قصة قصيرة
سعد عبد القادر ماهر
إهداء للصديق العزيز علي الحمداني
رينو
لم تكن سيارة الرينو كبقية السيارات بالنسبة لي، بالرغم أني لم امتلكها لكن كانت كأنها لي، فقد سمح لي صاحبها أن تكون جزءا من ذكرياتي.. كان سيارة صديقي الصغيرة، كبيرة في مشوارها خلال السنين الثمانية من الحرب فهي التي صالت وجالت لتنقل هذا وتهرع لنجدة آخر لنقله إلى المستشفى وتستقبل مسافر.. كان المذياع ومشغل الكاسيت فيها له نكهة جميلة بالنسبة لأربعة شباب أو ثلاثة أو حتى أنا وصاحبي فقط، حين تتحرك بأتجاه أحد النوادي لقضاء سهرة جميلة، فكان لصوت الغناء العاطفي نجاة الصغيرة او أم كلثوم يضرب بشدة أحساس قلوبنا قبل مسامعنا وكان يزيد من إحساسنا بالاستمتاع بتلك السهرة بشكل أكبر رغم الحرب...وهذا ما كنت افعله بعد عودتي من وحدتي العسكرية التي كنت قد استدعيت إليها بعد اندلاع حرب ضروس ..لم تستطع الحرب الوقوف ضد رغباتي في قضاء أوقات جميلة بصحبة صاحبي ورفاق آخرين، وكانت سيارته وسيلة وسبب كبيرين في قضاء وقت طويل قبل الرجوع إلى البيت بعد منتصف الليل..
لم تقف ذكرياتي مع سيارة رينو عند هذا الحد، بل كنت ورفيقي نردد كلمات نزار قباني بصوت نجاة ونحن في طريقنا لرؤية أماكن تسكنها أحبة لنا ..
متى ستعرف كم أهواك يا رجلا أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنا بحالها وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك ارميها
وظلت الحكاية مضيئة لماعة تضيء درب لقاءاتنا وتنشر دموعا تفرزها الأنوف..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق