واجب
دُعيَّ ضمن مجموعة من الطلاب لأداء
تمرين عسكري لتهيئة مجموعة من المقاتلين وإرسالهم إلى لبنان للوقوف إلى جانب احدى الجهات
المتناحرة إبان الحرب الأهلية هناك.
كان تأجيل خدمته العسكرية عام 1978
بعد تخرجه قد منحته فرصة طيبة في البدء
بالحياة العملية والتخلص من أداء التمارين القاسية التي كانت تجرى في معسكرات
للجيش فظن أنه نجا من هذا العبء، لكن شيئا آخر كان في انتظاره عندما طلب منه أن
يؤدي تمرينا عسكريا لأحد صنوف القوات الخاصة الذي يتطلب جهودا استثنائية... كان
التمرين عبارة عن مجموعة من المقاتلين يركضون في حلقة دائرية أرضيتها من الرمل وعلى
محيطها مجموعة من الأكياس المليئة بالرمل ايضا، يقفزون في الهواء ثم الانبطاح عند
سماع الأوامر من المدرب...رغم صغر مساحة الحلقة الا ان اكثر من اربعين شخص
يتزاحمون و يركضون ويقفزون فيها.
كان يركض ويقفز بملابس عسكرية خلف
متطوع آخر، اقل ما يقال عليه أنه صاحب جسم ضخم وطويل، لا يبعد كثيرا عنه.. استلم
الجميع أمر القفز والانبطاح..كانت قفزة المتطوع الضخم الذي أمامه أسرع منه فجاء بسطاله
ذو القياس الكبير ليضرب أحدى عينيه فأظلمت الدنيا فيها ولم يعد يرى شيئا فانسحبت من
الحلقة ليجلس على الأرض متألما يطلب من مدربه أن يعفيه من مواصلة التدريب فوافق المدرب.
كانت الضربة قد تركت أثرا في عينه
التي أحمرت إحمرارا شديدا بسببه وحصل على إجازة قصيرة حتى يريح عينيه...
لكن واجب آخرا كان قد طلب منه في أن
يكون ضمن فريق عمل لعمل لوحة خلفية لخريطة الوطن العربي على مدرجات ملعب الشعب
الذي كان يستضيف دورة لألعاب القوى العربية في عام 1979. كانت العديد من الدول
العربية تتنافس لحصد الميداليات الذهبية في هذه الدورة.
سبقت هذه البطولة إجراء بعض
التدريبات لفريق اللوح الخلفي للتمرين على إتقان صورة الوطن العربي بأوقات معينة
وتبديل الأوان مع قطع أخرى من الكارتون .. كانت المجاميع من الشباب المكلف بهذه
الفعالية تتبادل فيما بينها الصور المرفوعة بواسطة عصا قصيرة من طرف واحد.
كان المدربين يتوزعون بين مجموعات
الشباب يساعد في تهيئة مستلزمات اللوح الخلفي وتوزيعها على صفوف الشباب..
حضر إلى الملعب مع مجموعة من زملائه والجلوس وأخذ دوره في هذا الواجب
الغريب الذي لم يسمع به من قبل بل شاهده في التلفزيون وهو يحضر فعالية مشابهة يؤديها
شباب في ملعب في الصين.
وصل
المدرب وهو يحمل مجموعة من العصا وقطع الكارتون الملون إليه وبدأ المدرب بتوزيعها
عليه وعلى الشباب المحيطين به، وبحركة غير محسوبة من قبل المدرب ضرب عينه المصابة
بعصا وهو يتناولها إلى الشخص يجلس خلفه..لم ينفع اعتذار المدرب منه فقد قام من مكانه
متألما لكي يغادر لكن أمسك به أحد زملائه ودعاه بالجلوس واكمال واجبه حتى ينتهي
منه.
عاد إلى بيته متألما ورأت والدته
حالته التي لم تتمالك نفسها فصرخت فيه خوفا عليه وطلبت منه أن يعتذر عن مثل هذه
الواجبات في المستقبل لكي لا يخسر عينه ففعل..
9/4/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق