بحث هذه المدونة الإلكترونية

2/29/2020

قصة قصيرة ذكريات بعيدة

قصة قصيرة
إلى صديقي العزيز ليث السامرائي


ذكريات بعيدة
كان مولعا بمشاهدة أفلام سينمائية تعرض في سينما تقع في حي مليء بالدور السكنية والمحلات وتواجد عربات الباعة و الدكاكين حول دار السينما.. ..كنا نشتري ما طابت له النفوس من تسالي نأتي عليها أثناء الإعلانات وقبل عرض الفيلم ...كانت تعرض افلامها كل ثلاثة او اربعة ايام حتى تستبدله بآخر...وكانت ملهاة لأهلها، تبعث سعادة في نفوس الأهالي... تكتب تأريخ كل من عاش بجوارها ..كان صاحبي بعيد عنها لكنه كبقية أهل الحي لا يغيب عن عرض فيلم جديد، وكنت له رفيقا في هذا... كنا نراجع بعض المشاهد و نعطي رأيا بهذا المشهد أو بأداء أبطال الفيلم بعد الخروج من صالة السينما..كنا نحكي لرفاق آخرين عن مواقف طريفة قام بها بعض المشاهدين واستنكروا ما قام به رجل وقف وراء جهاز العرض بحذف مشهدا مؤثرا جدا في أحاسيس شباب في اعمارنا!! ليبدا إطلاق الشتائم على الرجل ووصفه بصفات طريفة كان يتقبلها برحابة صدر!!. كان ولع صاحبي بمشاهدة الأفلام وحبه للمسرح كبير، شغله الشاغل لتحقيق حلمه أن يشارك يوما في التمثيل على المسرح ..

حصل على دور في مشهد على مسرح ، ودعانا لحضور أول دور له يقوم به بصحبة عدد من الهواة...كان ريع المسرحية خيريا تذهب أمواله لمنفعة قضية شغلت الدنيا ولا زالت تشغله، لكني لم أدفع فلسا كوني أحد أصدقاء بطل المسرحية!! أنتظرت البطل أن يخرج إلينا بفارغ الصبر وما هي الا دقائق حتى ظهر البطل بطوله الفارع والنحيف يصدح بنبرة صوت غريبة لا تعرفها عنه... يهتف في وجه عدو أمامه ...ربما كان العدو قد أندهش من نبرة صاحبي الذي يعرفه وراء الكواليس فارتبك ونسى ما يجب أن يقال فوقع في مأزق وأوقع معه البطل ... ضحكت وضحك معي صاحبي وضحك الحضور، فقرر البطل أن يسير بجانب المسرح بعد هذه المسرحية...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق