بعيد عن الوطن 4
كان شهر مايو من عام 2002 موعدا لتنفيذ ماعجز عنه
في المحاولة السابقة للهجرة إلى بلد آخر...فكان موعد تنفيذ خطة الهروب بعد انتهاء
عمله في روسيا على رأس مجموعة كبيرة من المهندسين والفنيين الذين جاءوا من البصرة
وكركوك وبغداد برفقة رجل مخابرات لحضور تدريب فني في إحدى المدن الروسية التي
يتواجد فيها معهد فني للتدريب...كانت محاولته للخروج من البلد تتطلب تنفيذ خطة
محكمة لا تقبل الخطأ ولو واحد في المئة.. أتصل بأحد الأصدقاء الذي كان يعيش في
موسكو وأتفق معه لتنفيذ خطة خروجه من الفندق من دون يلفت انتباه رجل المخابرات
واستبدال الفندق بواحد قريب حتى يتمكن من الذهاب للمطار.. حضر الصديق إلى الفندق
الذي يسكنه وحجز غرفة فيها وطبعا ليس للسكن فيها وإنما يساعده في وضع حقائبه في
غرفة صديقه فيقوم هذا بحملها وأخراجها من الفندق إلى فندق مجاور ثم يتمكن من
الخروج من الفندق بدون حقائب وبدون أن يلتفت له أحد...
أحكم الخطة مع صديقه ولحسن حظه لم ينتبه أحد
أعضاء الوفد لخروجه من تلك الغرفة وهو يعرف أنه نزيل غرفة اخرى.. تمكن في النهاية
من أنجاز ما عليه من دور في الخطة وخرج
خلسة من الفندق والذهاب إلى فندق آخر مجاور.. وبعد أن أخذ حماما ساخنا أستعد
للخروج إلى المطار قبل جذب إنتباه أعضاء الوفد ورجل المخابرات. طلب سيارة تاكسي للوصول إلى المطار.. وصل المطار وتسنى له وبصعوبة إيجاد طائرة ذاهبة الى دمشق لكن عليه البقاء
في ترانزيت المطار لمدة تزيد عن سبعة ساعات قبل توجهها الى عمان.. مع ذلك كانت مدة
كافية قبل أن يقوم رجل المخابرات باتخاذ إجراءات منعه من الخروج من موسكو بعد استلام
رجل المخابرات رسالة كان قد كتبها وسلمها لزميل له شاركه في غرفة واحدة وطلب منه
أن يسلمها الى رجل المخابرات عند الصباح ...كانت رسالته عبارة عن أعتذار عن مواصلة
العودة الى العراق لاسباب صحية وحاجته لاجراء فحوصات في القلب.
وصل عمان بنجاح وبدأ مشوار العمل على إخراج عائلته
من العراق والتحاقها به في عمان..بعد ثلاث اشهر من بقائه وحده في عمان تمكنت عائلته
من الوصول ليبدأ مشوار العيش خارج بلده إلى الأبد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق