قصة قصيرة
مهداة إلى صديقي الغالي عبد الرزاق عطا عبد الرزاق
شاطىء الذكريات
سعد عبد القادر ماهر
جلس قريبا من ساحل الشاطىء يستعرض شريط ذكرياته التي ظلت عالقة في مخيلته وأصبحت جزءا من شخصيته، يشاركها أحيانا مع أهله وأصدقائه..يضحك لها أو حتى تدمع عيناه مجرد أن يلمح صورا لم يبقى منها الا خطوط سوداء وبيضاء ترسم في عقله صورا غير واضحة لوجوه كان يعتقد بصعوبة نسيانها..راجع معها أحاديث وحكايات لم تكتمل نهايتها .. فأحزن ذلك وبعد أن استجمع ذكرياته قفزت ذكريات دراسته الجامعية واصدقاء عمره فيها...تذكر أحدى الرحلات الربيعية مع أصدقائه إلى أقصى الجنوب...تذكر ما كان يحصل فيها من مواقف جميلة كجمال أهل المدينة، وطالما ما أتخذت بعض أحداثها من أحدنا وسطا للسخرية الجميلة.. كل شيء كان جميلا قبل الحروب وقبل مجيء الغزاة ..تنبأ ابي قبل موته بنهاية الأوقات السعيدة وحدثنا عن الأهوال التي سنعيشها بعد موته..نعم قد صدق أبي بتنبؤاته..
مرت باخرة من ناظره وحدثته الصورة عن أيام زيارته لميناء جميل مليء بالسفن، جاءت من كل مكان وشغلت ساحل الشط الكبير، يطل عليه تمثال من البرونز لشاعر كبير..شاءت الأقدار ان يعمل هناك بعد سنين وتشابكت الذكريات بين الأمس القريب والأمس الأبعد وعلت وجوه الرفاق أمام مخيلته ... مات أحدهم وغاب آخر ولم يعرف عنه شيء لكني بقيت أتواصل مع صديق، أصبح بعدها أخاً آخر لي... نراجع صور الرحلة و نحكي حكايات الماضي الجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق