زلزال
مهداة إلى أبن العم العزيز يقظان ماهر
عاش
بين أعماله الخزفية..بين صلصال و فرن يعمل بالكهرباء كثير الأعطال، يأخذ من نشاطه الوقت
الكثير ..كان يجمع كل شيء يحبه في مشغل جانبي اقتطع من منزل أهله، أستعمل سابقاً كمرئاب لسيارة العائلة..لم يكن مشغل فحسب وإنما كان كتاب جميل لذكرياته وملخصا لحياة طويلة عاشها مترفعا عليها، منذ أن
كان طالبا في كلية الفنون الجميلة حتى أصبح خزافا متميزا يعرف ببصمة أعماله بين أصدقائه وهواة الخزف من الأعمال.
كان
يدعو اصدقائه واقربائه في المشغل ليريهم أعماله قبل عرضها في معرض...أعطى الكثير
لأعماله وشغلته عن نفسه وعن نداء والدته الجميلة في الارتباط بإحداهن، قطار العمر يجري
سريعا ، كان يمازحها و يمازح أهله واصدقائه مزاحا جميلا ويعطي وعودا موسمية لتحقيق
امنيات والدته ودخل الجميع في لعبة الأراجيح بين الربيع والخريف...حتى جاء يوم قد
غير تفكيره بحياته وعمله..كان ذلك اليوم وانا اقضي معه سهرة جميلة في مشغله نضحك ونمرح
ونحكي حكايات عن هذه وعن تلك، وفجأة حدث شيء لم يكن بالحسبان حين أرتج المشغل بنا
وتحركت أشيائه المبعثرة وعلت وجوهنا حيرة وتبادلت معه استفسارات مشباهه عن الشعور
بهزة المكان...في بادئ الأمر حسبنا الموضوع لا يتعدى إلا نشوة ضربت رؤوسنا غير أن ما سمعنا به بعد ذلك، أن ما حدث لم
يكن سوى زلزال خفيف ضرب المدينة وضرب نشوة الرؤوس...ضحكنا رغم ذلك لكنه أدرك بأوان
الوقت أن يفكر بما تريد والدته منه وأن يقطع أحد حبال أراجيحه قبل أن يضرب زلزال آخر.
10/3/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق