بحث هذه المدونة الإلكترونية

4/03/2020

قصة قصيرة الرجفة


الرَجَفَة

أطلق وصاحبه على عملية طفولية قاما  بها  "سر الرَجَفَة" لكثرة الرجف والخوف الذي اصابهما وهما يدلفان إلى بناية حكومية، قررت الانتقال إلى مكان آخر..كانت العملية الطفولية التي قام بها مع صاحبه لغرض جمع ما يمكن جمعه من المخلفات التي تركها عمال النقل او هكذا تصورا، ورائهم في تلك البناية المشرعّة الأبواب، وكان من السهل جدا الدخول إليها والخروج منها بيسر لعدم وجود العاملين فيها او من أي شخص يحرسها، فقد كان العمال الذين يقومون بنقل أثاث و أضابير ضخمة لمعاملات حكومية سابقة، يتركوا الأبواب مفتوحة ورائهم، ما جعل من الصديقين ان يتشجعا ويدخلا البناية بحثا عن الطوابع البريدية التي كان جمعها تستهويهما، لكن تلك الطوابع لم تكن سوى طوابع تستخدم في وسم المعاملات الحكومية.
تقدم الصديقان ببطء في دخول البناية وصعود السلم إلى الطابق الأعلى، والدخول إلى غرفة تبعثرت فيها اوراق رسمية وسجلات قديمة إضافة إلى العشرات من طبقات الطوابع المصفوفة ومتشابهة في كل شيء حتى في قيمتها.
اعتقد الصديقان بعدم اهمية تلك الطوابع بسبب عدم رفعها من قبل الموظفين وعمال النقل  فقد أعتبرها أحدهما بانها ليست ذات فائدة أو حاجة بسبب اهمالها مع بقية الأوراق التي ملئت المكان وزوايا الغرفة الواسعة، فاقترح أخذها دون أذن..لكن هذه سرقة ! قال الآخر ذلك وقد رفض أن يأخذها دون أن يسال أحدهم من الموظفين...لكن لا يوجد احد والجميع غادروا...أجاب صاحبه...ننتظر قدوم أحدهم..
قررا الخروج بسرعة قبل ان يلتفت اليهما أحد واثناء نزولهم سمعا صوتا في قاعة الأستقبال في الطابق الأرضي  وشعرا بخوف شديد من احتمال الأمساك بهما وتعريضهم للتوبيخ او الضرب.
بدأت أطرافهم تشعر  برهبة الموقف وحاولا النزول بهدوء حتى اذا ما وصلا للدرجة الأولى احتمى أحدهم بالآخر وكل منهما ينظر بعين واحدة من خلف جدار لإيجاد طريقة للهروب.. ظل الصديقان هكذا حتى أبتعد مصدر الأصوات قليلا ما دلَ على إبتعاد او مغادرة الأشخاص للبناية..
من إشارة أحدهم لصديقة بالهرب والركض باتجاه باب جانبي مفتوح، انطلقت السيقان بإتجاهه للخروج وبالرغم من نجاحهما إلا انهما لم يحسبا خطواتهما بشكل جيد فقد تعثر أحدهما بصاحبه وسقطا في الباحة الخارجية من البناية وفج ساقه...
ضحكا لسقوطهما وتعاهدا أن لا يخبرا بسرهما هذا لأحد.
4/4/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق