بحث هذه المدونة الإلكترونية

4/28/2020

The Little Engineer's Guide




كتاب جدبد.

في هذا الكتاب،حاولنا تسليط الضوء على المعدات والأجهزة المستخدمة في القطاعات النفطية والصناعية الأكثر شيوعا واستخداما ومعرفة أنواعها وظروف عملها .
خلال إعداد هذا الكتاب، وجدنا الكثير من المصادر على الشبكة العنكبوتية ومن مواقع مهمة فوجدنا من المفيد اعتمادها كمصادر لإنجاز الكتاب، ومن هذه المواقع من يختص بالأجهزة والمعدات، ومنها من عّرف بالمواصفات القياسية العالمية المعتمدة في أختيار المعدات حسب أغراض المشاريع وحجمها الإنتاجي.

للطلب اترك ايميلك في حقل الملاحظات.... انتهى العرض المجاني
للشراء اذهب الى الرابط: 
.https://play.google.com/store/books/details/Saad_Abdulqader_Mahir_The_Little_Engineer_s_Guide?id=Oi_gDwAAQBAJ

او ارسال حوالة مباشرة مع Western Union بسعر الكتاب 10.5 دولار  للتفاصيل يرجى أرسال ايميل إلى العنوان:
saadmahir@yahoo.com

4/14/2020

قصة قصيرة بنت ليل

بنت ليل

نقلت شرفها لرجال سياسة وحكومة وبرلمانين فانتزعت منهم أعترافات تشترى بالأموال فكانت تتسلى بها وتساوم بين الفضيحة وأخبار أُسرَهُم .. انتزعت منهم الغالي والنفيس، فرفعت صورة بوجه أحدهم وتسجيلا بوجه آخر، وجمعت من هذه وتلك الكثير، لتستخدمها عند الحاجة..فأصبح الجميع يخافون منها وهي التي كانت منبوذة، منكسرة، مهزومة في يوم من الأيام..تعطشت للأنتقام ليس لشرفها وانما طمعا وكرها.. أستهوتها افعالها فقررت المتاجرة بشرفها وشرف أولئك الذين وقعوا في شباك الرذيلة، فأنطلقت صوب رجال دين وشيوخ ورجال عشائر واوقعت من أوقعت منهم بصوتها وجمالها وإغراءاتها ..بات الجميع في احضانها حينها تمكنت من الفوز بكل شيء ولم يعد أحد من حولها قادر على الهروب منها، حتى صفَّدَتْ الجميع بوثائق الخزي والعار .    

   

4/13/2020

تطرف قصة قصيرة

تطرف

خرج إلى الشارع يصرخ في وجوه الناس ، وخرج جاره يصرخ في وجوه الناس، ينشدان الناس ما يؤمنان به من مبادئ دنيوية، سماوية في ظاهرها..كان حديثه ليس ككل الأحاديث ، كان لإطلاق لحيته عنوانا، كان الخاتم في أصبع يده من تمام مبدئه، كان ثوبه وعباءته وعمامته السوداء ليست ككل الثياب والعباءات والعمائم، كان للأكل والشرب طقوسا والوقوف على منبره وجها غير وجهه الحقيقي.
وخرج جاره يعارضه، فكان حديث هذا، ليس ككل الأحاديث ، كان لإطلاق لحيته وحلق شاربه ما يميزه، وكان لون الخاتم في أصبع يده بمعنى يعرف تفسيره، كان ثوبه وعباءته وعمامته البيضاء ليست ككل الثياب والعباءات والعمائم، كان للأكل والشرب طقوسا والوقوف على منبره وجها غير وجهه الحقيقي.
فطالت أنياب الشيطان رؤوس الناس وأوقع بهم تطرفا حتى أنساهم مواثيق الله لخليفته، فانقسم الناس بين هذا وذاك وتفرقوا بين صرعى ومفقود خلف أبواب مغلقة..


4/12/2020

الجندي جبار قصة قصيرة


الجندي "جبار"

في عام 1981 كانت المعارك على أشدها بين العراق وايران، عندما تعرفت على جندي، من الأقلية التركمانية ويسكن مع أهله في كركوك أسمه "جبار"، و بعد ان تم تنسيبي إلى معسكر الراشدية في شمال بغداد وهو قريب نسبيا إلى بيتي.. كان واجبي رعاية البدالة العسكرية في المعسكر وصيانتها،  ومعي الجندي جبار  الذي كان يهتم بنظافة المكان، ونحن الاثنان تحت مسؤولية نائب ضابط اسمه عبد الامير.. كنت مأمورا باستلام خفارة ليلية اتناوب بها مع نائب الضابط بين يوم ويوم.. أما الجندي جبار ولكونه من أهل مدينة كركوك فكان مأمورا بالبقاء والمبيت اليومي حتى يوم أجازته بعد أحد وعشرين يوما يتمتع بإجازة ثلاثة أيام فقط.
في السابع من حزيران في ذلك العام تعرض العراق لهجمات جوية إسرائيلية استهدفت المفاعل النووي العراقي ودمرته، مما حدا بالقيادة العسكرية ان ترفع حالة التأهب ووضع الجيش في حالة الإنذار القصوى ما يعني توقف نزول أفراد الجيش إلى منازلهم بما فيهم نحن بالرغم من أننا جزءا من مؤسسة عسكرية أخرى غير تابعة للمعسكر الذي نخدم فيه. شعر جبار بارتياح شديد لبقائي معه لفترة أطول وكان يتندر علينا بكلمات عربية ركيكة ممزوجة بلكنة تركية تبعث عن الابتسامة..لكنه كان يحب الأستماع لأغاني أم كلثوم مع وجود كأس من الخمر كان يجلبه خلسة إلى داخل المعسكر دون أن يشعر به أحد..
كان الجندي جبار وعند عودته من الأجازة وكعادته يحمل أغراضه في حقيبة صغيرة يحمل فيها ملابسه وكيسا من الحلويات او الكليجة او المكسرات إضافة إلى عدد من التسجيلات الغنائية لأم كلثوم، ويخفي تحت كل ذلك زجاجة من الخمر ..
كان الدخول إلى المعسكر، من باب كبيرة يستخدم من قبل جميع الموجودين في المعسكر بما فيهم آمر المعسكر يقف عليها مجموعة من الحرس النظامي مأمورين بالمراقبة والتفتيش والتحية العسكرية لآمر المعسكر والضباط، وكان التفتيش شديدا في معظم الأوقات بسبب الأوضاع العسكرية والأمنية التي كانت سائدة آنذاك ويصاب بالتراخي عدا ذلك.
حضر الجندي جبار إلى المعسكر بعد انقضاء أجازته يحمل حقيبته الثقيلة، مرتبكا، خائفا من كشف أمره ومصادرة زجاجة الخمر ومن ثم تحويله إلى الحبس..كان يحاول تمويه الحرس بالوقوف معهم واشغالهم بالأسئلة للتملص من عملية التفتيش..الا في هذا اليوم فقد استبدل الحرس بمجموعة جديدة أمسكت بباب المعسكر اول مرة، لا يعرفهم، أوقعته في مازق وقلق من افتضاح أمره.
خطى خطوات ثقيلة باتجاه الحرس الذين أوقفوه لتفتيش حقيبته..أرتبك..اسودت الدنيا في وجهه، كاد ان يغمى عليه من الخوف، لا يعلم ماذا يفعل ؟ كان الأرتباك باديا على وجهه حتى  سقطت حقيبته من يده لتضرب الأرض بقوة بسبب وزنها فكسرت زجاجة الخمر ولوثت بقية أغراض الحقيبة فانتشرت رائحة الخمر في الأجواء فضربت انوف الحرس... حاول الجندي جبار ان يتخلص من مأزقه فضرب كفيه قائلا:
"بس لا شيشة الريحة انكسرت!!!"
في هذه اللحظة تدخلت الأقدار لصالح جبار  لتنقذه من موقفه وربما من السجن، عندما وصل موكب آمر المعسكر ما جعل الحرس ان يستنفر ويفض المكان من التفتيش مطالبين الجنود ان يدخلوا المعسكر على الفور... وهذا ما فعله الجندي جبار
استقبلت جبار وقد أصفر لون وجهه وسألته عن سبب حالته فقال بعد أن استرد أنفاسه:
"أنصاديت لو مو آمر المعسكر" ..
قص حكايته وضحك الجميع بعد انهاء قصته وبدأ يستخرج أغراضه المبلولة ، وضحكت اكثر عندما رأيته يحاول ان يجمع مشروبه فقلت له: "
لا تهتم..صار عندك مشروب يكفيك شهر، لان الكرزات منقعة والكليجة منقعة بالعرق وكل ما راح تاكل منها تسكر.."

12/4/2020 



4/10/2020

وسط الصحراء قصة قصيرة


وسط الصحراء

أُختير مع خمسة عشر مهندسا في عام 1988 للذهاب إلى خارج الوطن للاشراف على تنفيذ مشروع مد أنابيب لنقل النفط من البصرة إلى ميناء ينبع في السعودية على البحر الأحمر  لتمكين العراق من بيع بتروله بعد ان انقطعت السبل في تصدير النفط  من موانئ العراق المطلة على الخليج العربي بسبب الحرب مع إيران التي كانت تهدد بضرب ناقلات النفط الأجنبية التي تحمل النفط العراقي.    
كان مهندسا مشرفا عن تنفيذ أعمال مد الكابلات الضوئية من البصرة إلى الميناء..كان الهدف من هذه الكابلات هي لتأمين الاتصالات ونقل إشارات سيطرة على عمليات ضخ النفط في الأنبوب.
ان المسافة الكبيرة بين البدايات والنهايات وبين المحطات في وسط الصحراء الشاسعة فرضت وضعا خاصا على الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ المشروع، وبطبيعة الحال ينسحب ذلك على المشرفين من العراقيين وممثلي استشاري المشروع وهي شركة امريكية عملت جنبا إلى جنب مع العراقيين  لمرافقة شركات تنفيذ المشروع.
لقد اختارت الشركة التي كان يشرف عليها مكانا قريبا من طريق عام يربط المدينة المنورة وجدة وهو الطريق الذي يؤدي إلى مكة المكرمة أيضا وهو عبارة عن طريق واحد في معظم مناطقه ويمر في وديان مرتفعة وتنتشر الجبال على طول المسافة باتجاه المدينة المنورة..كان المكان جيدا بالقياس لمناطق أخرى في الصحراء وبعيدة عن مراكز المدن.
كانت الشركة السويدية التي كان معها  قد اختارت مكان سكنها وانطلاق أعمالها ليس اعتباطا، كان ذلك بسبب تكليفها بأعمال مد الكيبل الضوئي في منطقة جبلية وصخرية شديدة الوعورة، تحتاج لوسائل تفجير بالديناميت لكي تشق الأرض.. احتاج مد الكابلات لمسافة سبعة وعشرون كيلومترا لستة أشهر لإنجازه بسبب طبيعة الأرض الصخرية.
اختار له أحد الكرفانات في مخيم الشركة ليبيت فيه بعد عناء يوم عمل طويل وهو عبارة عن غرفة تحتوي على سرير نوم وخزانة للملابس مع حمام جانبي..
كانت سيارة اللاندكروزر ذات الدفع الرباعي كفيلة تنقلاته وسط الارض الوعرة وصعود التلال والجبال والنزول منها، لكن كانت القيادة تتطلب الحيطة والحذر بشكل أكبر بسبب ذلك وبسبب وجود الجمال والرعي في هذه المناطق التي تنمو فيها بعض الأحراش الصحراوية.
خرج في أحد صباحات ايلول، وعادة ما تكون الأجواء في هذا الوقت من  السنة حارة ورطبة، لرؤية الأعمال الروتينية، لكن هذه المرة في منطقة شديدة الخطورة على قمة جبل يرتفع سبعة آلاف متر فوق سطح البحر ومنه يمكن روئية مدينة "بدر"، المدينة التي جرت فيها معركة بدر بين المسلمين وكفار قريش والتي تبعد عن المخيم السكني عشرين كيلومترا وهي تقع على الطريق العام بين المدينة وجدة ...كان يحاول دائما ان يتجنب صعود القمة والنزول منها لخطورتها وخاصة بعد أن سمع بأن العديد من السائقين الفلبينين لشركات أخرى قد لقوا حتفهم في هذا الطريق، فكان يقود سيارته والالتفاف حول الجبل بمسافة اكبر للوصول إلى مكان عمل ما ، لكن عند وصول الأعمال على قمة الجبل، كان لا بد من الوصول إليها.
تسلق الجبل الذي كان ميل الصعود فيه حادا كما هو في النزول من الجانب الآخر ايضا للوصول إلى قمته...أطلق سيارته مندفعة بقوة محركها وتروسها و عجلاتها الكبيرة لمقاومة الأرض الصخرية وأجزاء الصخور المبعثرة على الطريق.
لم تكن الدقائق المعدودة في تسلق الجبل للوصول إلى القمة مجرد زمنا اعتياديا، فقد كان يمثل بالنسبة له ساعات من القيادة المضنية على أرض صخرية مزقها بارود الديناميت.
كادت عجلات السيارة تخرج عن السيطرة والانزلاق إلى الوراء لولا قوة محركها و تعشيق التروس الرباعية مكنته في الوصول إلى قمة الجبل و ينتظر وقتا عصيبا آخر في النزول منه.
وقف على قمة الجبل وراى مدنا بعيده كأنها عانقت سحب بيضاء في افق اخترقته أشعة الشمس الذهبية.. أحساس رائع بجمال وروعة صنع الخالق في هذه المنطقة من العالم.. لكن    ظل أزيز مكائن آلات حفر عملاقة التي تضرب الصخر وتحوله لساقية ملتوية مليئة بالحجارة المكسورة  يطغى على المكان ويشوهه...


 10/4/2020

4/09/2020

قصة قصيرة واجب


واجب

دُعيَّ ضمن مجموعة من الطلاب لأداء تمرين عسكري لتهيئة مجموعة من المقاتلين وإرسالهم إلى لبنان للوقوف إلى جانب احدى الجهات المتناحرة إبان الحرب الأهلية هناك.
كان تأجيل خدمته العسكرية عام 1978 بعد تخرجه  قد منحته فرصة طيبة في البدء بالحياة العملية والتخلص من أداء التمارين القاسية التي كانت تجرى في معسكرات للجيش فظن أنه نجا من هذا العبء، لكن شيئا آخر كان في انتظاره عندما طلب منه أن يؤدي تمرينا عسكريا لأحد صنوف القوات الخاصة الذي يتطلب جهودا استثنائية... كان التمرين عبارة عن مجموعة من المقاتلين يركضون في حلقة دائرية أرضيتها من الرمل وعلى محيطها مجموعة من الأكياس المليئة بالرمل ايضا، يقفزون في الهواء ثم الانبطاح عند سماع الأوامر من المدرب...رغم صغر مساحة الحلقة الا ان اكثر من اربعين شخص يتزاحمون و يركضون ويقفزون فيها.
كان يركض ويقفز بملابس عسكرية خلف متطوع آخر، اقل ما يقال عليه أنه صاحب جسم ضخم وطويل، لا يبعد كثيرا عنه.. استلم الجميع أمر القفز والانبطاح..كانت قفزة المتطوع الضخم الذي أمامه أسرع منه فجاء بسطاله ذو القياس الكبير ليضرب أحدى عينيه فأظلمت الدنيا فيها ولم يعد يرى شيئا فانسحبت من الحلقة ليجلس على الأرض متألما يطلب من مدربه أن يعفيه من مواصلة التدريب فوافق المدرب.
كانت الضربة قد تركت أثرا في عينه التي أحمرت إحمرارا شديدا بسببه وحصل على إجازة قصيرة حتى يريح عينيه...
لكن واجب آخرا كان قد طلب منه في أن يكون ضمن فريق عمل لعمل لوحة خلفية لخريطة الوطن العربي على مدرجات ملعب الشعب الذي كان يستضيف دورة لألعاب القوى العربية في عام 1979. كانت العديد من الدول العربية تتنافس لحصد الميداليات الذهبية في هذه الدورة.
سبقت هذه البطولة إجراء بعض التدريبات لفريق اللوح الخلفي للتمرين على إتقان صورة الوطن العربي بأوقات معينة وتبديل الأوان مع قطع أخرى من الكارتون .. كانت المجاميع من الشباب المكلف بهذه الفعالية تتبادل فيما بينها الصور المرفوعة بواسطة عصا قصيرة من طرف واحد.    
كان المدربين يتوزعون بين مجموعات الشباب يساعد في تهيئة مستلزمات اللوح الخلفي وتوزيعها على صفوف الشباب..
حضر إلى الملعب مع مجموعة من زملائه والجلوس وأخذ دوره في هذا الواجب الغريب الذي لم يسمع به من قبل بل شاهده في التلفزيون وهو يحضر فعالية مشابهة يؤديها شباب في ملعب في الصين.
       وصل المدرب وهو يحمل مجموعة من العصا وقطع الكارتون الملون إليه وبدأ المدرب بتوزيعها عليه وعلى الشباب المحيطين به، وبحركة غير محسوبة من قبل المدرب ضرب عينه المصابة بعصا وهو يتناولها إلى  الشخص يجلس خلفه..لم ينفع اعتذار المدرب منه فقد قام من مكانه متألما لكي يغادر لكن أمسك به أحد زملائه ودعاه بالجلوس واكمال واجبه حتى ينتهي منه.
عاد إلى بيته متألما ورأت والدته حالته التي لم تتمالك نفسها فصرخت فيه خوفا عليه وطلبت منه أن يعتذر عن مثل هذه الواجبات في المستقبل لكي لا يخسر عينه ففعل..
 9/4/2020


قصة قصيرة ..أمام الوزير


أمام الوزير

إهداء إلى استاذي ومدير عام شركتي الدكتور طلعت حطاب و الصديق أركان الصميدعي 

طلب من المختصين في مجالات الاتصالات في شركته الحضور إلى مكتب وزير النقل والمواصلات لمناقشة السبل الكفيلة بإعادة نظم الاتصال بين بغداد والمناطق الجنوبية والتي تعرضت إلى قصف عنيف من طائرات أمريكية عام 1997 بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك (بل كلينتون)... أدى القصف إلى قطع الاتصالات ومنها العسكرية المهمة التي كانت عصبا مهما لتبادل المعلومات بين القيادة في بغداد والقوات العسكرية في جنوب العراق..نالت الضربات الجوية من مركز الاتصالات في ناحية القاسم والتي اشتق اسمها من وجود مرقد الإمام القاسم بن الإمام جعفر الصادق فيها ، وهي تقع جنوب محافظة بابل وتابعة لها..

كان زميله قد أعترض عند مدير عام شركته على تكليف الشركة باعمال صيانة تلك القابلوات التي استهدفتها الطائرات الامريكية بسبب قلة الخبرة لدى كوادر الشركة المختصة أصلا باعمال مشاريع خاصة للنفط والغاز حينها شعر المدير العام بحراجة الموقف وتسائل : يعني تورطنا..! في اشارة إلى قبوله لموضوع لا يمكن تنفيذه من قبل كوادر شركته في اوقات قياسية سريعة.

لكن الوقت قد فات على الاعتذار فحضر مع زميله بوجود المدير العام لشركته إلى كرفان قريب من وزارة النقل والمواصلات يبعد مسافة زادت عن مئتين متر من مدخل الوزارة..ربما اراد الوزير ورجاله  من تواجده في هذا الكرفان أن يتخذ الحيطة والحذر تجنبا للقصف المباشر الأمريكي لمبنى الوزارة.   

دخل مع مديره وزميله بدون أستئذان إلى داخل الكرفان الذي بدأ عليه كأنه غرفة للحرس وما زاد من تمويهه عدم وجود أحد يقف خارجه... كان الوزير يتوسط المكان ومن حوله رجال يتبعونه وربما كان منهم مديرا عاما او استشاريا او أي مهندسا كبيرا مختصا.. يجلس على كرسي من الجلد وأمام مكتب متواضع وضعت عليه بعض الأوراق وهاتف جانبي.. جلس مع بقية زملائه على كراسي وضعت أمام مكتب الوزير  وكان المدير العام الذي بادر بتقديم مهندسيه للحاضرين للتعرف عليهما، أقرب مجلسا إلى الوزير من موظفيه...

ومن دون أنتظار وجه الوزير سؤالا مباشرا إلى المدير العام يطلب منه الاجابة على امكانية توفير خدمة اتصالات تابعة للوزارة الذي يعمل فيها، وبدا النقاش الفني مع الجميع فقد كان الوزير مختصا في هذا الموضوع ولا مجال للمناورة من قبل بقية الحاضرين.

لم يبادر على الرد على سؤال الوزير قبل ان يتحول مديره إليه ويطلب منه الإجابة على سؤال الوزير... أنتظر ان يسمع من الجميع آرائهم حول كيفية الوصول إلى حل سريع وسمع من زميله رايا حول إمكانية استغلال بعض خطوط الاتصالات التابع لملكية وزارته لكن قد تحتاج وقتا ليس بالقليل في تنفيذ العمل.

أنتظر قليلا بعد أن تأكد أن الجميع قد وصل لقناعة بوجود حاجة إلى زمن طويل لإعارة بعض خطوط للاتصالات إلى وزارة النقل والمواصلات، قبل أن تطرأ على أفكاره حلا سريعا لكنه ليس متأكدا من أمكانية وجوده وخاصة أنه يتعلق بشبكات اتصال تابع لوزارة النقل والمواصلات.

كانت الزمن الذي تعيشه مؤسسات الدولة عصيبا عليها، ولا يختلف كثيرا عن حالة الناس، فقد وقع الجميع تحت سطوة الحصار التي عاشها البلد في تلك الفترة...ضرب أوصاله وأصبح تعويض الأشياء المستهلكة في أنظمته التقنية بالغة الصعوبة، وأصبحت البدائل التي يقدمها المهندسين والفنيين مجرد حلول وقتية غير كافية... لذا كانت الأفكار التي كان يطرحها المهندسين اختيارا مفروضا  ليس له بديل... وكان ينظر لصاحبها بمنظار البطل الذي ساعد في تجاوز مشكلة فنية ما.

بعد أن أخذ رأيه في ذلك الموضوع، طرح فكرته امام الوزير  ونصح باستخدام منظومة اتصالات تستخدمها شركة السكك وهي أحدى مؤسسات وزارة النقل والمواصلات، واستخدامها في السيطرة على سير القطارات الذاهبة إلى البصرة والعائدة منها، وذكّر الجميع بان ناحية القاسم هي إحدى محطات القطارات وبالامكان تمرير خطوط الاتصال من قابلو السكك إلى محطة الاتصال المدمرة في ناحية القاسم منوها للوزير فيما اذا كانت تلك الاتصالات لا زالت عاملة بعد أن شابت حركة القطارات الكثير من المشاكل الفنية.

وبعد أن أنهى طرح فكرته سأل الوزير رجال من حوله فيما إذا كانت منظومة اتصالات السكك الحديد عاملة او لا فرد عليه أحدهم بعدم التأكيد لصلاحية تلك المنظومة فطلب الوزير أن يتصل بمدير العام في سكك الحديد لمعرفة  جاهزية منظومته من عدمها، وأكد مدير عامها بصلاحية الكابل وبالامكان استخدامه في حل مشكلة وزارة النقل والمواصلات.

تنفس الجميع الصعداء وقدم الوزير شكره له مع انتقاد وجهه لرجاله بعدم معرفة منظومات وزارته بشكل أفضل بينما عرف مهندس من خارج وزارته بذلك.

نال مديح المدير العام امام موظفيه وشعر بالفخر  أمام زملائه ومسؤوله المباشر.   

أتصل مدير عام كبير في وزارة العمل والاتصالات يعمل بصورة مباشرة على تأمين الخطوط لشبكات بغداد في جانب الكرخ، مع مديره العام وطلب منه أن يحضر مهندسه إلى مبنى يقع فيه مكتب ذلك المدير واستفسر عن السبب فأخبره بأن الأمر لا يتعدى الا مناقشة فنية.

ذهب إلى مبنى الأتصالات في الكرخ وقدم نفسه إلى سكرتير مديرها حتى دخل فورا لمقابلة الرجل..رحب به، واثنى عليه مقابل فكرته في ايجاد الحل لمشكلة الاتصالات ونقل له مديح الوزير، فرح لذلك، لكن كان غير مطمئن لما سيأتي من القول! وبالفعل صدق حدسه عندما عرض عليه العمل في دائرته وبامكان وزارته إجراء عملية النقل وذلك بطلب من وزير النقل والمواصلات .. لم يرفض لكنه طلب أن يشاور مديره العام بذلك.

كان الحصول على خط الهاتف في منزل أشبه بجائزة كبرى في يانصيب خيري.. وهو كغيره من الكثير من الناس لا يملك خط هاتف في منزله، ولطالما حاول ذلك لكن دون جدوى. شعر ان الفرصة قد حانت للحصول على خط الهاتف المنزلي، فطلب على الفور  من المدير العام تجهيز بيته بخط الهاتف ووافق بعد إجراء الكشف عن موقع بيته.

لم يوافق وزيره ولا مديره على نقله إلى دائرة اخرى، ورغم ذلك وصل خط هاتفه إلى منزله  بعد عناء وبعد أن عرف عمال توصيل الخط بقصة بطولته أمام الوزير.

9/4/2020