلية اتناوب بها مع نائب الضابط بين يوم ويوم.. أما الجندي جبار ولكونه من أهل مدينة كركوك فكان مأمورا بالبقاء والمبيت اليومي حتى يوم أجازته بعد أحد وعشرين يوما يتمتع بإجازة ثلاثة أيام فقط.
في السابع من حزيران في ذلك العام تعرض العراق لهجمات جوية إسرائيلية استهدفت المفاعل النووي العراقي ودمرته، مما حدا بالقيادة العسكرية ان ترفع حالة التأهب ووضع الجيش في حالة الإنذار القصوى ما يعني توقف نزول أفراد الجيش إلى منازلهم بما فيهم نحن بالرغم من أننا جزءا من مؤسسة عسكرية أخرى غير تابعة للمعسكر الذي نخدم فيه. شعر جبار بارتياح شديد لبقائي معه لفترة أطول وكان يتندر علينا بكلمات عربية ركيكة ممزوجة بلكنة تركية تبعث عن الابتسامة..لكنه كان يحب الأستماع لأغاني أم كلثوم مع وجود كأس من الخمر كان يجلبه خلسة إلى داخل المعسكر دون أن يشعر به أحد..
كان الجندي جبار وعند عودته من الأجازة وكعادته يحمل أغراضه في حقيبة صغيرة يحمل فيها ملابسه وكيسا من الحلويات او الكليجة او المكسرات إضافة إلى عدد من التسجيلات الغنائية لأم كلثوم، ويخفي تحت كل ذلك زجاجة من الخمر ..
كان الدخول إلى المعسكر، من باب كبيرة يستخدم من قبل جميع الموجودين في المعسكر بما فيهم آمر المعسكر يقف عليها مجموعة من الحرس النظامي مأمورين بالمراقبة والتفتيش والتحية العسكرية لآمر المعسكر والضباط، وكان التفتيش شديدا في معظم الأوقات بسبب الأوضاع العسكرية والأمنية التي كانت سائدة آنذاك ويصاب بالتراخي عدا ذلك.
حضر الجندي جبار إلى المعسكر بعد انقضاء أجازته يحمل حقيبته الثقيلة، مرتبكا، خائفا من كشف أمره ومصادرة زجاجة الخمر ومن ثم تحويله إلى الحبس..كان يحاول تمويه الحرس بالوقوف معهم واشغالهم بالأسئلة للتملص من عملية التفتيش..الا في هذا اليوم فقد استبدل الحرس بمجموعة جديدة أمسكت بباب المعسكر اول مرة، لا يعرفهم، أوقعته في مازق وقلق من افتضاح أمره.
خطى خطوات ثقيلة باتجاه الحرس الذين أوقفوه لتفتيش حقيبته..أرتبك..اسودت الدنيا في وجهه، كاد ان يغمى عليه من الخوف، لا يعلم ماذا يفعل ؟ كان الأرتباك باديا على وجهه حتى  سقطت حقيبته من يده لتضرب الأرض بقوة بسبب وزنها فكسرت زجاجة الخمر ولوثت بقية أغراض الحقيبة فانتشرت رائحة الخمر في الأجواء فضربت انوف الحرس... حاول الجندي جبار ان يتخلص من مأزقه فضرب كفيه قائلا:
"بس لا شيشة الريحة انكسرت!!!"
في هذه اللحظة تدخلت الأقدار لصالح جبار  لتنقذه من موقفه وربما من السجن، عندما وصل موكب آمر المعسكر ما جعل الحرس ان يستنفر ويفض المكان من التفتيش مطالبين الجنود ان يدخلوا المعسكر على الفور... وهذا ما فعله الجندي جبار
استقبلت جبار وقد أصفر لون وجهه وسألته عن سبب حالته فقال بعد أن استرد أنفاسه:
"أنصاديت لو مو آمر المعسكر" ..
قص حكايته وضحك الجميع بعد انهاء قصته وبدأ يستخرج أغراضه المبلولة ، وضحكت اكثر عندما رأيته يحاول ان يجمع مشروبه فقلت له: "
لا تهتم..صار عندك مشروب يكفيك شهر، لان الكرزات منقعة والكليجة منقعة بالعرق وكل ما راح تاكل منها تسكر.."

12/4/2020 



4/10/2020

وسط الصحراء قصة قصيرة


وسط الصحراء

أُختير مع خمسة عشر مهندسا في عام 1988 للذهاب إلى خارج الوطن للاشراف على تنفيذ مشروع مد أنابيب لنقل النفط من البصرة إلى ميناء ينبع في السعودية على البحر الأحمر  لتمكين العراق من بيع بتروله بعد ان انقطعت السبل في تصدير النفط  من موانئ العراق المطلة على الخليج العربي بسبب الحرب مع إيران التي كانت تهدد بضرب ناقلات النفط الأجنبية التي تحمل النفط العراقي.    
كان مهندسا مشرفا عن تنفيذ أعمال مد الكابلات الضوئية من البصرة إلى الميناء..كان الهدف من هذه الكابلات هي لتأمين الاتصالات ونقل إشارات سيطرة على عمليات ضخ النفط في الأنبوب.
ان المسافة الكبيرة بين البدايات والنهايات وبين المحطات في وسط الصحراء الشاسعة فرضت وضعا خاصا على الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ المشروع، وبطبيعة الحال ينسحب ذلك على المشرفين من العراقيين وممثلي استشاري المشروع وهي شركة امريكية عملت جنبا إلى جنب مع العراقيين  لمرافقة شركات تنفيذ المشروع.
لقد اختارت الشركة التي كان يشرف عليها مكانا قريبا من طريق عام يربط المدينة المنورة وجدة وهو الطريق الذي يؤدي إلى مكة المكرمة أيضا وهو عبارة عن طريق واحد في معظم مناطقه ويمر في وديان مرتفعة وتنتشر الجبال على طول المسافة باتجاه المدينة المنورة..كان المكان جيدا بالقياس لمناطق أخرى في الصحراء وبعيدة عن مراكز المدن.
كانت الشركة السويدية التي كان معها  قد اختارت مكان سكنها وانطلاق أعمالها ليس اعتباطا، كان ذلك بسبب تكليفها بأعمال مد الكيبل الضوئي في منطقة جبلية وصخرية شديدة الوعورة، تحتاج لوسائل تفجير بالديناميت لكي تشق الأرض.. احتاج مد الكابلات لمسافة سبعة وعشرون كيلومترا لستة أشهر لإنجازه بسبب طبيعة الأرض الصخرية.
اختار له أحد الكرفانات في مخيم الشركة ليبيت فيه بعد عناء يوم عمل طويل وهو عبارة عن غرفة تحتوي على سرير نوم وخزانة للملابس مع حمام جانبي..
كانت سيارة اللاندكروزر ذات الدفع الرباعي كفيلة تنقلاته وسط الارض الوعرة وصعود التلال والجبال والنزول منها، لكن كانت القيادة تتطلب الحيطة والحذر بشكل أكبر بسبب ذلك وبسبب وجود الجمال والرعي في هذه المناطق التي تنمو فيها بعض الأحراش الصحراوية.
خرج في أحد صباحات ايلول، وعادة ما تكون الأجواء في هذا الوقت من  السنة حارة ورطبة، لرؤية الأعمال الروتينية، لكن هذه المرة في منطقة شديدة الخطورة على قمة جبل يرتفع سبعة آلاف متر فوق سطح البحر ومنه يمكن روئية مدينة "بدر"، المدينة التي جرت فيها معركة بدر بين المسلمين وكفار قريش والتي تبعد عن المخيم السكني عشرين كيلومترا وهي تقع على الطريق العام بين المدينة وجدة ...كان يحاول دائما ان يتجنب صعود القمة والنزول منها لخطورتها وخاصة بعد أن سمع بأن العديد من السائقين الفلبينين لشركات أخرى قد لقوا حتفهم في هذا الطريق، فكان يقود سيارته والالتفاف حول الجبل بمسافة اكبر للوصول إلى مكان عمل ما ، لكن عند وصول الأعمال على قمة الجبل، كان لا بد من الوصول إليها.
تسلق الجبل الذي كان ميل الصعود فيه حادا كما هو في النزول من الجانب الآخر ايضا للوصول إلى قمته...أطلق سيارته مندفعة بقوة محركها وتروسها و عجلاتها الكبيرة لمقاومة الأرض الصخرية وأجزاء الصخور المبعثرة على الطريق.
لم تكن الدقائق المعدودة في تسلق الجبل للوصول إلى القمة مجرد زمنا اعتياديا، فقد كان يمثل بالنسبة له ساعات من القيادة المضنية على أرض صخرية مزقها بارود الديناميت.
كادت عجلات السيارة تخرج عن السيطرة والانزلاق إلى الوراء لولا قوة محركها و تعشيق التروس الرباعية مكنته في الوصول إلى قمة الجبل و ينتظر وقتا عصيبا آخر في النزول منه.
وقف على قمة الجبل وراى مدنا بعيده كأنها عانقت سحب بيضاء في افق اخترقته أشعة الشمس الذهبية.. أحساس رائع بجمال وروعة صنع الخالق في هذه المنطقة من العالم.. لكن    ظل أزيز مكائن آلات حفر عملاقة التي تضرب الصخر وتحوله لساقية ملتوية مليئة بالحجارة المكسورة  يطغى على المكان ويشوهه...


 10/4/2020

4/09/2020

قصة قصيرة واجب


واجب

دُعيَّ ضمن مجموعة من الطلاب لأداء تمرين عسكري لتهيئة مجموعة من المقاتلين وإرسالهم إلى لبنان للوقوف إلى جانب احدى الجهات المتناحرة إبان الحرب الأهلية هناك.
كان تأجيل خدمته العسكرية عام 1978 بعد تخرجه  قد منحته فرصة طيبة في البدء بالحياة العملية والتخلص من أداء التمارين القاسية التي كانت تجرى في معسكرات للجيش فظن أنه نجا من هذا العبء، لكن شيئا آخر كان في انتظاره عندما طلب منه أن يؤدي تمرينا عسكريا لأحد صنوف القوات الخاصة الذي يتطلب جهودا استثنائية... كان التمرين عبارة عن مجموعة من المقاتلين يركضون في حلقة دائرية أرضيتها من الرمل وعلى محيطها مجموعة من الأكياس المليئة بالرمل ايضا، يقفزون في الهواء ثم الانبطاح عند سماع الأوامر من المدرب...رغم صغر مساحة الحلقة الا ان اكثر من اربعين شخص يتزاحمون و يركضون ويقفزون فيها.
كان يركض ويقفز بملابس عسكرية خلف متطوع آخر، اقل ما يقال عليه أنه صاحب جسم ضخم وطويل، لا يبعد كثيرا عنه.. استلم الجميع أمر القفز والانبطاح..كانت قفزة المتطوع الضخم الذي أمامه أسرع منه فجاء بسطاله ذو القياس الكبير ليضرب أحدى عينيه فأظلمت الدنيا فيها ولم يعد يرى شيئا فانسحبت من الحلقة ليجلس على الأرض متألما يطلب من مدربه أن يعفيه من مواصلة التدريب فوافق المدرب.
كانت الضربة قد تركت أثرا في عينه التي أحمرت إحمرارا شديدا بسببه وحصل على إجازة قصيرة حتى يريح عينيه...
لكن واجب آخرا كان قد طلب منه في أن يكون ضمن فريق عمل لعمل لوحة خلفية لخريطة الوطن العربي على مدرجات ملعب الشعب الذي كان يستضيف دورة لألعاب القوى العربية في عام 1979. كانت العديد من الدول العربية تتنافس لحصد الميداليات الذهبية في هذه الدورة.
سبقت هذه البطولة إجراء بعض التدريبات لفريق اللوح الخلفي للتمرين على إتقان صورة الوطن العربي بأوقات معينة وتبديل الأوان مع قطع أخرى من الكارتون .. كانت المجاميع من الشباب المكلف بهذه الفعالية تتبادل فيما بينها الصور المرفوعة بواسطة عصا قصيرة من طرف واحد.    
كان المدربين يتوزعون بين مجموعات الشباب يساعد في تهيئة مستلزمات اللوح الخلفي وتوزيعها على صفوف الشباب..
حضر إلى الملعب مع مجموعة من زملائه والجلوس وأخذ دوره في هذا الواجب الغريب الذي لم يسمع به من قبل بل شاهده في التلفزيون وهو يحضر فعالية مشابهة يؤديها شباب في ملعب في الصين.
       وصل المدرب وهو يحمل مجموعة من العصا وقطع الكارتون الملون إليه وبدأ المدرب بتوزيعها عليه وعلى الشباب المحيطين به، وبحركة غير محسوبة من قبل المدرب ضرب عينه المصابة بعصا وهو يتناولها إلى  الشخص يجلس خلفه..لم ينفع اعتذار المدرب منه فقد قام من مكانه متألما لكي يغادر لكن أمسك به أحد زملائه ودعاه بالجلوس واكمال واجبه حتى ينتهي منه.
عاد إلى بيته متألما ورأت والدته حالته التي لم تتمالك نفسها فصرخت فيه خوفا عليه وطلبت منه أن يعتذر عن مثل هذه الواجبات في المستقبل لكي لا يخسر عينه ففعل..
 9/4/2020


قصة قصيرة ..أمام الوزير


أمام الوزير

إهداء إلى استاذي ومدير عام شركتي الدكتور طلعت حطاب و الصديق أركان الصميدعي 

طلب من المختصين في مجالات الاتصالات في شركته الحضور إلى مكتب وزير النقل والمواصلات لمناقشة السبل الكفيلة بإعادة نظم الاتصال بين بغداد والمناطق الجنوبية والتي تعرضت إلى قصف عنيف من طائرات أمريكية عام 1997 بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك (بل كلينتون)... أدى القصف إلى قطع الاتصالات ومنها العسكرية المهمة التي كانت عصبا مهما لتبادل المعلومات بين القيادة في بغداد والقوات العسكرية في جنوب العراق..نالت الضربات الجوية من مركز الاتصالات في ناحية القاسم والتي اشتق اسمها من وجود مرقد الإمام القاسم بن الإمام جعفر الصادق فيها ، وهي تقع جنوب محافظة بابل وتابعة لها..

كان زميله قد أعترض عند مدير عام شركته على تكليف الشركة باعمال صيانة تلك القابلوات التي استهدفتها الطائرات الامريكية بسبب قلة الخبرة لدى كوادر الشركة المختصة أصلا باعمال مشاريع خاصة للنفط والغاز حينها شعر المدير العام بحراجة الموقف وتسائل : يعني تورطنا..! في اشارة إلى قبوله لموضوع لا يمكن تنفيذه من قبل كوادر شركته في اوقات قياسية سريعة.

لكن الوقت قد فات على الاعتذار فحضر مع زميله بوجود المدير العام لشركته إلى كرفان قريب من وزارة النقل والمواصلات يبعد مسافة زادت عن مئتين متر من مدخل الوزارة..ربما اراد الوزير ورجاله  من تواجده في هذا الكرفان أن يتخذ الحيطة والحذر تجنبا للقصف المباشر الأمريكي لمبنى الوزارة.   

دخل مع مديره وزميله بدون أستئذان إلى داخل الكرفان الذي بدأ عليه كأنه غرفة للحرس وما زاد من تمويهه عدم وجود أحد يقف خارجه... كان الوزير يتوسط المكان ومن حوله رجال يتبعونه وربما كان منهم مديرا عاما او استشاريا او أي مهندسا كبيرا مختصا.. يجلس على كرسي من الجلد وأمام مكتب متواضع وضعت عليه بعض الأوراق وهاتف جانبي.. جلس مع بقية زملائه على كراسي وضعت أمام مكتب الوزير  وكان المدير العام الذي بادر بتقديم مهندسيه للحاضرين للتعرف عليهما، أقرب مجلسا إلى الوزير من موظفيه...

ومن دون أنتظار وجه الوزير سؤالا مباشرا إلى المدير العام يطلب منه الاجابة على امكانية توفير خدمة اتصالات تابعة للوزارة الذي يعمل فيها، وبدا النقاش الفني مع الجميع فقد كان الوزير مختصا في هذا الموضوع ولا مجال للمناورة من قبل بقية الحاضرين.

لم يبادر على الرد على سؤال الوزير قبل ان يتحول مديره إليه ويطلب منه الإجابة على سؤال الوزير... أنتظر ان يسمع من الجميع آرائهم حول كيفية الوصول إلى حل سريع وسمع من زميله رايا حول إمكانية استغلال بعض خطوط الاتصالات التابع لملكية وزارته لكن قد تحتاج وقتا ليس بالقليل في تنفيذ العمل.

أنتظر قليلا بعد أن تأكد أن الجميع قد وصل لقناعة بوجود حاجة إلى زمن طويل لإعارة بعض خطوط للاتصالات إلى وزارة النقل والمواصلات، قبل أن تطرأ على أفكاره حلا سريعا لكنه ليس متأكدا من أمكانية وجوده وخاصة أنه يتعلق بشبكات اتصال تابع لوزارة النقل والمواصلات.

كانت الزمن الذي تعيشه مؤسسات الدولة عصيبا عليها، ولا يختلف كثيرا عن حالة الناس، فقد وقع الجميع تحت سطوة الحصار التي عاشها البلد في تلك الفترة...ضرب أوصاله وأصبح تعويض الأشياء المستهلكة في أنظمته التقنية بالغة الصعوبة، وأصبحت البدائل التي يقدمها المهندسين والفنيين مجرد حلول وقتية غير كافية... لذا كانت الأفكار التي كان يطرحها المهندسين اختيارا مفروضا  ليس له بديل... وكان ينظر لصاحبها بمنظار البطل الذي ساعد في تجاوز مشكلة فنية ما.

بعد أن أخذ رأيه في ذلك الموضوع، طرح فكرته امام الوزير  ونصح باستخدام منظومة اتصالات تستخدمها شركة السكك وهي أحدى مؤسسات وزارة النقل والمواصلات، واستخدامها في السيطرة على سير القطارات الذاهبة إلى البصرة والعائدة منها، وذكّر الجميع بان ناحية القاسم هي إحدى محطات القطارات وبالامكان تمرير خطوط الاتصال من قابلو السكك إلى محطة الاتصال المدمرة في ناحية القاسم منوها للوزير فيما اذا كانت تلك الاتصالات لا زالت عاملة بعد أن شابت حركة القطارات الكثير من المشاكل الفنية.

وبعد أن أنهى طرح فكرته سأل الوزير رجال من حوله فيما إذا كانت منظومة اتصالات السكك الحديد عاملة او لا فرد عليه أحدهم بعدم التأكيد لصلاحية تلك المنظومة فطلب الوزير أن يتصل بمدير العام في سكك الحديد لمعرفة  جاهزية منظومته من عدمها، وأكد مدير عامها بصلاحية الكابل وبالامكان استخدامه في حل مشكلة وزارة النقل والمواصلات.

تنفس الجميع الصعداء وقدم الوزير شكره له مع انتقاد وجهه لرجاله بعدم معرفة منظومات وزارته بشكل أفضل بينما عرف مهندس من خارج وزارته بذلك.

نال مديح المدير العام امام موظفيه وشعر بالفخر  أمام زملائه ومسؤوله المباشر.   

أتصل مدير عام كبير في وزارة العمل والاتصالات يعمل بصورة مباشرة على تأمين الخطوط لشبكات بغداد في جانب الكرخ، مع مديره العام وطلب منه أن يحضر مهندسه إلى مبنى يقع فيه مكتب ذلك المدير واستفسر عن السبب فأخبره بأن الأمر لا يتعدى الا مناقشة فنية.

ذهب إلى مبنى الأتصالات في الكرخ وقدم نفسه إلى سكرتير مديرها حتى دخل فورا لمقابلة الرجل..رحب به، واثنى عليه مقابل فكرته في ايجاد الحل لمشكلة الاتصالات ونقل له مديح الوزير، فرح لذلك، لكن كان غير مطمئن لما سيأتي من القول! وبالفعل صدق حدسه عندما عرض عليه العمل في دائرته وبامكان وزارته إجراء عملية النقل وذلك بطلب من وزير النقل والمواصلات .. لم يرفض لكنه طلب أن يشاور مديره العام بذلك.

كان الحصول على خط الهاتف في منزل أشبه بجائزة كبرى في يانصيب خيري.. وهو كغيره من الكثير من الناس لا يملك خط هاتف في منزله، ولطالما حاول ذلك لكن دون جدوى. شعر ان الفرصة قد حانت للحصول على خط الهاتف المنزلي، فطلب على الفور  من المدير العام تجهيز بيته بخط الهاتف ووافق بعد إجراء الكشف عن موقع بيته.

لم يوافق وزيره ولا مديره على نقله إلى دائرة اخرى، ورغم ذلك وصل خط هاتفه إلى منزله  بعد عناء وبعد أن عرف عمال توصيل الخط بقصة بطولته أمام الوزير.

9/4/2020

    

  



قصة قصيرة اللصوص


اللصوص

اتخذ قرار مع شريكة حياته ان تعود العائلة إلى الوطن والعيش في بيت جميل كان قد انجزه قبل احتلال وطنه  بعام ونصف، لكن الأحداث العصيبة التي كانت تمر على بلده جعلته يقرر ان يترك كل شيء وراءه قبل نشوب المعركة خوفا على عائلته من الحرب. بعد نهاية المعارك وانجلاء دخان الأسلحة التي ضربت بغداد بشدة وبدت أسوارها وأزقتها وطرقها أشبه بمشاهد مدن المانيا بعد الحرب العالمية الثانية.. كل شيء مدمر.
مات تحت الدمار الكثير من الناس الذين كان يعرفهم وخرجت من تحته وجوها لم يألفها  لكن كان يسمع عنها في الحكايات فقط تمثل أدوارا لشخصيات شريرة تستهدف الناس بأقولها وافعالها وتقلق المضاجع.
لم يكن يعرف ذلك الا بعد عودته مع عائلته إلى داره الجديد الذي أحتاج إلى الكثير من العمل لتجهيزه بالأثاث و ليسكن فيه.. انجز كل شيء بوقت قياسي بعد أن جلب معه معظم اثاثه معه فالأمور في بلده لا تساعد على ذلك خاصة بعد ان توقف كل شيء تقريبا بعد إنتهاء المعارك وسقوط البلد بأكمله بأيدي الغرباء.
نزلت العائلة  الدار الجديدة الكبيرة نسبيا بالنسبة لعدد أفراد عائلته مما ساعد على أستيعاب عائلة أخرى وهي عائلة شقيقة زوجته بشكل مؤقت، إذ كانت هذه العائلة تنتظر الأنتهاء من أعمال الصيانة والترميمات لمنزلهم، فكان لا بد من وجود حل مؤقت لهذه العائلة، فكان منزله.
في أحد صباحات شهر ديسمبر من عام 2003 وبينما كان الجميع نيام بأستثاء عديله الذي كان يستعد للذهاب إلى عمله، طرق جرس الباب وتقدم عديله إلى الباب الخارجي لمعرفة القادم او القادمين، فإذا  بمجموعة من الشباب تسأل عن صاحب البيت بإسمه ويطلبون مقابلته بحجة انهم يحملون رسالة له من ابنه الذي لم يعد معهم إلى الوطن بسبب دراسته..
كانت الأوضاع في البلد مليئة بقصص الجريمة وتنوع اساليبها، وكان الجميع على جانب من الحيطة والحذر من الوقوع في حبال الشراك التي يستخدمها اللصوص والمجرمين... وكان عديله أحد هؤلاء وكان يتصرف بحذر خشية على عائلته من أولئك اللصوص.. أخبرهم عديله بان صاحب البيت لا زال نائما وطلب منهم أن يعودوا في وقت واحد، لكن إلحاحهم حول أخبار صاحب الدار بمضمون رسالة أبنه وتحججوا بصعوبة العودة مرة أخرى بسبب الأوضاع الأمنية ..تقدم عديله وفتح الباب قليلا وطلب منهم الأنتظار لكن حتى أدار ظهره دفع اللصوص الباب ووضع أحدهم سلاحه في رأس عديله ودفعه بقوة إلى داخل الدار متوجهين إلى غرفة نوم صاحب البيت يرفع أثنان من اللصوص مسدساتهم بينما ظل ثالث ينتظر في صالة البيت ليسرق ما تقع عليه يده.
أستيقظ صاحب البيت وزوجته فزعين و قد وجه احد المسدسات في رأسه ويطلب ما يجمعا من نقود او مصوغات ذهبية..فزعت زوجته وقدمت له قلادتها لتجعل من اللص أن يبعد عن زوجها الذي لم يستوعب ما يجري فوق رأسه وفي بيته .. كان زوجها مريضا بالقلب وقد خرج من عملية زرع دعامتين لتوسيع شرايين قلبه، ما جعلها تحاول ان تقف حائلا بينه وبين اللص الذي قام بتهديد خطفه إذا لم ينفذ طلباته.
خضعت لتهديده فقدمت قلادتها الذهبية وتوسلت ووعدته بتقديم أي شيء مما تملك لمنع خطفه، لكن زوجها استعاد وعيه واخبر اللصوص بأنه لا يملك شيئا الآن وكل ما يملكه هو خارج بلده وأدعى انهم ضيوف في بيت عديله.
ربما كانت كلماته قد اصابت واقنعت اللصوص الذين شاهدوا عائلتين فعلا.....وأكد لهم ان ما يملكه الآن يوجد في محفظة  في جيب سترة له في خزانة الملابس.. اخرجتها أخت زوجته وناولتها إلى أحد اللصين وسرق ما فيها..
يبدوا ان الوقت مر سريعا على اللصوص، حيث أزدادت الحركة في الشارع وخرجت الناس إلى أعمالهم مما أربك عمل اللصوص وطلب أحد اللصوص، ينتظر خارج البيت من المجموعة داخل المنزل، بالخروج بسرعة قبل انكشاف أمرهم..مما زاد في سرعة أستجاب اللصوص لنداء قائد المجموعة، سماع أصوات وحركة غير طبيعية من بقية أفراد العائلتين في الطابق العلوي فقرت مجموعة اللصوص الخروج والاكتفاء مرغمين بما سرقوا.
خرج جميع أفراد العائلتين الموجودين في المنزل بسلام  دون أن يتعرض لها أحد... كان ذلك أهم من كل شيء بالنسبة له ولعديله.

كانت لهذه الحادثة انعطافة في حياته  فبعد ان قال ضابط التحقيق له وهو يبارك له الخروج سالما ، العصابات كثيرة ولا يمكن الكشف عنها في هذا الوقت..احتسب الله..بعدما سمع ذلك من ضابط الشرطة قرر صاحب البيت وزوجته العودة إلى من حيث أتيّا دون أن يرف لهم طرف ويتركوا كل شيء ورائهم كما فعلا قبل الحرب.
   8/4/2020  


4/07/2020

قصة قصيرة المصير


المصير

ترك رجل زوجة وسبعة أبناء بعد أن عجز عن تقديم حياة كريمة لهم، فهامت الدنيا بالزوجة والأبناء وبدأ الأبناء بالبحث لنفسه رغم الأواصر التي بينهم وبين أمهم، عن زاوية في أحدى المدن او الأوطان يركنوا إليها. تركت الأم اليهم حرية الاختيار بين وجودهم بقربها أو الأبتعاد عنها، لكنها كانت تأمل في سرها ان يبتعدوا عنها رغم حاجتها إليهم، إلا أن الحياة من حولها لا تساعد كثيرا في الاحتفاظ بهم بقربها، فهذه الحياة اليوم ليست هي كما عاشتها بالأمس. رغم ما شعرت به من مرارة في نفسها لاتخاذها ذلك القرار الذي يفرق بينها وبين أبنائها وبين أبن وآخر، لكن من أجل حياة كريمة لأولادها، كل شيء يهون.
لكن المرأة وجدت نفسها وحيدة مرة أخرى، لكن هذه المرة بدون أولادها، وسرعان ما أصبحت تسمع من هذا تلميحا ومن ذاك وعدا، وآخر طامعا فاختلط عليها الأمر فتيقنت أنها أخطأت عندما سمحت لأولادها بالتفرق، لكن بعد فوات الآوان، فقد ركن كل واحد من أبنائها في وطن وظلت وحدها تواجه الجميع.  




قصة قصيرة الغربان والحمام


الغربان والحمام

أستدعى الناس أحد الرجال ليقوم بحرس قفص من الطيور وطعامهم، وبينما هو يحاول أن يبعد الحيوانات الأخرى من الأقتراب أسقط غراب حجرا فج رأس الرجل ووقع مغشيا عليه ـ فانقضت الغربان على القفص لتنهال على الطيور لإخراجها من القفص والتهام أكلها، فطارت بعض الطيور بعيدا عن قفصها بحثا عن مكان آمن وظلت بعضها في القفص تراقب الغربان وهي تلتهم طعامها دون أن تتدخل، لكنها تأمل بالرجل أن يسترجع وعيه وطرد الغربان، إلا أن ذلك قد حدث بعد أن أتت الغربان على كل الطعام وتركت الطيور تئن من الجوع.
جاء القوم ليجد الرجل يمسح برأسه معتذرا لما حصل له رغما عنه، لكن ذلك لم يقنع الناس وطالبته بالتنحي عن الأمر وترك القفص لهم، عسى أن تعود الطيور المهاجرة والتي تركته بعيدا عن الغربان.


4/05/2020

قصة قصيرة تلفزيون


تلفزيون

منذ صغره يحب ان يكون مخرجا للأفلام السينمائية وكذلك التمثيل وكل ما يتعلق بهذه المهنة من ادوات، كان يجمع أصدقائه في حديقة عامة خارج منازلهم ويقوم بإعطاء أدوار تمثيلية لهم، لتأدية مشاهد قصة كان يقترحها عليهم.
كانت حركات التمثيل بين الأشجار والمنازل القريبة إلى الحديقة تثير سخط السكان لما فيها من ضوضاء وإزعاج يورق نوم ما بعد الظهيرة لكثير من الأشخاص الذين يفضلون نوم القيلولة .. خاصة في الصيف.
اشتكى الناس منه ومن أصحابه  لوالده أو والدته من الأزعاج الذي يتركه جراء هذا النوع من الألعاب..نصحت والدته ان يشبع رغباته في التمثيل من خلال عمل او صنع شيئا يقريه لهوايته.
عمل بنصيحة والدته وأخذ يفكر في شيء يغنيه عن تذمر الناس من العابه... استنار برأي شقيقه الكبير والاستماع لنصيحته وهي البدأ بصناعة الأشياء بدلا من ضياع وقته في مثل هذه الألعاب...استهوته النصيحة وجد فيها  فكرة قد تقوده فعلا لصناعة شيء  يحبه وهو التلفزيون... أخبر شقيقه أنه سيصنع تلفزيونا..أندهش لهذا التحدي الذي أطلقه شقيقه الصغير...سأل والده أن يحضر له قطع من الخشب و علبة صبغ لكي يصنع تلفزيونه...قام بكل شيء ، ولكي  يقترب أكثر من حجم التلفزيون الذي يريد أن يصنعه، قام بأخذ قياسات أبعاد تلفزيون البيت لتطبيقها على تلفزيونه.
قام بقطع الخشب بالأطوال والقياسات التي أخذها عن تلفزيون البيت وعمل بموجبها قطع تلفزيونه الخشبي...كان أصعب جزء واجهه هو الحفر على قطعة خشبية لعمل شاشة التلفزيون بشكلها البيضوي..نجح في كل شي معتمدا على نفسه حتى انتهى من صناعة هيكل تلفزيونه..طلب من والده قطعة من الزجاج الشفاف لتكوين شاشة التلفزيون ..جلبها له بالقياس الذي طلبه وقام بتركيبها بعد ان صبغ التلفزيون بلون أحمر  .. وضع قطعتين من الأنابيب البلاستيكية المجوفة واحدها في الجزء العلوي والاخرى في الجهة المقابلة الى الأسفل داخل ثقوب صنعها لهذا الغرض على جانبي الصندوق تنتهي بقطع على شكل بكرات مشابهة لتلك الموجودة في التلفزيون الحقيقي، تمكنه من لف الأنابيب حول نفسها.  
طلب من والدته ان تعطيه عدد من المجلات القديمة لقص صورها وعمل شريط منها باعتبارها افلام او برامج تلفزيونية..وبعد ان جمع ما يكفيه أوصل بعضها ببعض بشريط لاصق ليكون اشبه بشريط سينمائي وقام بتركيب بدايته على الانبوب العلوي ونهايته على انبوب الجهة الثانية وبدأ بلفها لتكون برنامجا تلفزيونيا يعرضه على أصدقائه.
أصبح كل شيء جاهز ليدعو أصدقائه لمشاهدة ما صنع وما يعرض لهم... كان مكان العرض في حديقة بيت اهله بعيدا عن المتذمرين من ألعابه الصبيانية.
كان متابعا جيدا للتلفزيون لذلك بدأ تلفزيونه بعرض صورة لشعار الدولة وتنتقل بكرته بعدها الى صورة لشيخ يقرا القرآن قبل أن يتحول إلى صورا أخرى اقتطعت من مجلة للأطفال لتكون  كأفلام الكارتون عنده...يستمر شريط تلفزيونه يعرض نشرة الأخبار ومسلسلات وفلما حتى يختم بشعار الدولة.
كان فرحا بما صنع وكان سعيدا لرؤية اصدقائه سعيدين بعمله...لكن رغم ذلك لم يقتنع كثيرا بانجازه لخلو تلفزيونه من صوت يصاحب نقل الصور واقترح على شقيقه ان يعيره مسجل الصوت خاصته ليسجل على بكرة الشريط صوتا للسلام الوطني وآخر للقرآن ثم حوار لفيلم كارتوني ونشرة اخبار وفلم للسهرة وجميعها سجلها له شقيقه فأصبح المسجل جاهزا ووضعه داخل صندوقه وبدا بتشغيله مصاحبا الصور.. لم يدم ذلك طويلا فقد أسترد شقيقه المسجل منه وظل محشوا بشريط من صور المجلات فقط التي مل من تغييرها بين فترة واخرى مع ابتعاد أصدقائه عن متابعة تلفزيونه..قرر أن يقوم بإعطائه الى صديق له على سبيل الهدية...
في أحد الأيام ذهب بصحبة أصدقاء له إلى مكان قريب من منحدر صخري يؤدي الى نهر يمر في المدينة، تفاجأ بوجود تلفزيونه مرميا من المنحدر وسقط قريبا من النهر..استفسر من صديقه عن وجود تلفزيونه مرميا بهذه الطريقة، جاءه الجواب صاعقا بان والده قد رماه عندما تشاجر مع شقيق له رغب في اخذه منه .. ضحك لذلك و شعر بقيمة ما صنع.



قصة قصيرة روما

روما

عرفها اول مرة في عام 1984 بعد زيارة عمل حكومي قام بها مع مجموعة من زملاء له في نفس المهنة لم يعرفهم من قبل بل كانت تلك الزيارة سببا في التعرف عليهم.
كانت روما بالنسبة له ثاني مدينة أوروبية يزورها بعد لندن، كان يسمع عنها انها بلاد روميو وجوليت ومدينة الحضارة الغربية والإمبراطورية الرومانية وفي نفس الوقت بلد المودا ورياضة كرة القدم.
كان متشوقا في الوصول إليها و رؤية عالم ساحر وجميل وما ان حطت الطائرة في مطار فيوميتشينو بروما خارج المدينة حتى بدأت الأنظار متلهفة تبصر ما حولها من مكان وأناس عرف طباعهم خلال مشاركته  في أعمال تنفذها شركات ايطالية..
انطلقت بهم سيارة الشركة التي حمل سائقها لوحة من الكارتون كتبت أسم أحدهم  للتعرف على المجموعة في فناء قاعة الأستقبال، وتوجهت بهم إلى النزل الذي خصص للمجموعة لقضاء فترة المهمة.
مرت السيارة وهي في طريقها إلى الفندق أو الموتيل الذي يقع في أطراف روما بمسافة 30 كيلومتر مخترقة شوارعها وساحاتها العامة التي ازدانت بالأبنية التاريخية وجعلت من روما متحفا كبيرا يرتاده الناس القادمين من أنحاء العالم.
كان الجميع متشوقا لرؤية الميدان الروماني والسلالم الإسبانية ونافورة تريفي ومتاحف الفاتيكان و الكولوسيوم وغيرها من آثار روما العظيمة.
وصلت السيارة إلى الفندق وكانت الغرف محجوزة مسبقا لأعضاء المجموعة ... أخذوا قسطا من الراحة بعد عناء سفر طويل ليبدأ مشوار جميل كان أغلبه أثناء عُطل نهاية الأسبوع، فكانت روما والفاتيكان أول الاهتمامات.
كانت نافورة فونتانا دي تريفي التي تقع في قلب روما اول معلم تمت زيارته.. في وسط النافورة كان هناك تمثال لشخصية رومانية تسمى نبتون يقف على عربة يجرها حصانان وتحيط بها عذراوات ثلاث، وكان الناس من أمامه يرمون الى قاع بركة الماء بعملات معدنية بمعتقد ايطالي  يقول بان من يرمي نقودا في قاع البركة يعود إلى روما مرة أخرى... رمى الجميع ما بجيبه من عملات معدنية على امل العودة ثانية إلى روما حتى لم يعد بالإمكان شراء البيتزا الشهية من مكان مجاور .. لقد صدق الاعتقاد الإيطالي حين عاد بعضهم إلى روما في أوقات أخرى. 
خرج مع اصحابه في عطلة نهاية الأسبوع الى مدينة نابولي..مدينة ليست كغيرها من المدن الإيطالية فهي مدينة متمردة على القوانين، متناقضة في كل ركن فيها..هذه المدينة الإغريقية التي عاش فيها كارافاجيو بعد ان هرب من روما ، وترك فيها ثروة وإرثًا خالدًا. منها واحدة من أكثر رسوماته شهرة.
كان يسير مع صاحبه في ساحة "أربع نجوم": حيث تقف العمارة الباروكية وعمارة العصور الوسطى والعمارة الحديثة جنبًا إلى جنب..خرجت سيارة من وسط الشارع يقودها أحد المحتالين الذين يحاولون النصب و الاحتيال على السائحين وأدعى أنه أمريكي وقد سرقت سيارته وهو يريد العودة لبلده لذا فانه مضطر لبيع ساعته اليدوية من نوع رولكس والتي تساوي الاف الدولارات لكي يتمكن من اللحاق بالطائرة..
كانا يعرفان جيدا انه ليس أمريكي بسبب لغته التي امتزجت بلكنة إيطالية، وكان يعرفان ايضا ان قصته مختلقة، لكن رغم ذلك أصر أحدهما ان يشتري الساعة لجمالها حيث كانت مقلدة بشكل كبير لنسختها الاصلية..كان لونها الذهبي عامل جذب لعينه فقرر شرائها منه وهو يعرف بزيفها. 
أراد الجميع أن لا يتركوا روما دون مشاهدة مباراة لكرة القدم في ملعب روما الأولمبي الجميل الذي يقع في شمال غرب المدينة..كانت مشاهدة الجمهور الذي حضر المباراة أكثر اهتماما للمجموعة من المباراة نفسها....رفعت الشماسي فوق الرؤوس وهتفت الحناجر باغاني تشجيع وطغت ألوان الفريقين على ملابس الجمهور..

مرت شهرين على وجودهم في روما انقضت، كلمح البصر وتمنى  البعض منهم ان يطيل البقاء لكن مهمة العمل أوشكت على الانتهاء ولا بد من الرجوع إلى الوطن. جمعت الحقائب وتم وضعها في صالة الاستقبال في انتظار السيارة لتقلهم الى المطار.. قرر أحدهم البقاء وعدم العودة لكن زملائه اقنعوه بالعودة وقبل منهم ذلك لكن على مضض وظل طوال رحلة العودة عابس الوجه، لا يتكلم الا عند قدوم المضيفة وظل زملائه يحاولون استجداء ابتسامة منه.


4/03/2020

قصة قصيرة الرجفة


الرَجَفَة

أطلق وصاحبه على عملية طفولية قاما  بها  "سر الرَجَفَة" لكثرة الرجف والخوف الذي اصابهما وهما يدلفان إلى بناية حكومية، قررت الانتقال إلى مكان آخر..كانت العملية الطفولية التي قام بها مع صاحبه لغرض جمع ما يمكن جمعه من المخلفات التي تركها عمال النقل او هكذا تصورا، ورائهم في تلك البناية المشرعّة الأبواب، وكان من السهل جدا الدخول إليها والخروج منها بيسر لعدم وجود العاملين فيها او من أي شخص يحرسها، فقد كان العمال الذين يقومون بنقل أثاث و أضابير ضخمة لمعاملات حكومية سابقة، يتركوا الأبواب مفتوحة ورائهم، ما جعل من الصديقين ان يتشجعا ويدخلا البناية بحثا عن الطوابع البريدية التي كان جمعها تستهويهما، لكن تلك الطوابع لم تكن سوى طوابع تستخدم في وسم المعاملات الحكومية.
تقدم الصديقان ببطء في دخول البناية وصعود السلم إلى الطابق الأعلى، والدخول إلى غرفة تبعثرت فيها اوراق رسمية وسجلات قديمة إضافة إلى العشرات من طبقات الطوابع المصفوفة ومتشابهة في كل شيء حتى في قيمتها.
اعتقد الصديقان بعدم اهمية تلك الطوابع بسبب عدم رفعها من قبل الموظفين وعمال النقل  فقد أعتبرها أحدهما بانها ليست ذات فائدة أو حاجة بسبب اهمالها مع بقية الأوراق التي ملئت المكان وزوايا الغرفة الواسعة، فاقترح أخذها دون أذن..لكن هذه سرقة ! قال الآخر ذلك وقد رفض أن يأخذها دون أن يسال أحدهم من الموظفين...لكن لا يوجد احد والجميع غادروا...أجاب صاحبه...ننتظر قدوم أحدهم..
قررا الخروج بسرعة قبل ان يلتفت اليهما أحد واثناء نزولهم سمعا صوتا في قاعة الأستقبال في الطابق الأرضي  وشعرا بخوف شديد من احتمال الأمساك بهما وتعريضهم للتوبيخ او الضرب.
بدأت أطرافهم تشعر  برهبة الموقف وحاولا النزول بهدوء حتى اذا ما وصلا للدرجة الأولى احتمى أحدهم بالآخر وكل منهما ينظر بعين واحدة من خلف جدار لإيجاد طريقة للهروب.. ظل الصديقان هكذا حتى أبتعد مصدر الأصوات قليلا ما دلَ على إبتعاد او مغادرة الأشخاص للبناية..
من إشارة أحدهم لصديقة بالهرب والركض باتجاه باب جانبي مفتوح، انطلقت السيقان بإتجاهه للخروج وبالرغم من نجاحهما إلا انهما لم يحسبا خطواتهما بشكل جيد فقد تعثر أحدهما بصاحبه وسقطا في الباحة الخارجية من البناية وفج ساقه...
ضحكا لسقوطهما وتعاهدا أن لا يخبرا بسرهما هذا لأحد.
4/4/2020


قصة قصيرة معرض سيارات


معرض سيارات

سيارة قديمة وأخرى جديدة، كلها تباع في منطقة واحدة لكنها في مكانين مختلفين فمنهم من يفضل بيع سيارته في معرض ومنهم من يفضل بيعها في موقف عام متخصص لعرض السيارات بطريقة مباشرة دون توسط صاحب معرض وتجنب دفع عمولة مستحقة لصاحب المعرض..لكن كان هناك من يعرض سيارته في المكانين، فبعد عرضها في السوق المباشر  وبعد مغيب الشمس ويسود الظلام يتوجه إلى معارض السيارات عسى ان يبيع سيارته قبل عودته إلى البيت.

أشترك الجميع وبنسبة كبيرة من الناس في سيناريو تجارة السيارات هذا الذي لا يخلو من مجازفة للتعرض إلى المحتالين واللصوص الذين يسرقون دون ان تشعر..فقد يتعرض بائع السيارة او مشتريها إلى عمليات نصب مختلفة.
كان زمن الحصار على البلاد، يفرض أوضاعا مختلفة على الناس وعلى ممتلكاتهم في نفس الوقت ومنها سياراتهم التي افتقدت إلى صيانة جيدة وقطع استبدال حقيقة مما عكس ذلك على متانتها ووضعها في الشارع والتي طالما كانت تتعرض إلى الأعطال أثناء سيرها في الشارع.
في أحيان آخرى تجد الناس يبيعون سياراتهم أو مقايضتها بسيارة أخرى مع أخذ فرق بسيط من المال، لكن هذا الأمر قد يوقع صاحب السيارة بورطة كبيرة، خاصة عندما يكتشف أن ما حصل عليه كان مجرد خردة محشوة بالأعطال.
كانت الظروف الحياتية التي عاشها تحتم عليه المتاجرة بعمليات بيع وشراء للسيارات من خلال سيارة واحدة حصل عليها في زمن أفضل..
في أحد أيام رمضان، قرر بيع سيارته، إذ وجد في نفسه ما يقنعه بإن محاولات الاحتيال في شهر رمضان ربما قد تنعدم ولم يجد في باله أن يكون المحتالين يتصيدون الضحايا في كل زمان ومكان و لتجنب الاحتيال عليه بشكل أكبر، فضل ان يذهب الى معرض سيارات يتواجد فيه احد اصدقائه لبيع سيارته هناك. كانت سيارته تفتقر إلى الكثير من الأشياء ، الأساسية والكمالية على حد سواء. كان يطمع ببيعها بسعر معقول حتى لا يخسر ما صرفه عليها من عمليات صيانة واستبدال القطع او مقايضتها بسيارة أفضل مع دفع مبلغ بسيط فوق سيارته.
كان هم صاحب معرض السيارات ان تباع وتشترى السيارات اي كانت حالتها في معرضه لتشغيل معرضه وكسب العمولة غير مهتما لما يحصل للبائع او المشتري بعد إتمام الصفقة.   
خرج من المعرض والإبتسامة تملأ وجهه شاكرا صاحبه في مساعدته في بيع السيارة وبعد ان قبض صاحب المعرض عمولته، اقترح عليه بيعه سيارة موجودة في المعرض يعرفها منذ زمن بسبب كثرة تردده على هذا المعرض..حاول التملص من صاحب المعرض لكن صاحبه كان عونا في إقناعه، وبعد ساعة او اكثر  أقتنع في شراء السيارة. خرج بالسيارة متوجها إلى بيته بعد ان دفع عمولة المعرض ..أنتظر يومين حتى عاد إلى المعرض لبيعها مجددا لكثرة أعطالها ولم يتفاجأ بوجود سيارته الأولى في نفس المعرض معروضة للبيع ايضا.
ظلت السيارتان تنتظر زبائن تشتريها بينما قبض صاحب المعرض ثمن عمولتها يحاول تهدئة خواطر أصحابها بأقداح شاي مليء بالسكر.



 3/4/2020