بحث هذه المدونة الإلكترونية

11/24/2020

لآلئ

 لآلئ

۱

تأمل

سقطت حبات المطر على زجاج شباك تقف امامه...

ظلت وراء الشباك ترنو لطريق غص بماء المطر...

يسحرها صوت حبات المطر المتساقط...

يأخذ عقلها إلى بعيد...

بين الحنين إلى الماضي الجميل وبين حاضر مشحون بالفتن والأوبئة.


 

۲

حياتنا 

تسلقت شجرة وسقطت منها وانا صغير....

ذهبت لابي أخبره قال حلاوة الاطفال...

ذهبت لأمي أخبرها قالت شقاوة الاطفال ...

عرفت حينها ان الحياة بين حلاوة وشقاوة.

 

۳


خطوط حمراء

تركت كتابها عندي فتصفحته...

وجدته يتحدث عنها وعني...

وضعت خط أحمر على أسمها...

ووضعت خط  أحمر آخرعلى أسمي...

فقلت لها : لا نعرف قيمة كل شي الا بعد وضع خطوطا حمراء لها...

قالت: نعم ... الدين...الوطن... الأسرة... خطوط حمراء في حياتنا...


٤


مهاجر

أستعان بخارج عن القانون ليركب في مركبه...

يهرب فيه من محنة في وطنه...

أخذه موج البحر مع آخرين في رحلة خطيرة...

تلاطم بهم الموج بين صغيرة وكبيرة...

فمات من مات غرقا ومنهم من مات قهرا...

فقد أمسك به ووضع في سجن قبل ان يكون حرا...


 

٥

في أنتظار أنكيدو

امسك بالقمر بدرا..

خرج من قوقعته المظلمة الحالكة..

أبتهج لنوره فأمسك بشعائه ...

وضعه بين كفيه فرأى تموجا...

خط حروفا سومرية... اما-ار-جي لمدينة نينوى

استفحل الظلم وتكسرت رؤوس كيتو وميشارو...

على ضفاف دجلة والفرات في بابل...

رجع إلى قوقعته في انتظار انكيدو...


 ---------------------

* اما-ار-جي تعني الحرية باللغة السومرية

* كيتو وميشارو تعني العدالة والحق باللغة السومرية



٦

نجمة في السماء

أرادت ان تكتب لحبيبها الغائب...

فتاهت بين اقلام ملونة...

أخذت بالأحمر فكتبت : دَمٌ

واخذت بالاسود فكتبت: حُزْنٌ

واخذت بالابيض فلم ترى ما كتبت

واخذت بالأخضر فرأت حبيها نَجْمَةً في السماء

 

٧

كوابيس

أختلط عليها الزمان والمكان...

فكان الزمان مكان لها...

لم يعد عالمها معروفا لها...

كل شيء في غير مكانه...  

تفتحت براعم زهريتها شوكا...

وخزت جسدها من أطرافه وفي قلبها...

نهضت من نومها مفزوعة...

 

٨

حب طفولي

تعلقت بدميتها وخاطت لها رداءا...

وتعلق هو بسيارته الصغيرة...

نفظت عنها غبار السنين...

نفظ عنها صدأ السنين...

جمعهما دولاب واحد يحكيا قصة حب طفولي...


٩

شبابيك

دع الهواء يدخل فقد ضاقت النفوس...

لكن أمراض كثيرة ترافقه...

ستشغل البلاد والناس ...

وتضيع المبادئ والقيم...

وينتهي عصر الأسرة و صلة الرحم...

لنبقي الشبابيك مغلقة...

للحرية والحياة السعيدة ثمن...

لكن الثمن غالي...

دع الهواء يدخل...

وصاح آخر دع الهواء يدخل...

وآخر وآخر...

فامتثل...

تهاوت تيجان الحب وتداعت القيم... 


 ١٠

أطوار الحب

تناثرت أوراق الخريف البنيّة...

على رصيف امام بيتي مرميّة...

أمسكت بإحداها فتحطمت عروقها...

نظرت إلى عروق كفي وجدتها...

قد خيب الزمان محياها...

واني في الستين ونيف عمرا...

والحب أضحى عندي بدرا...

ربتت على كتفي وقالت...

للقمر أطوار...  

 

 








11/23/2020

لعبة الغربة

 

لعبة الغربة

في زمان ... حطت العائلة بعيدا عن ارض الوطن في بلد آخر ... في مكان... بعيدا عن كل شيء... بعيدا عن الاهل والاصدقاء.. بعيدا عن مدارسه وجامعاته...بعيدا عن الفوضى في النظام ... بعيدا عن الجدال في الحرب والسلام ...

تنازلت عن كل شيء من أجل الخروج من الوطن والابتعاد من مخاطرالمحن ... تنازلت عن الجار والقريب البعيد للوصول إلى بلد غريب ... تنازلت عن الدار التي تملكه لغيرها بعد ان قبضت ثمنا بخسا لها  وتنازل رب الاسرة عن وظيفة في الدولة وراتبها المتواضع وتنازلت الزوجة و الاولاد عن صحبة الاصدقاء...

اختلفت البلاد الجديدة في كل شيء ..اختلفت الالسن والاقلام ... اختلفت الوجوه والاحلام ...اختلف البنيان والعمران ... اختلفت الازياء والاشياء...اختلف النظام والتنظيم...... اختلف الفكر والتفكير.. أختلفت الاشجار والاحجار وحتى الصالح والطالح لم تعد تميزه بوضوح في غربة الاوطان.

عانت الاسرة من التحدث إلى الآخرين وعانت من التبضع والتسكع وعانت من الجار والإيجار وعانت من السير في الطرقات وركوب الحافلات وعانت من القاء التحية والسلام...فكل شيء بانتظام .

لم تعد الحياة هي الحياة ولم يعد حديث الاسرة الواحدة كما كان فالجميع قد فهم لعبة الغربة ولم تعد الاسرة تبالي بما حدث لها في ماضي الايام فالحياة للاقوى والعمل والمطاولة للاقوى اما الرجل فضل اسير زوجته  وبيته يررد شعرا للمبرد:

جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم

فالجسم في غربةٍ والرّوح في وطن

فليعجب النّاس منّي أنّ لي بدناً

لا روح فيه ولي روح بلا بدن.






11/22/2020

قصة قصيرة الحب الصامت

 

الحب الصامت

ما بين الوجع والصمت...

هناك أشياء ترحل و أخرى تموت وأكثرها تدفن حيّة...

ولا أحد يشعر بذلك.

على الرّغم من سنين مضت وعلى الرّغم من حوادث كثيرة ظلَّ صامداً عند المتغيرات الجوهرية التي وقعت في مسيرة حياته منذ تخرجه في الجامعة حتى أصبح جدّاً لعدد من الأحفاد من أولاده الأربعة، فتلك العقود الأربعة لم تنسِه حبَّ ابنة عمّه وهي من ثري قلبه بها إذ هي حلمه طوال تلك الفترة  مع أنّه كان يكبرها بخمسة عشر عاماً. لقد تسلّل شعور جميل إلى قلبه في مناسبة أو أكثر وفي أوقات كثيرة بأنّها تبادله مشاعر الحبّ. لم يكن يجرؤ على التصريح بحبّه لها لاعتبارات كثيرة وقد كان ذلك الضربة القاضية للحبّ ... كان آخرالمفارقات والخيبات سوء الفهم الذي وقعت فيه إحدى قريباته كانت قد عرفت بفصل غير كامل من حبّه واختلط عليها الأمر فبدل مفاتحة والد حبيبته ووالدتها برغبته في الزواج من ابنتهما بعد أن تنهي دراستها وأنّه على استعداد لأن ينتظر، دار الحديث حول شقيقتها الأكبر منها وبصورة غير متوقعة. و مع أنّ الأمر انتهى برفض والديها الفكرة – التي لم تكن في باله أصلاً-  فقد ترك الموقف أثراً عميقاً في نفسه لأسباب عدّة؛ فحبُّ عمّه له كبير، كان يشعر به، والتقارب العائليّ الكبير بين العائلتين لم يمنحه الفرصة في المصاهرة، حتّى ولو خطأً. الرفض يعني رفضاً آخر عند طلب يد حبيبته التي تصغره كثيراً وهي ما زالت مراهقة في الدراسة المتوسطة... وهذا ما كان سبباً كافياً لإخفاء مشاعر الحبّ في قلبه إلى حين.

كان الحديث في الأجواء العائلية القريبة منه والقريبة منها ونقل الاخبار فيما بينها قد أحدث - بشكل غير مقصود- تباعداً غير منطقي عن حبيبته فوصل له أنّ عائلتها لا تنوي تزويج بناتها بالأقرباء خوفاً من النتائج الصحية التي قد تترتّب على مثل هذه الزيجات وتجنّباً لتكرار قصة مشابهة في العائلة... تسلّل اليأس إلى قلبه وبخاصّةٍ بعد أن أجمعت العائلة على دفعه للارتباط بأخرى بدلاً من المحاولة الفاشلة التي قامت بها قريبته سابقاً، وعلت الأصوات تتبادل  حكايا كثيرة عن زيجات الأقرباء وما قد تؤدّي إليه من مشاكل في ولادات الأسرة مستقبلاً، لكنّ ذلك كلّه كان من وحي الأخبار المتناقلة. عندها أراد أن يضع حدّاً لمشاعره التي بدأت تثقل عليه كثيراً.

انقلبت أيّامه إلى صراع كبير بين عواطفه وأفكاره فلم يعد يدري ما عليه أن يصنع. حاول أن يبوح لحبيبته بحبّه في أكثر من مناسبة لكنّه لم يجرؤ لا لجبنٍ  بل احتراماً لوجوده في بيت عمّه و في حضرته، عمّه الذي كان يرى فيه أباً ثانياً،  ولأنّه لم يكن يريد أن يشغل حبيبته الصّغيرة عن دراستها.

غاب عنها طويلاً لمّا تنسّب لوحدة عسكرية بعيدة عن مدينته. وجد نفسه عاجزاً عن اتخاذ القرار الصحيح في الارتباط بها بسبب ظروف البلد آنذاك وظروف حبيبته الدراسية غيرالمكتملة وعمرها الصغير. ظلَّ يقاوم كلّ ما وقف في طريق حبّه من المعاكسات، لكنّ ما حدث لوالدته من مشاكل صحية دفعها لأن تطلب منه الإسراع في الزواج بمن يختارها من القريبات. كان يراوغ والدته في من ترشّحها له ويعتذر عن تلبية طلبها بحجج كثيرة،  ومنهنّ من تلقّت منه اعتذاراً  مباشراً بعد أن أخبرها بأنّ قلبه مع أخرى. هكذا استطاع أن يفشل كلّ محاولة جاءت بها والدته أو زوجة عمّه.

مرّت السنون وأنهى سنوات الخدمة العسكرية سالماً والتحق بعمله ليجد أمامه شابة جميلة من عائلة بغدادية محافظة على التقاليد لها تقاليد عائلته ذاتها ويجمعه معها الكثير من الصفات المحببة. تعرّف إليها واتخذ قراره بسرعة، وتقدّم لخطبتها... احتفل الجميع بزواجه في حفل صغير اقتصر على  أفراد عائلته  وبعض اقربائه، وغابت حبيبته عن الحفل لكنّها لم تغب عن قلبه ... اختار أن تكون مشاعر حبّه لنفسه... ولو تبدّلت الأحوال.

كان رجلاً مميزاً في تعامله مع أيّ مرأة فهو يحترم مشاعرها و يرى فيها إنساناً رقيقاً وكان يتجنّب جرح أحساسيها، هكذا كان يفعل مع زوجته وزميلاته في العمل على حدّ السواء. كان يتحمّل ما يتحمّل ممّا يسمعه من هنا وهناك ويفضّل كتمان غضبه وإحساسه بالضّيق أحياناً على أن يصرخ في وجه امرأة... لذلك أراد دائماً أن يكتم حبّه  ولا يبوح به لكي لا يؤذي مشاعر أخرى إلى جانبه.

مرَّ زمن طويل وهو يحبس مشاعره تحت أضلعه لكنّ ذلك لم يمنعه من التّفكير بزيارتها في الجامعة ليراها -ولو بالصدفة – ويرى ما يدور حولها، وعلى الرغم من أنّه كان متأكّداً أنّها لا تهتم إلّا لدراستها ومستقبلها فإنّ هاجساً كان يتملّكه...غيرة عليها من عيون زملائها... كان يشعر أنّها ما زالت له لا لغيره،  لكنّ الأقدار لم تسمح له برؤيتها فقد تمّت الزيارات في وقت لم تكن موجودة في كلّيّتها أو ربّما غادرت بعد انتهاء دروسها.

ما حدث له من تقلّب في أحواله وأحوال أسرته أخذه بعيداً عن حبيبته، كان يتحرّى أخبارها من هنا وهناك خصوصاً بعد ان تخرّجت في جامعتها، ودون أن يلفت انتباه أحد،  وزاد من تحرّي أخبارها بعد أن أصبحت على وشك الزّواج... شيء في صدره كان يقلقه على الرغم من أنّه متزوج وله من الأولاد أربعة، كان يخشى أن تتزوّج حبيبته فيفقدها إلى الأبد.

سنحت له فرصة أن يبوح لها بسرّ طالما ظلّ أميناً عليه... أن يبوح لها بحبّه،  لكنّه تراجع احتراماً لها واحتراماً للأمانة التي كانت معه، ولمّا لم يستطع أن يكتم أمره كثيراً وجد نفسه أمام محاولة للبوح برغبته في الزواج منها لكنّه ارتطم بعدد من الاسئلة المقنعة منها لم تجد جواباً عنده، فتراجع عن طلبه ليتركها بعدها تجد حياتها و مستقبلها مع رجل آخر.

لم يستطع أن ينفض عن قلبه غبار السنين والأحداث فبقي أسيراً لها... بقي يحاول رفع ما يحول بين قلبه وحبّه الذي نجح في إخفائه سنوات طوال ... بقي يعيش على ذكرى جميلة رغم مرارة نتائج أحداثها.

22/11/2012


     

  

     

  

ما بعد الوجع

أيها الحب

قررت ان اخرجك من الصمت

فقد أنقضت سني صمتك

وأنجلت

أعلنت لها

بعد ان أسررت أسرارا

كسرت الصمت . وسمعَت

كتبنا قصة جمعتنا

كتبنا حكايتنا




11/20/2020

Power Systems Equipment and Devices for Power Plant

 

Generating electric power in any country is a great challenge because of its importance to public life, industry, and agriculture. Therefore, governments have paid special attention to providing these services to the public to achieve many of the gains from these services. Therefore, power generation in a country plays a significant rally in any country and the development of a country highly depends on the power availability of the system

We have seen the citizens' reactions towards the governments of their countries in countries that suffer from a severe shortage in the provision of electricity, so these governments accelerate the construction of various electrical stations and the choice of the type of station varies from one country to another. Some of these countries depend on the gas available in them so they equip the power stations where a turbine generator that works mainly on gas, there are other countries relying on wind energy because of the wind witnessed by these countries encourage the use of large propellers to rotate turbines to produce electricity. The abundance of water and fallen waterfalls can also contribute to the production of electricity by building hydraulic stations that operate on power Waterfalls ... Thus, we find countries adopting power plants that suit their energy sources.

The matter did not depend on choosing the type of electrical energy only, but rather that these stations cannot be considered working without transmission systems for the electrical energy generated in these stations, so supplementary projects were necessary for obtaining electricity in your home, in your office, in your factory, and in every field, you are working in.

Electrical engineers design electrical stations according to the type of government request first and then leave it to the engineer to choose the auxiliary systems, devices, and equipment necessary to carry out a complete work and obtain an efficient power station and an integrated protection system to reach high reliability free from interruptions, problems, or minimal technical problems.

Since the discovery of electricity, the industrial system began to turn to the manufacture of components that are included in the establishment of various electrical projects and every industry in the world, this industry has developed and created new means that contribute to increasing the reliability of the electrical system and stability, and international companies known in this field began to compete to manufacture different models, but they share effectively And service.

The various customers' requirements for power generation systems and the increasing demand for high-quality control systems contributed greatly to the increase in the activity of companies and researchers in the manufacture of active components with high efficiency, which saved a lot of time and effort, in addition to greatly shortening the components of the electrical circuit, but at the expense of the financial factor and the high costs on both sides. Specialized manpower and the value of the materials themselves.

This book provides a simple detail of the most important known electrical generation systems and greater detail of the devices of the auxiliary system, and it is an integral part of a comprehensive system that the new electrical engineer needs to get acquainted with in order to facilitate the box to deal with it in the projects to which he belongs. We hope that this book are a useful book and a reference for the most important devices and equipment and their secrets to achieve the goal, which is to bring new engineers to experience and knowledge in easy and uncomplicated ways.




11/02/2020

قصة قصيرة : العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة

 

العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة

كان يحب القراءة وتأليف الكتب وكان يتنافس  كثيرا مع اخوته في قراءة عدد الكتب اثناء العطلة الصيفية واثناء قيلولة والديه...وعندما قرا رواية حي بن يقضان تعرف على ابن سينا، و الشيخ شهاب الدين السهروردي، والفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، وصالح بن كامل. ومن خلال قراءته الكثيرة عرف مصدر الامثال الشعبية والتي كان آخرها ان عرف مصدر الامثلة الشعبية المصرية التي تقول «السعد وعد» و«السعد ماهوش بالشطارة ».. وعرف اسباب لجوء النحويين إلى التمثيل  بزيد وعمرو في الكلام.

في أحد الايام جلس في حديقة منزله بين زهورها وورد الداليا الملونة الجميلة تملأ سواقيها، يقرأ كتابا عن الحرب العالمية الثانية وتيقن  ان انتصار الانكليز في الحرب العالمية على الالمان ما هو الا بداية لنكبات جديدة قادمة على وطنه وبالفعل صدق حدسه وقبله حدس والده أصابت النكبات التي ارادها المحتلون  بعد سنين كل مرفق من مرافق وطنه حتى بدأ أعوان المحتلين بتغير اسماء شوارع المدن واسماء المدارس فيها.

لم تكن الكتابة فقط من اهتماماته فقد كان مولعا ايضا بتصنيع أشياء أحتاج لها الناس ايام الحصار الشديد الذي طوق وطنه و فرضه اعداء الوطن بدافع الحسد من انتصار كبير حققه الوطن على عدو شرير آخر، فقد كان ماهرا في صناعة اجهزة توليد الطاقة او اجهزة الحفاظ على الاجهزة من التلف كما كان ماهرا في الكتابة التي غادرها لاسباب خارج إرادته .

بعد يوم ممطر وعاصف صاحبه برق مخيف يتبعه صوت رعد قوي في السماء أختلط مع صوت المدافع وازيز الطائرات قرر ان يغير من اقامته من المكان الذي يعرفه الجميع إلى مكان آخر أكثر هدوءا وأكثر صحوا، لكن لا وجود للارسال التلفزيوني والتقاط الاشارات الراديوية وبالكاد يصل إلى المسامع... حل ليل دامس انقطعت فيه جميع مصادر الضوء بأستثناء نجوم الثريا وهي كعنقود العنب متلألئة في ظلام دامس.

رغم اجواء الحرب المشحونة بالقصف الجوي والصواريخ العابرة للقارات لضرب مدن وطنه وهدم البيوت على ساكنيها، ظل يبعث التطمينات وثغره باسم وجميل وكله امل في وقف حمم النار دون ان يخسر أحد من عائلته الصغيرة أو عائلته الكبيرة لكن مشاعره واحاسيسه الباطنية ظلت قلقة على كلتي عائلتيه ولم يهدأ له بال حتى سمع من مذياع صغير ألتقط موجة قصيرة أذاعت نبأ مشوها وظل كذلك بعد أعلانه يفيد بوقف رمي حمم النار وايقاف الحرب ضد وطنه فاطلقت شفاه النساء الزغاريد فرحا رغم انها يبست من برودة شهري يناير وفبراير لكن بعضها قد حافظ على سمرة حسنة.  

تذكر ايام الحصار ومشاكل الوطن والناس ومعاناتهما من النقص في الغذاء والدواء وحتى الوقود المتوفر في وطنه قد عانى الناس  ما عانوا  في تجهيزه من محطات الوقود التي اصطفت السيارات والناس في ساحاتها للتزود بما تحتاجه من الوقود...

بالرغم من التحذيرات التي كانت تطلقها الدولة ونداء مؤسساتها المختصة من عدم أستبدال صنوف الوقود بغيرها لاستعماله في ملىء خزان السيارة او استخدامه في المدافىء لكن استجابة الناس لذلك النداء لم تكن كافية وكأن صداه قد قدم من مكان بعيد وارض منخفظة.     

شاهد بام عينه أحتراق السيارات جراء سوء اختيار الوقود وشاهد لهب نيران تخرج من نوافذ سيارة صديقه الذي هرع معه لإخماد ما تبقى منها وابتعد الناس عنهما خوفا من أنفجارها لكنه أصر على البقاء مع صاحبه وفاءً له لما قدم له من مساعدة في أمور كانت من الصعب انجازها في الاوقات الحرجة. كان ولاء صاحبه إلى الوطن كبير فرغم تقاعده المبكر من وظيفته في الجيش الا انه ظل متمسكا بالولاء الى الوطن ويشجع اولاده وأصدقائه على الانخراط في دورات عسكرية للوقوف ضد المعتدين وامتثل هو لطلب صاحبه للإنضمام إلى أحدى الدورات وتدرب على السلاح والرمي حتى اصبح راميا يشار له بالبنان بين اقرانه المتدربين.