الحب في زمن الكورونا
سفينة غابرييل غارسيا ماركيز
قصة
9/3/2020
لم يمنع تساقط الثلوج على المدينة البعيدة في أقصى الشرق، الناس من التبضع من سوق للحوم أنواع من الحيوانات غير المألوفة لديه... ولم يكن يعيش غريبا فيها فحسب بل كان كل شيئاً حوله غريبا، لكن ليس بيديه حيله فهو قد عاهد أهله أن يكمل دراسته في تلك المدينة ويعود إليهم بشهادة عالية...كانت تنتظره بفارغ الصبر وتعد السنين الواحدة بعد الآخرى لكي تلتقي به، فقد كان الحب الذي الذي جمعهما أكبر من محاولات أهلها لتزويجها من شخص غني كان قد تقدم لخطبتها ورفضته كما رفضت آخر قبله..لم تمر السنين سريعة كما يعتقد الناس فهي بالنسبة لهما طويلة جدا ومملة مليئة بالشوق تكسره الاتصالات والمراسلات اليومية بينهما لتخفيف ما يشعر بهما من لوعة الفراق...لكن تلك الاتصالات والمراسلات أخذت بالتراجع نتيجة ما حدث في مدينته بعد أنتشار وباء غريب مصدره سوق اللحوم في المدينة .. وسرعان ما اخترق الحدود ليصل إلى مدن أخرى ومنها مدينة حبيته...لم يكن بإمكان حبيبها أن يفعل شيء إلا أن يطلب مغادرة المدينة، لكن ذلك يتطلب وقتا أوقع حبيبته في قلق متزايد.
تبادلا الوصايا بتوخي الحذر وعدم الخروج من المنزل قدر الإمكان حتى يتمكنا من اللقاء ووعدته أنها ستنتظر ووعدها أنه سيأتي إليها ليتزوجا.. تبادل أصدقاؤهم وأقرباؤهم الوصايا نفسها و استنفر الجميع لمواجهة الوباء فبدأ الأطباء والعلماء معرفة ما يجري ومعرفة الطرق التي يمكن بها القضاء على وباء عرف بـ كورونا ...جمعت الأم أيضا أبناءها في منزلها وخرج الأب يجمع ما يلزم عائلته من وسائل التعقيم ..
تسارعت الأيام وسقط الكثير في الشوارع صرعى وباء كورونا ومات الكثير من الناس في كل مكان وأقضت مضاجع الأقوياء والضعفاء والأغنياء والفقراء على حد سواء ولا زالت تنتظر عودة حبيبها .. ووجد كل منا يقف في وجه عدو غير مرئي لا يمكن دحره بسهولة للدفاع عن أحبائه، رغم ان العالم أجمع قد أجتمع ولأول مرة بعد قرن من الزمان على قلب رجل واحد لمواجهة هذا العدو المجهول.
9/3/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق