قصة قصيرة
مهداة لروح صديقي محمد خضير
السروال
أستلم سرواله الجديد من أحد الخياطين الباكستانيين، بعد أن أنهى له بعض التعديلات الضرورية ليكون سروالا ممشوقا يناسب موديل عصره .. كانت المدن تعج بالخياطين والخبازين الأجانب الذين جاءوا إلى البلاد بحثا عن العمل.. لم يكن هناك من يعترض على ذلك، لا من الناس ولا من الحكومة... رافقته إلى محل الخياط لإستلام سرواله وسارع لارتدائه للحاق بعرض سينمائي في حديقة أحد النوادي الرياضية القريبة من ساحة خضراء تحيط بها أشجار نخيل جوز الهند العالية الغير مثمرة، ينتصب في وسطها فارس من الفرسان بحصانة العجيب ..لطالما كنت وصاحبي نجلس فيها ونتسامر لساعات أمام مجموعة من نافورات الماء تتخللها إنارة ملونة .. كان ناديا رياضيا أجتماعيا يلتقي فيه الجميع بمحبة ووئام.
لم نستطع اللحاق بموعد العرض فاغلقت أبواب النادي في وجوهنا ومنعنا من الدخول..قفزت الأفكار والخطط أمامنا في محاولة للدخول إلى مكان العرض باي ثمن ..قررنا ان ندخل خلسة ..فكان امامنا ان نقفز سورا حديديا ليس مرتفعا كثيرا عن الأرض فقفزت أولا إلى داخل الحديقة وقفز صاحبي من بعدي وبحركة خاطئة منه، أصاب حديد السور سرواله الجديد فتمزق جزءا صغيرا منه... رغم ذلك ضحكنا وتندرنا على حظ سرواله العاثر، لكن صاحبي أعتقد أن بما حصل له ما هو إلا ثمنا أو عقابا لما اقترفنا من ذنب باتجاه قوانين النادي... دخلنا النادي وتابعنا الفيلم وتابعتنا العيون بسبب ضحكنا المتواصل على ما حصل لسروال صاحبي..لم نستطع أن نكمل الفيلم فخرجنا من النادي للعودة إلى الخياط لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل عودته للبيت وسماع توبيخا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق