الفصل الأول
خرج كعادته إلى البحر في وقت مبكر وقبل شروق الشمس
لاصطياد ما يمكن صيده من اسماك البحر اللذيذة، واعتاد ايضا ان يرمي بشبكته ويجلس
على حافة المركب ينتظر ساعة او ساعتين لسحب الشبكة وكان اثناء هذا الوقت يشغل نفسه
بسنارة صيد ايضا لالتقاط سمكة او اكثر تستحق الانتظار.
كان صوت محرك المركب قويا في عمله ومزعجاً، يتبدد من
خلال امواج البحر، اما الصياد فكان عليه ان يوقف المحرك وسط البحر ليباشر برمي
شباكه.
جهز مركبه بكل وسائل السلامة من مخاطر البحر من طوافات
على شكل اطارات المركبات وزورق بلاستيكي مع مجذافيه علقها جميعا على جانبي المركب،
كما جهز المركب بوقود اضافي وضعه في برميل يحتل جانبا في المركب إضافة إلى تجهيز
المركب بمعدات الاتصال اللاسلكي ومطافي الحرائق وسارية مع شراع قد يستخدمه اذا ما
تعطل المحرك.
لم يكن الجو ذلك اليوم ينذر بوجود عاصفة او اضطرابا
موجيا اثناء اليوم، كما كانت تشير الارصاد الجوية، لذا حاول ان يستغل مثل هذا
اليوم كله وقرر ان يجمع اكبر كمية من الاسماك ويعود بها إلى سوق السمك لبيعها،
خاصة بعد ان عرف ان الايام الثلاث القادمة ستتاثر برياح قوية تجعل البحر شديد
الأضطراب تهب من جهة الشمال والتي طالما ما كانت سببا في إغراق مراكب الصيد وحتى
السفن الكبيرة كانت تعاني من هيجان البحر واطلاقة الموج العالي، فكيف بمركب صيد
متواضع مثل مركبه؟!
كان جورج الصياد ذو الثلاثون عاما، من عائلة مسيحية محافظة فوالده يعمل راهبا في كنيسة ووالدته تعمل في ملجأ للايتام تلتقي بافراد اسرتها في عطلة نهاية الأسبوع، أما هو فكان يجتمع باصدقائه يوما في الأسبوع يتسامرون ويحتسي معهم الجعة الباردة وكان اصدقائه يطلقون عليه كنية الصياد فينادوه " جورج الصياد" لتمييزه عن صديق لهم آخر يحمل اسم جورج ايضاً......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق