مقال لكل زمان
مقال قبل ولادة الفيسبوك
صحفي المفاجئات
كل فرد يمتلك طريقته الخاصة في
التعبير عن الفرح واستقبال الأخبار، فنجد بعض الأشخاص يبدي فرحاً بأي خبر حتى لو
كان عادياً للغاية، بينما يكون لدى الآخرين استجابة محدودة حتى في وجود أخبار سارة
للغاية. يعتبر استقبال الخبر من قبل المتلقي أمراً نسبياً، وهناك العديد من
الأمثلة التي تبرز هذا الأمر في مجتمعنا.
بعض الأشخاص يفرحون بأخبار تخفيض
الأسعار بشكل لا يُصدَّق، في حين يظهر بعض التجار عدم اهتمامهم بمثل هذه الأخبار.
ويتفاوت استجابة مجموعة من الناس
لأخبار توفير الخدمات في مناطق معينة؛ حيث يشعر سكان هذه المناطق بالسعادة
والراحة، بينما قد لا يثير هذا الخبر اهتمام سكان مناطق أخرى.
من ناحية أخرى، هناك أخبار تجلب
السعادة والراحة للجميع دون استثناء، وتُفاجئ الجميع بإيجابيتها، مثل خبر إطلاق
مواد الوقود مثل البنزين وزيت الغاز وتوزيعها على مدار الساعة دون الحاجة لاستخدام
البطاقات.
هذه الأخبار تعزز السعادة لدى الناس،
حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يمتلكون وسيلة نقل خاصة، لأن هذه الخطوات قد تؤدي إلى
تخفيض أسعار النقل العام والخاص على حد سواء..
لذا، يتسابق الصحفيون في البحث وراء
الأخبار التي تحمل السعادة لجميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم، فالسباق للحصول
على الخبر الحصري يعتبر همّاً رئيسياً للصحفيين ويمثل مقياساً لنجاحهم في مجال
الصحافة.
حكت صحيفة "تايمز"
اللندنية قصة أحد الصحفيين الذي عمل في الصحيفة، حيث نشر خبر استقالة رئيسة
الوزراء مارغريت تاتشر قبل أن تقدم هي بشكل رسمي طلب الاستقالة. وكان الصحفي قد
تلقى هذا الخبر مباشرة من تاتشر نفسها، حتى قبل زوجها، إذا كانت هذه المعلومات صحيحة،
فمن يمكن أن يكون أكثر سعادة من الصحفي الذي نقل الخبر لملايين الناس حول العالم؟
بالطبيعة، سيتأثر ملايين الأشخاص الذين عانوا من سياسات تاتشر بشكل سلبي.
لذا، يتوجب على الصحفيين في الوقت
الحالي التمسك بالأخبار المفاجئة قبل أن تُفسد هذه المفاجآت من قبل وسائل الإعلام
التقليدية. وبذلك، يصبح لدينا صحفيون لاكتشاف المفاجآت، بدلاً من أن يكونوا مجرد
صحفيين ينقلون الأخبار بالطريقة التقليدية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق