بحث هذه المدونة الإلكترونية

11/22/2020

قصة قصيرة الحب الصامت

 

الحب الصامت

ما بين الوجع والصمت...

هناك أشياء ترحل و أخرى تموت وأكثرها تدفن حيّة...

ولا أحد يشعر بذلك.

على الرّغم من سنين مضت وعلى الرّغم من حوادث كثيرة ظلَّ صامداً عند المتغيرات الجوهرية التي وقعت في مسيرة حياته منذ تخرجه في الجامعة حتى أصبح جدّاً لعدد من الأحفاد من أولاده الأربعة، فتلك العقود الأربعة لم تنسِه حبَّ ابنة عمّه وهي من ثري قلبه بها إذ هي حلمه طوال تلك الفترة  مع أنّه كان يكبرها بخمسة عشر عاماً. لقد تسلّل شعور جميل إلى قلبه في مناسبة أو أكثر وفي أوقات كثيرة بأنّها تبادله مشاعر الحبّ. لم يكن يجرؤ على التصريح بحبّه لها لاعتبارات كثيرة وقد كان ذلك الضربة القاضية للحبّ ... كان آخرالمفارقات والخيبات سوء الفهم الذي وقعت فيه إحدى قريباته كانت قد عرفت بفصل غير كامل من حبّه واختلط عليها الأمر فبدل مفاتحة والد حبيبته ووالدتها برغبته في الزواج من ابنتهما بعد أن تنهي دراستها وأنّه على استعداد لأن ينتظر، دار الحديث حول شقيقتها الأكبر منها وبصورة غير متوقعة. و مع أنّ الأمر انتهى برفض والديها الفكرة – التي لم تكن في باله أصلاً-  فقد ترك الموقف أثراً عميقاً في نفسه لأسباب عدّة؛ فحبُّ عمّه له كبير، كان يشعر به، والتقارب العائليّ الكبير بين العائلتين لم يمنحه الفرصة في المصاهرة، حتّى ولو خطأً. الرفض يعني رفضاً آخر عند طلب يد حبيبته التي تصغره كثيراً وهي ما زالت مراهقة في الدراسة المتوسطة... وهذا ما كان سبباً كافياً لإخفاء مشاعر الحبّ في قلبه إلى حين.

كان الحديث في الأجواء العائلية القريبة منه والقريبة منها ونقل الاخبار فيما بينها قد أحدث - بشكل غير مقصود- تباعداً غير منطقي عن حبيبته فوصل له أنّ عائلتها لا تنوي تزويج بناتها بالأقرباء خوفاً من النتائج الصحية التي قد تترتّب على مثل هذه الزيجات وتجنّباً لتكرار قصة مشابهة في العائلة... تسلّل اليأس إلى قلبه وبخاصّةٍ بعد أن أجمعت العائلة على دفعه للارتباط بأخرى بدلاً من المحاولة الفاشلة التي قامت بها قريبته سابقاً، وعلت الأصوات تتبادل  حكايا كثيرة عن زيجات الأقرباء وما قد تؤدّي إليه من مشاكل في ولادات الأسرة مستقبلاً، لكنّ ذلك كلّه كان من وحي الأخبار المتناقلة. عندها أراد أن يضع حدّاً لمشاعره التي بدأت تثقل عليه كثيراً.

انقلبت أيّامه إلى صراع كبير بين عواطفه وأفكاره فلم يعد يدري ما عليه أن يصنع. حاول أن يبوح لحبيبته بحبّه في أكثر من مناسبة لكنّه لم يجرؤ لا لجبنٍ  بل احتراماً لوجوده في بيت عمّه و في حضرته، عمّه الذي كان يرى فيه أباً ثانياً،  ولأنّه لم يكن يريد أن يشغل حبيبته الصّغيرة عن دراستها.

غاب عنها طويلاً لمّا تنسّب لوحدة عسكرية بعيدة عن مدينته. وجد نفسه عاجزاً عن اتخاذ القرار الصحيح في الارتباط بها بسبب ظروف البلد آنذاك وظروف حبيبته الدراسية غيرالمكتملة وعمرها الصغير. ظلَّ يقاوم كلّ ما وقف في طريق حبّه من المعاكسات، لكنّ ما حدث لوالدته من مشاكل صحية دفعها لأن تطلب منه الإسراع في الزواج بمن يختارها من القريبات. كان يراوغ والدته في من ترشّحها له ويعتذر عن تلبية طلبها بحجج كثيرة،  ومنهنّ من تلقّت منه اعتذاراً  مباشراً بعد أن أخبرها بأنّ قلبه مع أخرى. هكذا استطاع أن يفشل كلّ محاولة جاءت بها والدته أو زوجة عمّه.

مرّت السنون وأنهى سنوات الخدمة العسكرية سالماً والتحق بعمله ليجد أمامه شابة جميلة من عائلة بغدادية محافظة على التقاليد لها تقاليد عائلته ذاتها ويجمعه معها الكثير من الصفات المحببة. تعرّف إليها واتخذ قراره بسرعة، وتقدّم لخطبتها... احتفل الجميع بزواجه في حفل صغير اقتصر على  أفراد عائلته  وبعض اقربائه، وغابت حبيبته عن الحفل لكنّها لم تغب عن قلبه ... اختار أن تكون مشاعر حبّه لنفسه... ولو تبدّلت الأحوال.

كان رجلاً مميزاً في تعامله مع أيّ مرأة فهو يحترم مشاعرها و يرى فيها إنساناً رقيقاً وكان يتجنّب جرح أحساسيها، هكذا كان يفعل مع زوجته وزميلاته في العمل على حدّ السواء. كان يتحمّل ما يتحمّل ممّا يسمعه من هنا وهناك ويفضّل كتمان غضبه وإحساسه بالضّيق أحياناً على أن يصرخ في وجه امرأة... لذلك أراد دائماً أن يكتم حبّه  ولا يبوح به لكي لا يؤذي مشاعر أخرى إلى جانبه.

مرَّ زمن طويل وهو يحبس مشاعره تحت أضلعه لكنّ ذلك لم يمنعه من التّفكير بزيارتها في الجامعة ليراها -ولو بالصدفة – ويرى ما يدور حولها، وعلى الرغم من أنّه كان متأكّداً أنّها لا تهتم إلّا لدراستها ومستقبلها فإنّ هاجساً كان يتملّكه...غيرة عليها من عيون زملائها... كان يشعر أنّها ما زالت له لا لغيره،  لكنّ الأقدار لم تسمح له برؤيتها فقد تمّت الزيارات في وقت لم تكن موجودة في كلّيّتها أو ربّما غادرت بعد انتهاء دروسها.

ما حدث له من تقلّب في أحواله وأحوال أسرته أخذه بعيداً عن حبيبته، كان يتحرّى أخبارها من هنا وهناك خصوصاً بعد ان تخرّجت في جامعتها، ودون أن يلفت انتباه أحد،  وزاد من تحرّي أخبارها بعد أن أصبحت على وشك الزّواج... شيء في صدره كان يقلقه على الرغم من أنّه متزوج وله من الأولاد أربعة، كان يخشى أن تتزوّج حبيبته فيفقدها إلى الأبد.

سنحت له فرصة أن يبوح لها بسرّ طالما ظلّ أميناً عليه... أن يبوح لها بحبّه،  لكنّه تراجع احتراماً لها واحتراماً للأمانة التي كانت معه، ولمّا لم يستطع أن يكتم أمره كثيراً وجد نفسه أمام محاولة للبوح برغبته في الزواج منها لكنّه ارتطم بعدد من الاسئلة المقنعة منها لم تجد جواباً عنده، فتراجع عن طلبه ليتركها بعدها تجد حياتها و مستقبلها مع رجل آخر.

لم يستطع أن ينفض عن قلبه غبار السنين والأحداث فبقي أسيراً لها... بقي يحاول رفع ما يحول بين قلبه وحبّه الذي نجح في إخفائه سنوات طوال ... بقي يعيش على ذكرى جميلة رغم مرارة نتائج أحداثها.

22/11/2012


     

  

     

  

ما بعد الوجع

أيها الحب

قررت ان اخرجك من الصمت

فقد أنقضت سني صمتك

وأنجلت

أعلنت لها

بعد ان أسررت أسرارا

كسرت الصمت . وسمعَت

كتبنا قصة جمعتنا

كتبنا حكايتنا




11/20/2020

Power Systems Equipment and Devices for Power Plant

 

Generating electric power in any country is a great challenge because of its importance to public life, industry, and agriculture. Therefore, governments have paid special attention to providing these services to the public to achieve many of the gains from these services. Therefore, power generation in a country plays a significant rally in any country and the development of a country highly depends on the power availability of the system

We have seen the citizens' reactions towards the governments of their countries in countries that suffer from a severe shortage in the provision of electricity, so these governments accelerate the construction of various electrical stations and the choice of the type of station varies from one country to another. Some of these countries depend on the gas available in them so they equip the power stations where a turbine generator that works mainly on gas, there are other countries relying on wind energy because of the wind witnessed by these countries encourage the use of large propellers to rotate turbines to produce electricity. The abundance of water and fallen waterfalls can also contribute to the production of electricity by building hydraulic stations that operate on power Waterfalls ... Thus, we find countries adopting power plants that suit their energy sources.

The matter did not depend on choosing the type of electrical energy only, but rather that these stations cannot be considered working without transmission systems for the electrical energy generated in these stations, so supplementary projects were necessary for obtaining electricity in your home, in your office, in your factory, and in every field, you are working in.

Electrical engineers design electrical stations according to the type of government request first and then leave it to the engineer to choose the auxiliary systems, devices, and equipment necessary to carry out a complete work and obtain an efficient power station and an integrated protection system to reach high reliability free from interruptions, problems, or minimal technical problems.

Since the discovery of electricity, the industrial system began to turn to the manufacture of components that are included in the establishment of various electrical projects and every industry in the world, this industry has developed and created new means that contribute to increasing the reliability of the electrical system and stability, and international companies known in this field began to compete to manufacture different models, but they share effectively And service.

The various customers' requirements for power generation systems and the increasing demand for high-quality control systems contributed greatly to the increase in the activity of companies and researchers in the manufacture of active components with high efficiency, which saved a lot of time and effort, in addition to greatly shortening the components of the electrical circuit, but at the expense of the financial factor and the high costs on both sides. Specialized manpower and the value of the materials themselves.

This book provides a simple detail of the most important known electrical generation systems and greater detail of the devices of the auxiliary system, and it is an integral part of a comprehensive system that the new electrical engineer needs to get acquainted with in order to facilitate the box to deal with it in the projects to which he belongs. We hope that this book are a useful book and a reference for the most important devices and equipment and their secrets to achieve the goal, which is to bring new engineers to experience and knowledge in easy and uncomplicated ways.




11/02/2020

قصة قصيرة : العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة

 

العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة

كان يحب القراءة وتأليف الكتب وكان يتنافس  كثيرا مع اخوته في قراءة عدد الكتب اثناء العطلة الصيفية واثناء قيلولة والديه...وعندما قرا رواية حي بن يقضان تعرف على ابن سينا، و الشيخ شهاب الدين السهروردي، والفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، وصالح بن كامل. ومن خلال قراءته الكثيرة عرف مصدر الامثال الشعبية والتي كان آخرها ان عرف مصدر الامثلة الشعبية المصرية التي تقول «السعد وعد» و«السعد ماهوش بالشطارة ».. وعرف اسباب لجوء النحويين إلى التمثيل  بزيد وعمرو في الكلام.

في أحد الايام جلس في حديقة منزله بين زهورها وورد الداليا الملونة الجميلة تملأ سواقيها، يقرأ كتابا عن الحرب العالمية الثانية وتيقن  ان انتصار الانكليز في الحرب العالمية على الالمان ما هو الا بداية لنكبات جديدة قادمة على وطنه وبالفعل صدق حدسه وقبله حدس والده أصابت النكبات التي ارادها المحتلون  بعد سنين كل مرفق من مرافق وطنه حتى بدأ أعوان المحتلين بتغير اسماء شوارع المدن واسماء المدارس فيها.

لم تكن الكتابة فقط من اهتماماته فقد كان مولعا ايضا بتصنيع أشياء أحتاج لها الناس ايام الحصار الشديد الذي طوق وطنه و فرضه اعداء الوطن بدافع الحسد من انتصار كبير حققه الوطن على عدو شرير آخر، فقد كان ماهرا في صناعة اجهزة توليد الطاقة او اجهزة الحفاظ على الاجهزة من التلف كما كان ماهرا في الكتابة التي غادرها لاسباب خارج إرادته .

بعد يوم ممطر وعاصف صاحبه برق مخيف يتبعه صوت رعد قوي في السماء أختلط مع صوت المدافع وازيز الطائرات قرر ان يغير من اقامته من المكان الذي يعرفه الجميع إلى مكان آخر أكثر هدوءا وأكثر صحوا، لكن لا وجود للارسال التلفزيوني والتقاط الاشارات الراديوية وبالكاد يصل إلى المسامع... حل ليل دامس انقطعت فيه جميع مصادر الضوء بأستثناء نجوم الثريا وهي كعنقود العنب متلألئة في ظلام دامس.

رغم اجواء الحرب المشحونة بالقصف الجوي والصواريخ العابرة للقارات لضرب مدن وطنه وهدم البيوت على ساكنيها، ظل يبعث التطمينات وثغره باسم وجميل وكله امل في وقف حمم النار دون ان يخسر أحد من عائلته الصغيرة أو عائلته الكبيرة لكن مشاعره واحاسيسه الباطنية ظلت قلقة على كلتي عائلتيه ولم يهدأ له بال حتى سمع من مذياع صغير ألتقط موجة قصيرة أذاعت نبأ مشوها وظل كذلك بعد أعلانه يفيد بوقف رمي حمم النار وايقاف الحرب ضد وطنه فاطلقت شفاه النساء الزغاريد فرحا رغم انها يبست من برودة شهري يناير وفبراير لكن بعضها قد حافظ على سمرة حسنة.  

تذكر ايام الحصار ومشاكل الوطن والناس ومعاناتهما من النقص في الغذاء والدواء وحتى الوقود المتوفر في وطنه قد عانى الناس  ما عانوا  في تجهيزه من محطات الوقود التي اصطفت السيارات والناس في ساحاتها للتزود بما تحتاجه من الوقود...

بالرغم من التحذيرات التي كانت تطلقها الدولة ونداء مؤسساتها المختصة من عدم أستبدال صنوف الوقود بغيرها لاستعماله في ملىء خزان السيارة او استخدامه في المدافىء لكن استجابة الناس لذلك النداء لم تكن كافية وكأن صداه قد قدم من مكان بعيد وارض منخفظة.     

شاهد بام عينه أحتراق السيارات جراء سوء اختيار الوقود وشاهد لهب نيران تخرج من نوافذ سيارة صديقه الذي هرع معه لإخماد ما تبقى منها وابتعد الناس عنهما خوفا من أنفجارها لكنه أصر على البقاء مع صاحبه وفاءً له لما قدم له من مساعدة في أمور كانت من الصعب انجازها في الاوقات الحرجة. كان ولاء صاحبه إلى الوطن كبير فرغم تقاعده المبكر من وظيفته في الجيش الا انه ظل متمسكا بالولاء الى الوطن ويشجع اولاده وأصدقائه على الانخراط في دورات عسكرية للوقوف ضد المعتدين وامتثل هو لطلب صاحبه للإنضمام إلى أحدى الدورات وتدرب على السلاح والرمي حتى اصبح راميا يشار له بالبنان بين اقرانه المتدربين.







10/25/2020

رواية حارس الوحش في رؤيا 13

الفصل الأول

خرج كعادته إلى البحر في وقت مبكر وقبل شروق الشمس لاصطياد ما يمكن صيده من اسماك البحر اللذيذة، واعتاد ايضا ان يرمي بشبكته ويجلس على حافة المركب ينتظر ساعة او ساعتين لسحب الشبكة وكان اثناء هذا الوقت يشغل نفسه بسنارة صيد ايضا لالتقاط سمكة او اكثر تستحق الانتظار.

كان صوت محرك المركب قويا في عمله ومزعجاً، يتبدد من خلال امواج البحر، اما الصياد فكان عليه ان يوقف المحرك وسط البحر ليباشر برمي شباكه.

جهز مركبه بكل وسائل السلامة من مخاطر البحر من طوافات على شكل اطارات المركبات وزورق بلاستيكي مع مجذافيه علقها جميعا على جانبي المركب، كما جهز المركب بوقود اضافي وضعه في برميل يحتل جانبا في المركب إضافة إلى تجهيز المركب بمعدات الاتصال اللاسلكي ومطافي الحرائق وسارية مع شراع قد يستخدمه اذا ما تعطل المحرك.

لم يكن الجو ذلك اليوم ينذر بوجود عاصفة او اضطرابا موجيا اثناء اليوم، كما كانت تشير الارصاد الجوية، لذا حاول ان يستغل مثل هذا اليوم كله وقرر ان يجمع اكبر كمية من الاسماك ويعود بها إلى سوق السمك لبيعها، خاصة بعد ان عرف ان الايام الثلاث القادمة ستتاثر برياح قوية تجعل البحر شديد الأضطراب تهب من جهة الشمال والتي طالما ما كانت سببا في إغراق مراكب الصيد وحتى السفن الكبيرة كانت تعاني من هيجان البحر واطلاقة الموج العالي، فكيف بمركب صيد متواضع مثل مركبه؟!

كان جورج الصياد ذو الثلاثون عاما، من عائلة مسيحية محافظة فوالده يعمل راهبا في كنيسة ووالدته تعمل في ملجأ للايتام تلتقي بافراد اسرتها في عطلة نهاية الأسبوع، أما هو فكان يجتمع باصدقائه يوما في الأسبوع يتسامرون ويحتسي معهم الجعة الباردة وكان اصدقائه يطلقون عليه كنية الصياد فينادوه " جورج الصياد"  لتمييزه عن صديق لهم آخر يحمل اسم جورج ايضاً......


 

صدور كتاب : صون اللسان في كشف البيان


 اللِّسَانِ فِي كَشْفِ الْبَيَان 

الْمُقَدِّمَة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الاخيار الميامين  وبعد ...

قال الله ﷻ‏:‏ ﴿ ‏ولا تقفُ ما ليس لك به علم ‏﴾ ) ‏الإسراء‏:‏ 36‏(‏‏.‏ وقال ﷻ‏:‏

﴿ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ‏﴾ ‏ ‏) ‏ق ‏:‏ 18‏(‏‏.‏

وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال‏:‏ قال رسول الله ‏:‏ ‏﴿ إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا‏ ‏﴾ ‏ ‏) ‏متفق عليه(‏.

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه)عن النبي قال‏:﴿ ‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت‏﴾ )‏متفق عليه‏(‏‏.‏

وهذا صريح أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة، فلا يتكلم‏.‏

لقد دعى الإسلام المؤمنين إلى حفظ ألسنتهم، وصونها عن الكلام فيما لا يجوز أو لا يصح أو لا يليق، وحذرهم من أن يوردهم اللسان موارد الهلاك إن هم لم يحفظوه كما ينبغي له.

لكن هل حافظ المسلمون على المنهاج  الاسلامي في نقل الاخبار والروايات؟ وبكل بساطة سيكتشف كل منا وبسهولة الجواب على هذا السؤال وهو "لا" بسبب ما حاصل اليوم من فرقة بين المسلمين نتيجة تداول الاخبار والروايات المزيفة والتي ابتعدت وانحرفت عن المنهاج الاسلامي السليم ما أدى إلى نشوء صراعات حتى منها دموية إلى يومنا هذا.

لقد مر علينا وعلى الاجيال السابقة وسوف تبقى تمرعلى الاجيال القادمة، الكثير من الأحداث اليومية منها المهمة ومنها ما لا تستحق الذكر فينبري لها المحدثون في روايتها ونقلها إلى الآخرين بطرق مختلفة مستعينين بأساليب تختلف بين شخص وآخر، فمن يضيف لها نكهات كنكهات الطعام لجذب وشد المستمع مستخدما تعابير وجهه او نبرة صوته بترددٍ عالٍ جدًا، يسمحُ للقشعريرة ان تتسلل إلى الابدان او اصوات دافئة تبعد مستمعها عن الاهتمام بالخبر وبين هذا وذاك يبنى البيان الذي يصل إلى الناس حسب ما سمعه اوشاهده.

وتختلط أحاسيس رواة الاخبار والأحداث التي يشاهدوها من منفعل بسبب أندماجه بالخبر وبين آخر غير مبال بما يحدث فينطلق الأول بين عموم الناس يخبر بالأحداث التي عاشها عن قرب منها بطريقة درامتيكية تؤثر سلبا في نفس المتلقي او بطريقة اقرب إلى الايجابية من السلبية أو هي على موقع الخيط الفاصل بين السلبية والأيجابية. وهذه الأحاسيس هي ذاتها التي يظهرها أمام أسرته فينشأ جيلا يأخذ الكثير من ما سمعه او شاهده بالطريقة نفسها  التي تلقاها عند وصول الأخبار إليه.

لكن الملفت للنظر هو قيام آخرين بالتبرع في نقل نفس الأحداث بنفس الحماس الذي حمله من قبله ما يشكل سلسلة من رواة الاحداث والاخبار لكن هذه السلسة سرعان ما تهتز وتتراخى بسبب وقوع البعض من الرواة بالخطأ او الخلط عندها يبدا الناس برمي تلك السلسلة بشتى الاتهامات يصل بعضها إلى تكذيب اخبارها جملة وتفصيلا ويصل البعض الآخر إلى أضافة ما يحلو له من القول لغاية في نفسه او في نفس مجموعة ينتمي لها فكريا او عقائديا.

قد يؤدي نقل الخبر وتناميه كما ذكرنا إلى نتائج سلبية تؤدي بالنتيجة إلى كوارث في المجتمع الواحد ينشأ عنها نزاعات دموية بين أفراد المجتمع الواحد وتصيب الجسد والفكر والتطور المجتمعي بنفس القدر من السوء فتضرب الانسان دمويا في جسدة وتضربة في عقله فكريا وتضربه في دماغه فتمنع عنه التطور الانساني...

 

فقد شاهدنا وسمعنا ماذا جرى في بلدان الهند والسند والملاوي ومؤخرا في بلداننا العربية بسبب الكم الهائل من الروايات الملفقة والموضوعة حول بيت النبي محمد ﷺ واصحابه من قبل رجال وظفوا، لتداول هذه الرويات وتناقلها بين افراد المجتمع الواحد، من دول لا تريد الا تمزيق الوحدة الاسلامية أولا والعربية التي تحمل لواء الاسلام ثانيا والأبقاء على حالة الا التطور الفكري والمجتمعي والعلمي للمجتمعات الأسلامية والعربية.

وللأسف الشديد قد أصاب رجال الدين ما اصاب العامة من الناس إذ نشروا الغلو في الأمور وإختلاق الروايات ما هو ما يشد الناس إليها او جمع الاتباع ولاغراض دنيوية وإرضاء الحاكم. فكان نتيجة ذلك تراجع الفكر الانساني والوقوع في دهاليز التخلف المجتمعي والانحراف عن ما جاءت به الشريعة الآليه من تعاليم ومُثُل وتقويم الاخلاق والعلاقات الانسانية بين افراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات أيضا.

لذا كان الوجوب في نقل الحقائق ان يصان اللسان عن النطق بالكذب والتزوير في نقل الحقائق وكشف البيان الصحيح بدون تحريف ومن الثوابت التي نصل بها إلى هذا الأمر ان يتحصن الانسان بما يلزم لمواجهة ما يوسوس له الشيطان والوقوف عقلا وتفكيرا إلى جانب النفس التقية وتحييد سيطرة النفس اللوامة على العقل والافعال. ولفهم هذه الامور يجب معرفة الإدراك البشري وافعاله وعلاقتها بالعقل والقلب وجوارح الانسان الأخرى.

لقد وظفت بعض القوى الظلامية جهودها في نشر الفكر الرجعي في مجتمعات اليوم وراحت تبث سمومها في عقول الناس من أجل مصالحها والبقاء كقوة تسيطر على العالم والانسانية ورغم ذلك تصدى لها علماء ورجال خرجوا لتوعية المجتمعات وتعريفها بالافكار المظللة التي أطلقتها تلك القوى لحرف المجتمعات عن المسار الصحيح، وهكذا سيستمر هذا الصراع قائما بين قوى الشر التي تريد من الناس طاعتها والتمرد على كل ما هو جاءت به الشرائع السماوية  وبين قوى الخير التي التزمت بتلك الشرائع والتي تريد أصلاحا وتطورا في الجانب الانساني الذي اراده الله ﷻ لعمموم البشر. 

لقد اسهم انتشار الفرق الدينية، والقصور في الادراك، وزيادة البدع، والاختلاف في التاويل الفقهي، ونشر الخرافات والاوهام، أسهم في إنحراف الدين الاسلامي وانقسامه إلى طوائف ومذاهب ادت في آخر المطاف إلى التناحر والاقتتال بين جميع الفرقاء.

يجب أن نعترف أنّ ثقافتنا العربية والإسلامية التقليدية الموروثة، هي ثقافة لا تعرف النقد والتمحيص بالشكل الذي يجعل ما نعتبرها مسلّمات مثلاً هي مسلّمات حقيقية لم يشوبها عقلانيا شائبة؛ لأنها في الغالب ثقافة (نقل) لا ثقافة (عقل). وهناك من فقهاء الماضي من يخاف وترتعد فرائصه من العقلانية، فيعتبر (المنطق) ضرباً من ضروب الزندقة والضلال؛ وغني عن القول إنّ المنطق في أبسط تعريفاته وأوضحها هو الآلية العقلانية للوصول إلى الحقيقة المجردة.

صحيح أنّ (الدين) الحنيف مصدره الوحيد هو النقل وليس العقل، ولا يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً حقيقياً ما لم يُسلم بالقرآن الذي وصل إلينا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم تسليماً كاملاً؛ لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن يصبح قبول النقل منسحباً على كل ما عدى ديننا الحنيف من شؤون الحياة التي تقوم على تحري مصالح الناس وتلمسها وتتبعها حيث كانت؛ وهذه مشكلتنا العويصة، التي لا نعرف كيف نتخلص من أغلالها وقيودها؛ أي أننا لا نفرق بين ما هو ديني فننأى به عن آلية المنطق العقلاني، وبين ما هو دنيوي فنخضعه لآلية المنطق والعقلانية من حيث القبول أو الرفض.

ولا يمكن لنا أن نبني حضارة حقيقية ما لم نفعّل العقل، وآليته المعروفة (المنطق). خذ مثلاً (الرياضيات) والتي هي فرع من فروع المنطق، والسؤال الذي يطرحه السياق هنا: هل يستطيع أن يقوم أي علم تجريبي للوصول إلى الحقيقة، يعتمد على الفرضية والملاحظة والبرهان، دون أن يتكئ على المنطق، وبالتحديد علم الرياضيات؟.. ليبرز السؤال هنا وبقوة : وهل من توشّح بالمنطق واعتمد عليه هنا (تزندق) كما يقولون؟ ومن يعود إلى تراثنا المعرفي الموروث سيجد كثيراً من هذه المقولات الموروثة، التي ما إن تعرضها إلى النقد والفحص والتمحيص حتى تتهاوى كل أساسياتها وأركانها التي تقوم عليها؛ بل ويعتبرها كثير من النقاد من أهم العقبات المعرفية التي تقف حائلاً بيننا وبين اللحاق بركب الحضارة المعاصرة اليوم .





9/22/2020

العراق والكويت سلسلة من حلقات التآمر الأمريكي البريطاني

 رب سائل يسأل وهم كثير، لماذا اجتاحت القوات العراقية  الاراضي الكويتية في 2/8/1990 وهل هناك ما كان يستوجب ذلك ولماذا لم تلجأ القيادة العراقية الى الحلول السلمية في حل المشاكل بينها وبين الكويت...

قبل الاجابة على هذه التساؤلات لا بد من معرفة خلفيات الموضوع بشكل دقيق ومعرفة تصرفات الطرفين العراق والكويت قبل الاجتياح وكيفية استغلال ردود الأفعال للحكومتين من قبل دول الاستعمار العالمي وهما امريكا وبريطانيا وتأجيج وتعميق الخلاف بين العراق والكويت.

أن أجتياح القوات العراقية للاراض الكويتية يقع ضمن سلسلسة من حلقات التآمر الأمريكي البريطاني على المنطقة من أجل السيطرة على ثرواتها وسلب إرادة شعوبها الطامعة إلى الأستقلال السياسي والاقتصادي.

ويمكن ان نلخص هذه السلسلة بالشكل التالي:

1-    بعد خروج العراق وايران من حرب ثمانية سنوات وتدمير قوتهما العسكرية وسقوط ملايين القتلى والجرحى من الطرفين وخروج البلدين من الحرب صفر اليدين لاغالب ولا مغلوب، انتهت الحلقة الاولى من سلسلة حلقات احتلال الشرق الاوسط والسيطرة على ثرواتها النفطية من قبل القوى الاستعمارية لتبدا الحلقة الثانية وهي جر العراق الطرف الاكثر ضعفا من الناحية البشرية إضافة إلى وجود التشظظ الطائفي الذي ينخر جسده بشكل اكبر من ايران، لجره تدريجيا والدخول في مشاكل اقتصادية مع جيرانها ومنها الكويت بشكل خاص وان سبب اختيار القوى الاستعمارية لان تكون الكويت الفخ الملائم لإيقاع العراق والتخلص منه هو وجود تاريخ مشكلة عائدية  الكويت للعراق منذ أستقلال العراق عام 1921 ومطالبة الحكومات العراقية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ بضم الكويت إلى الأدارة العراقية فاوغلت تلك القوى في تحريض الكويت والعراق على حد سواء على تأزيم العلاقة  بينهما فدفعت العراق وتشجيعه على احتلال الكويت من خلال عدم التدخل بين البلدين وأعتبرت العلاقة بين العراق والكويت شأن داخلي لا شأن بها في ما اوحى للقيادة العراقية أشارات معينه منها ان الكويت جزء من العراق وانها لا تعارض القيام بعمل عسكري ضد الكويت في الوقت التي كانت تدفع بالقيادة الكويتية إلى أتخاذ مواقف متشددة من العراق وعدم القيام ما أعتبرته تنازلات كويتية للعراق والإصرار الكويتي على الأحتفاظ باراضي عراقية، ولم تسمح القوى الاستعمارية بأي فرصة للبلدين من الوصول إلى الحل السلمي. لو نظرنا قليلا لسياسة قوى الاستعمار البريطاني والامريكي لوجدنا انها لا تتصرف بموجب خطط ثابتة بل بخطط متغيرة بل أكثر من ذلك انها تتصرف حسب ما يصدر من ردود أفعال الجانب الآخر، لذا تجعل من المراقبين الوقوع في دوامة التخمينات للسياسة الاستعمارية وبدون تعيين هدف واحد كما يصعب عد وفرز خيوط المؤامرة من قبل الجمهور والصحافة والسياسيين ايضا على حد سواء. 

2-    أضعاف العراق بعد غزو الكويت من خلال تطبيق حصار شديد على شعبه وضرب مفاصل المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا.

3-    غزو العراق واحتلاله بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل وهي كذبة مارستها استخبارات الدول الاستعمارية لتشجيع الامم المتحدة على اتخاذ الحرب ضد العراق، وتدمير بنيته التحتية والسياسية وتقسيمه وايداع حكمه بأيدي مجموعة من اللصوص والأفاقين لأنهاء دور العراق وأخراجه من ساحة الصراع العربي الأسرائيلي، وهو هدف آخر من تدمير العراق.

4-    اشغال العراق وشعبه بالعديد من المشاكل الداخلية والصراعات على السلطة وابقاء الخدمات التي تؤثر على شعبه بشكل مباشر متدنية او معدومة لأظهار السخط الجماهيري على الحكومات التي تتولى أمر العراق ما يجعل السيطرة على القرار الحكومي أمرا سهلا.

الأهداف: كما قلنا ان خط القوى الاستعمارية متغيرة وليس ثابتة ويصعب تحديد اهدافها لكن ابرز تلك الاهداف التي يمكن قرائتها ما وراء الاطماع الاستعمارية هي: 

1-    أخراج العراق من محور المقاومة العربية لاسرائيل وأفراغه من الأختصاصين في جميع المجالات بشتى الطرق من تصفية مباشرة او ممارست سياسة الترهيب والترغيب ووضع الخيارات أمامها بين الموت والتصفية وبين مغادرة العراق؟

2-    السيطرة على ثرواته النفطية والثروات الأخرى.

3-    وكما هو في لعب المونوبولي، كان لا بد من الوصول إلى المناطق الساخنة في منطقة الشرق الأوسط قبل ألتهامها من قبل المعسكر الشرقي.

4-    التحكم بمصادر الطاقة عالميا من خلال فرض الشروط القاسية على الدول المستهلكة للنفط وعدم السماح لها بالتفوق التكنولوجي عليها.

5-    التحكم باسعار النفط.

6-    ضرب اقتصاد العراق بشكل يجعله مرتبط بشكل لا يسمح له بالتعافي من خلال زجه في اتفاقيات مع البنك الدولي وأمكانية أعلان أفلاسه في أي وقت رغم وجود موارده الكبيرة.

7-    تقسيم العراق لاحقا إلى دويلات صغيرة متناحرة تجعل منه هشا وضعيفا.

8-    جعل أراضي العراق مكبا لنفايات الدول الاستعمارية.

9-    نقل المعارك بعيد عن اراضي الدول الاستعمارية إلى ارض العراق وجعله ساحة لتصفية الخصوم ومواجهة الدول الأخرى.

10-                       نقل المعركة مع الارهاب إلى العراق علما ان معظم تلك الحركات الأرهابية هي صناعة القوى الاستعمارية لأشغال العالم وتهديد مصالح الدول الأخرى.

ماذا بعد العراق ؟

لم ينتهي مسلسل المؤامرة الكبرى على مقدرات الشعوب عند العراق وبات مفكري الدول الاستعمارية يفكرون في كيفية تكرار حلقة العراق على دول أخرى وبالتحديد مثل ايران التي لم تستوعب درس العراق وهي التي ساعدت القوى الاستعمارية في احتلال العراق فقد تم اطلاق يدها في العراق والدول العربية الاخرى بحجة محاربة الأرهاب ومن ثم التوسع وذلك بتشجيعها في الولوج إلى القرار السياسي في العراق والدول الاخرى الذي كان يحمل وجهيين متناقضين فمن جهة يساعد في أضعاف الدول العربية وهذا ما تريده اسرائيل والقوى الاستعمارية وعزل ايران دوليا من جهة أخرى بسبب تدخلها في شؤون الدول ما يمكن من فرض عقوبات شديدة أشبه بتلك التي فرضت على العراق بعد غزو الكويت لكن بوسائل أخرى، اذن استطاعت القوى الأستعمارية إلى جر ايران إلى مستنقع لا تسطيع الافلات منه بسهولة اوالتراجع ففي الحالتين ستصبح ايران أضعف وبالتالي أنهائها.

أن الأنتقاد الموجه إلى ايران من قبل معظم العراقيين اليوم هو بسبب تدخلها السافر في شؤون العراق السياسية والاقتصادية وتاجيج الروح الطائفية بين مكونات الشعب الواحد ما يضعف العراق أكثر وجعلت من فئات كثيرة من الشعب العراقي تعاني من الظلم والقهر، ربما لو ان أيران اليوم تقف بعيدا عن التدخل في العراق لوجدت الكثير من فئات الشعب العراقي من يتعاطف معها ضد مؤامرات القوى الاستعمارية عليها لكن النفس الامبروطوري الفارسي وإعادة أمجاد فارس في العراق كانت سببا لنفور العراقيين منها.             

رب سائل يسأل وهم كثير، لماذا اجتاحت القوات العراقية  الاراضي الكويتية في 2/8/1990 وهل هناك ما كان يستوجب ذلك ولماذا لم تلجأ القيادة العراقية الى الحلول السلمية في حل المشاكل بينها وبين الكويت...
قبل الاجابة على هذه التساؤلات لا بد من معرفة خلفيات الموضوع بشكل دقيق ومعرفة تصرفات الطرفين العراق والكويت قبل الاجتياح وكيفية استغلال ردود الأفعال للحكومتين من قبل دول الاستعمار العالمي وهما امريكا وبريطانيا وتأجيج وتعميق الخلاف بين العراق والكويت.

أن أجتياح القوات العراقية للاراض الكويتية يقع ضمن سلسلسة من حلقات التآمر الأمريكي البريطاني على المنطقة من أجل السيطرة على ثرواتها وسلب إرادة شعوبها الطامعة إلى الأستقلال السياسي والاقتصادي.

ويمكن ان نلخص هذه السلسلة بالشكل التالي:

1-    بعد خروج العراق وايران من حرب ثمانية سنوات وتدمير قوتهما العسكرية وسقوط ملايين القتلى والجرحى من الطرفين وخروج البلدين من الحرب صفر اليدين لاغالب ولا مغلوب، انتهت الحلقة الاولى من سلسلة حلقات احتلال الشرق الاوسط والسيطرة على ثرواتها النفطية من قبل القوى الاستعمارية لتبدا الحلقة الثانية وهي جر العراق الطرف الاكثر ضعفا من الناحية البشرية إضافة إلى وجود التشظظ الطائفي الذي ينخر جسده بشكل اكبر من ايران، لجره تدريجيا والدخول في مشاكل اقتصادية مع جيرانها ومنها الكويت بشكل خاص وان سبب اختيار القوى الاستعمارية لان تكون الكويت الفخ الملائم لإيقاع العراق والتخلص منه هو وجود تاريخ مشكلة عائدية  الكويت للعراق منذ أستقلال العراق عام 1921 ومطالبة الحكومات العراقية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ بضم الكويت إلى الأدارة العراقية فاوغلت تلك القوى في تحريض الكويت والعراق على حد سواء على تأزيم العلاقة  بينهما فدفعت العراق وتشجيعه على احتلال الكويت من خلال عدم التدخل بين البلدين وأعتبرت العلاقة بين العراق والكويت شأن داخلي لا شأن بها في ما اوحى للقيادة العراقية أشارات معينه منها ان الكويت جزء من العراق وانها لا تعارض القيام بعمل عسكري ضد الكويت في الوقت التي كانت تدفع بالقيادة الكويتية إلى أتخاذ مواقف متشددة من العراق وعدم القيام ما أعتبرته تنازلات كويتية للعراق والإصرار الكويتي على الأحتفاظ باراضي عراقية، ولم تسمح القوى الاستعمارية بأي فرصة للبلدين من الوصول إلى الحل السلمي. لو نظرنا قليلا لسياسة قوى الاستعمار البريطاني والامريكي لوجدنا انها لا تتصرف بموجب خطط ثابتة بل بخطط متغيرة بل أكثر من ذلك انها تتصرف حسب ما يصدر من ردود أفعال الجانب الآخر، لذا تجعل من المراقبين الوقوع في دوامة التخمينات للسياسة الاستعمارية وبدون تعيين هدف واحد كما يصعب عد وفرز خيوط المؤامرة من قبل الجمهور والصحافة والسياسيين ايضا على حد سواء. 

2-    أضعاف العراق بعد غزو الكويت من خلال تطبيق حصار شديد على شعبه وضرب مفاصل المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا.

3-    غزو العراق واحتلاله بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل وهي كذبة مارستها استخبارات الدول الاستعمارية لتشجيع الامم المتحدة على اتخاذ الحرب ضد العراق، وتدمير بنيته التحتية والسياسية وتقسيمه وايداع حكمه بأيدي مجموعة من اللصوص والأفاقين لأنهاء دور العراق وأخراجه من ساحة الصراع العربي الأسرائيلي، وهو هدف آخر من تدمير العراق.

4-    اشغال العراق وشعبه بالعديد من المشاكل الداخلية والصراعات على السلطة وابقاء الخدمات التي تؤثر على شعبه بشكل مباشر متدنية او معدومة لأظهار السخط الجماهيري على الحكومات التي تتولى أمر العراق ما يجعل السيطرة على القرار الحكومي أمرا سهلا.

الأهداف: كما قلنا ان خط القوى الاستعمارية متغيرة وليس ثابتة ويصعب تحديد اهدافها لكن ابرز تلك الاهداف التي يمكن قرائتها ما وراء الاطماع الاستعمارية هي: 

1-    أخراج العراق من محور المقاومة العربية لاسرائيل وأفراغه من الأختصاصين في جميع المجالات بشتى الطرق من تصفية مباشرة او ممارست سياسة الترهيب والترغيب ووضع الخيارات أمامها بين الموت والتصفية وبين مغادرة العراق؟

2-    السيطرة على ثرواته النفطية والثروات الأخرى.

3-    وكما هو في لعب المونوبولي، كان لا بد من الوصول إلى المناطق الساخنة في منطقة الشرق الأوسط قبل ألتهامها من قبل المعسكر الشرقي.

4-    التحكم بمصادر الطاقة عالميا من خلال فرض الشروط القاسية على الدول المستهلكة للنفط وعدم السماح لها بالتفوق التكنولوجي عليها.

5-    التحكم باسعار النفط.

6-    ضرب اقتصاد العراق بشكل يجعله مرتبط بشكل لا يسمح له بالتعافي من خلال زجه في اتفاقيات مع البنك الدولي وأمكانية أعلان أفلاسه في أي وقت رغم وجود موارده الكبيرة.

7-    تقسيم العراق لاحقا إلى دويلات صغيرة متناحرة تجعل منه هشا وضعيفا.

8-    جعل أراضي العراق مكبا لنفايات الدول الاستعمارية.

9-    نقل المعارك بعيد عن اراضي الدول الاستعمارية إلى ارض العراق وجعله ساحة لتصفية الخصوم ومواجهة الدول الأخرى.

10-                       نقل المعركة مع الارهاب إلى العراق علما ان معظم تلك الحركات الأرهابية هي صناعة القوى الاستعمارية لأشغال العالم وتهديد مصالح الدول الأخرى.

ماذا بعد العراق ؟

لم ينتهي مسلسل المؤامرة الكبرى على مقدرات الشعوب عند العراق وبات مفكري الدول الاستعمارية يفكرون في كيفية تكرار حلقة العراق على دول أخرى وبالتحديد مثل ايران التي لم تستوعب درس العراق وهي التي ساعدت القوى الاستعمارية في احتلال العراق فقد تم اطلاق يدها في العراق والدول العربية الاخرى بحجة محاربة الأرهاب ومن ثم التوسع وذلك بتشجيعها في الولوج إلى القرار السياسي في العراق والدول الاخرى الذي كان يحمل وجهيين متناقضين فمن جهة يساعد في أضعاف الدول العربية وهذا ما تريده اسرائيل والقوى الاستعمارية وعزل ايران دوليا من جهة أخرى بسبب تدخلها في شؤون الدول ما يمكن من فرض عقوبات شديدة أشبه بتلك التي فرضت على العراق بعد غزو الكويت لكن بوسائل أخرى، اذن استطاعت القوى الأستعمارية إلى جر ايران إلى مستنقع لا تسطيع الافلات منه بسهولة اوالتراجع ففي الحالتين ستصبح ايران أضعف وبالتالي أنهائها.

أن الأنتقاد الموجه إلى ايران من قبل معظم العراقيين اليوم هو بسبب تدخلها السافر في شؤون العراق السياسية والاقتصادية وتاجيج الروح الطائفية بين مكونات الشعب الواحد ما يضعف العراق أكثر وجعلت من فئات كثيرة من الشعب العراقي تعاني من الظلم والقهر، ربما لو ان أيران اليوم تقف بعيدا عن التدخل في العراق لوجدت الكثير من فئات الشعب العراقي من يتعاطف معها ضد مؤامرات القوى الاستعمارية عليها لكن النفس الامبروطوري الفارسي وإعادة أمجاد فارس في العراق كانت سببا لنفور العراقيين منها.       


   


  
 

9/01/2020

أصول البريطانيون من وجهة نظر باحث بريطاني

 أصول البريطانيون من وجهة نظر باحث بريطاني 

المصدر : شبكة الدرر للمعلومات

أشارت دراسة حديث نشرها الباحث البريطاني ديفيد ديربيشاير ونشرتها مجلة علم بيولوجية  في مطلع عام  2013 بأن نتائج تحليلات الحامض النووي التي أجراها العلماء البريطانيون لأكثر من 2000 شخص بأن أربعة من كل خمسة أشخاص أوربيين ترجع أصولهم الى منطقة الشرق الأوسط ، أي أن 80% من سكان أوربا الحاليين هم من أصول شرقية و(عراقية) على وجه التحديد

ترأس الفريق البحث البروفيسور مارك جوبلنغ،  وقد عزى ذلك الى أن نزوح مزارعين من الذكور من منطقة الهلال الخصيب (العراق وسوريا حالياً) الى المناطق الأوربية الشمالية ومنها بريطانيا قبل نحو 8000-10000عام والى هؤلاء الرجال يعود الفضل في نقل مهنة الزراعة الى القارة الأوربية. كان هؤلاء المهاجرين يلتقون مع نساء المنطقة اللواتي كن يمارسن الصيد كوسيلة للعيش في وقت لم تكن الزراعة وتربية الحيوان قد عرفت بعد هناك
وعلى الرغم من إنسان النياندرتال قد قطن مناطق أوربا قبل مئات الآلاف من السنين، إلا الانسان الذي نعرفه اليوم قد ظهر في أوربا قبل نحو 40 الف من السنين فقط
في أدناه صورة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية أو استعمال هذا الرابط 
  ​

Picture
Picture