بحث هذه المدونة الإلكترونية

2/16/2020

قصة قصيرة تحت ظلال شجرة التوت


تحت ظلال شجرة التوت.... رسالة من أجل استعادة الحقل

البداية....

كان يعيش مع أفراد عائلته في بيت بسيط في أحد أطراف حقل أخضر يملكه وكان يعتاش منه،  ويطعم نفسه وأبنائه من وارده و يبيع محصوله في سوق قريب إلى القرى المجاورة.
علّم أبناءه على حب حقولهم و زراعتها وعدم الإفراط به ليكون لهم ول أولادهم و كل شيء في حياتهم.
أحسن الأبناء في عملهم في الحقل وزاد إنتاجها فأصبحت عائداته كبيرة.
واستثمر بعضها من قبل بعض أبنائه في نشاط آخر غير الزراعة.
فقد عرفوا هؤلاء تربية الأغنام والأبقار أكثر  من غيرها من الأعمال، فزادوا من إنتاج اللحوم والحليب وعرفوا أكثر عن استثمار جلودها وصوفها، فانبرى لها آخرين من أبنائه.
كما لجأ آخرين الى تربية الدواجن وزادو من أنتاج لحومها وبيضها، بينما بقي أخوان لهم مستمرين مع والدهم في الزراعة.
أستمرت هذه العائلة في إيجاد الفرص لها وتنوعت أعمالهم حتى أصبحت بحاجة إلى أيدي عاملة تساعد في نمو الحقل.
فلجأت إلى القرى المجاورة وخاصة من تلك التي تعاني من ضيق في العيش ......
وبدأت تطلب فتيانها للعمل معها مقابل أجور مجزية مسنخدمين وسائل الترغيب لتشجيع الآخرين للعمل مع تلك العائلة.
وضع رب الأسرة قوانينه لضبط العمل والعاملين ونجح معتمدا على فطرته في قيادة الحقل.
كان نجاح صاحب الحقل وأبنائه مبعثا لسخط وحسد قرى مجاورة وقرى بعيدة أيضاً.
فبدأت بوادر تنذر بالاعتداء على الحقل ومحاولة تخريبها لوقفه عن الإنتاج والتعاظم، من خلال خلق المشاكل بينه وبين القرى المجاورة والتجاوز على أرض حقله وموارده أو قطع ما يحتاجه من مستلزمات لتطوير حقله.
استمرت أحقاد الآخرين وأطماعهم في الحقل حتى وقع في  ما لا يحمد عقباه..
فوقع الحقل في سحابة من الدخان ثم أسيراً بأيدي المعتدين وتفرق أهله وأشتظت أرضه وباتت تنتظر خلاصاً روحيا ونفسياً.
لكن كيف؟ هذا ما سيعمل عليه صاحب الحقل الذي أتكأ على ساق كبيره شجرة توت وبدأ يستجمع قواه لعودة الحقل إليه وإلى أولاده....

 بعد الدخان...

أمسك صاحب الحقل، وهو يتوسط أولاده في مجلسه تحت ظلال شجرة التوت، بعصا غليظة ليرسم خطوطا في الطول وأخرى في العرض والكل يترقب صاحب الحقل ما سوف يطرحه من افكار تساعد في خلاص الحقل من التشظي وإعادته الى أحضان أولاده.
تيقن الأبناء ان والدهم يرسم خريطة الحقل وقد قسمها إلى ثلاث أقسام وبدأ بوضع أحجار مختلفة الحجم في كل قسم.
كان أغرب مافي ذلك وجود أعداد من الحجر أقل في قسم كبير من الحقل، فتساءل الأبناء عن سبب هذا الاختلاف بحجم الأحجار فأجابهم بان ذلك يعود إلى أولويات التحرك وأهمية دور كل واحد منهم في قيادة فريقه لإسترجاع قسمه.
وبعد ساعات من نهار طويل، فهم الجميع  وفهم كل واحد دوره وما هو مطلوب منه في أستعادة جزءاً من الحقل...
بالرغم من وضع الخطط وشرح اللازم لإستعادة الحقل الاً أن صاحب الحقل لم يخفي مخاوفه من وجود مقاومة شرسة يواجهها المجتمعون من أجل استعادة الحقل، وعلى الجميع ان يعرف ذلك وأن يعبروا عن صمودهم برفع راية موحدة خضراء رمز لأرض الحقل كما تحتوي على سبعة نجوم بيضاء أثنان منها كبيرة   وخمسة نجوم أخرى صغيرة تحتل الزاوية العليا من زوايا الرايه قرب السارية، لم يصرح صاحب الحقل إلى رمزيتها الا بعد استعادة الحقل.
ومن الأمور الأخرى التي طلبها صاحب الحقل من أبنائه ان يرجعوا إلى والدهم في إتخاذ القرار المناسب عند مصادفة أحداث ليس بالحسبان او أحداث تحتاج إلى قرار حكيم ومهما كانت التضحيات.
سيخرج الأبناء وفي جعبة كل واحد منهم عدد من التعليمات والنصائح لغرض التحرك بشكل صحيح وتضحيات قليلة، وأتفق الجميع على لقاء أسبوعي في نفس المكان في الحقل..تحت شجرة التوت.
بالرغم من أن المجتمعين يملكون الأموال والتي ستكون أداة مهمة لاسترجاع الحقل إلا ان صاحبه طلب تنمية جزءا منه في التجارة الشريفة لديمومة عمل الأبناء في أسترجاع الحقل ولا داعي إلى طلب الأموال من الآخرين لأن ذلك يقع الحقل تحت رحمة شروط عظيمة لا داعي لها.
أنطلق بعض الأبناء إلى أحد الأقسام الذي أشار له صاحب الحقل باربعة حجارات أثنان منها كبيرة وأخرى متوسطة ورابعة صغيرة كما أنطلق آخرين إلى قسم آخر أكبر؛ وضع صاحب الحقل ثلاث حجرات وأبناء آخرين إلى قسم كبير أيضاً مثلّه صاحب الحقل بحجارتين.

 

أدوات ووسائل......

كان صاحب الحقل قد أختار لكل فريق من يقوده والذي له معرفة واسعة بأحوال الناس في القرى القريبة والبعيدة وله معرفة بالأدوات والوسائل التي يحتاجها في عمله لتجنب تقديم تضحيات كبيرة، فكان لا بد من تعدد وسائل الاتصال مع صاحب الحقل  والتبادل معه أحاديث إسترجاع الحفل واستلام الأوامر مباشرة دون تأخير.
أبلغ صاحب الحقل جميع الفرق بضرورة التنسيق بينها عند العمل في المناطق المشتركة بين أقسام الحقل ولا داعي إلى الرجوع إلى صاحب الحقل.
وبسبب استقلالية الفريق الواحد فكان لا بد له من أموال خاصة تموله لتساعد في ديمومة العمل لإستعادة الحقل، لذا كانت الأموال عندما تجمع لدى صاحب الحقل، سيقوم بإرسالها إلى الفرق لصرفها على أفرادها ونشاطها. يتصف هؤلاء الأبناء بالنزاهة والعمل المهني الكبير والشعور  العالي بالمسؤولية  فباتت الأمور التصريفية للأموال في محلها وتحقق أعلى تصويبا لها.
كانت سرية العمل أهم وسيلة ستتبعها الفرق في مناطق الحقل تجنبا لكشفها أمام المعتدين وتلك وسيلة طالما أكد عليها صاحب الحقل وظل يردد على مسامع أبنائه: السرية...السرية...نجاح عملكم في بدايته هو السرية الكاملة لنشاطكم.
كان صاحب الحقل يعرف جيدا أن بناء قوة موحدة مع غيره  لأستعادة الحقل أمرا صعبا محفوف بالمخاطر وانكشاف الأمر من قبل المعتدين، ولا يؤدي إلى المطلوب بل على العكس سيؤدي إلى وقوع فرقته سريعا والتشظي، لذا ألزم فرقة بالمحافظة على هدوئها والاعتماد على نفسها في جميع المجالات ولا  تقوم بتكليف الغرباء بأي أعمال حتى وأن كانت بسيطة.
سيعتمد أفراد الفريق على وسائط النقل العامة ولا تستخدم وسائل نقل خاصة إلا للضرورة عند تنفيذ الواجبات وخلال الفترات التي تنعدم فيها وسائل النقل العامة.
كان صاحب العمل يهدف من توجيهه هذا ابعاد الشبهات عن الفريق واستراق السمع من سائقي السيارات والمواطنين حول ما يقال عن الحقل بشكله اليومي.
أضافة الى كل ذلك فقد ألمح أعضاء الفريق إلى ضرورة الاستغناء عن شريحة الاتصال في الهاتف المحمول وجهاز الهاتف نفسه عند الشعور بالخطر او أن استخدامها قد يؤدي إلى كشف الأتصال نتيجة المراقبة إضافة إلى مسح الرسائل  من الهاتف بعد الانتهاء من قراءتها. ومن وسائل الاتصال الأخرى، قد يكون البريد الألكتروني مفيدا لكن يبقى ضمن نطاق محدود ويتم مسح الرسالة بعد قرائتها أبضاً.

 

التحرك الذكي....  

ينطلق أعضاء الفرق كل الى قسمه من الحقل ملتزما بتوجيهات صاحبه ومعتمدا الوسائل والأدوات التي تعرف عليها وسيبدأ التعرف على مواطن السخط ضد ما آل اليه الحقل واختيار عناصر جديدة لا ترغب بشيء إلا لإستعادة الحقل والتخلص من آثار الدمار الذي لحق به، لضمها إلى فرق استعادة الحقل وبالتالي زيادة قوتها في مجابهة المعتدين.
ترك الماضي والأفكار المسمومة والعصبية هي من شروط ضم تلك العناصر ...
ورفع راية موحدة لا تقبل الا القبول بالآخر واحترام رأيه  ومعتقده والشعور بالولاء المطلق بالمسؤولية تجاه الحقل ومصيره...
على أن يكون الاختيار مدروسا من قبل أعضاء الفرق وأبداء الرأي في قبول الأعضاء الجدد.
الثقافة العامة، والوعي الوطني، والخلق الرفيع، والتاريخ الشخصي هي عناصر مهمة في تحديد هوية العنصر الجديد. سينبري لذلك أحد الأبناء الذين درسوا علوم النفس والسلوك الإنساني ولا وجود للعاطفة لديه في أتخاذ القرارات المتعلقة بضم العناصر الجديدة. كما كانت توجيهات صاحب الحقل، بان يعملوا على كسب التأييد من أهل القرية والقرى البعيدة وحثهم لقبول فكرة إستعادة الحقل من المعتدين من خلال العمل على الاندماج مع البسطاء من الناس والقيام توعيتهم بالحرية والتقدم.
بيد أن عدد آخر من الأبناء سيتوغل بين صفوف أعدائه والعمل معهم بكل جرأة وأندفاع بحيث لا يبعث الشكوك في تصرفه، وذلك لمعرفة ما يخطط له أولئك ضد الحقل وابنائه.
فأوصى صاحب الحقل هولاء الأبناء بالعمل بكل أخلاص وفضح ممارسة أعداء الحقل وكشف ملفات الفساد لتعريتهم أمام أصحاب الحقل، وبالتالي كسب قلوب وولاء الآخرين لهؤلاء الأبناء لما فيهم من شرفٍ للمهنة وحبٍ عظيمٍ للحقل وأهله. 
أما بقية الأبناء الذين قضوا فترات طويلة في الخدمة العسكرية وعرفوا أسرارها  وخبروا المعرفة بإستخدام الأسلحة.
فكانت توجيهات صاحب الحقل لهم واضحة ومباشرة بإستخدامه القول المشهور: "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة"
سيبدأ الجميع استشراق خطط التحرك، ملتزمون بتوجيهات صاحب الحقل ويبدأوا على بركة الله مشوار تحرير الحقل من أيدي المعتدين، ولا يوجد في نصب أعينهم ألا استعادة الحقل وطرد كل الغرباء الذين خربوا زرعه وعاثوا فيه فسادا لا يشابه فساد، لا في الأولين ولا في الآخرين.
المرسل
أحد أبناء الحقل

17/4/2019








2/15/2020

مقالات - تطبيق القانون


تطبيق القانون

في عام 1986، وخلال زيارة قيمة لأحد المعارف، شاركني بقصة مثيرة حول سلوكيات أحد المسؤولين، والتي أثارت استياءي بشكل كبير وأعادت لي تفكيراً في مدى فعالية نظام القانون وتطبيقه في مجتمعنا. بدا التطبيق السليم للقانون كشيء مستحيل، وكان هذا السلوك المسؤول يبدو كأنه يعيش في عالم من الخيال، بعيداً عن أي مسؤولية واضحة.

أخبرني صديقي، الذي يشغل منصب مدير للرقابة المالية في إحدى دوائر وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة بابل، بتجاربه الصعبة التي مر بها أثناء فترة عمله قبل تقاعده. كان يواجه تحديات كبيرة عندما كان يرفض الموافقة على طلبات الصرف المالي لصفقات مشبوهة، والتي كانت تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق مكاسب مالية شخصية للمسؤولين العليا. كان يواجه ضغوطاً متزايدة من المسؤولين العامين في المؤسسة، ولكنه بقي ثابتاً في موقفه، سواء من خلال الرد اللفظي بالرفض أو التهديد بتقديم شكوى إلى الجهات المعنية على أعلى مستوى.

شعرت بإعجاب شديد بقوة شخصية صديقي، واحترمته أكثر عندما تعرفت على وفائه لعمله واستقامته في مواجهة التحديات. إنه الرجل الذي لا يتنازل عن مبادئه وقيمه، سواء في الخدمة العسكرية أو في الحياة المدنية. تم إحالته إلى التقاعد ونقله إلى وظيفة مدنية بسبب مواقفه المماثلة في الجيش، حيث كان يتمسك بتطبيق القوانين وعدم الانحياز لأوامر غير مشروعة أو العصيان عليها..

استمر صديقي في سرد مجموعة من القصص حتى وصل إلى القصة التي أثرت بشكل أساسي على مشاعري ودفعتني لكتابة هذا الكتاب.

تدور الرواية حول صديق لصديقي، الذي كان مخلصاً في عمله دون أن يتردد أمام التهديدات أو الوعيد. كان يعمل كمفتش للسيطرة النوعية، وكان من واجبه تفتيش المصانع والمعامل، بما في ذلك معامل العلف الحيواني، في إحدى القرى بمحافظة بابل.

في إحدى المرات، أجرى صديقه جولة تفتيشية روتينية على معملين للعلف الحيواني، وبعد انتهاء واجبه، أعد تقريره وأوصى بتغريم المعملين وإنذارهم بعدم تكرار التلاعب في نوعية العلف والغش في التركيب والنسب المئوية. ولكن بدلاً من أن يتلقى صديقه تقديراً مالياً أو كتاب شكر، تلقى اتصالاً هاتفياً من محافظ المحافظة المعنية، مما أدى إلى تحويله إلى معسكر للجيش الشعبي، وذلك في محاولة لإبعاده عن عمله.

كان الجيش الشعبي في تلك الفترة يُنظر إليه على أنه منفى لمن لا يُرغب بهم قريباً، وليس كجيش وطني مساند للقوات المسلحة العراقية. ومع ذلك، تحققت الحقائق على الأرض بأن الجيش الشعبي كان بالفعل ملاذاً للمنبوذين.

لكن صديق صديقي انضم إلى الجيش دون أن يكترث لما حدث له، واستمر في خدمته حتى أُرسل إلى جبهات القتال مع إيران، وهناك قاتل واستشهد في خدمة البلاد.

هذه القصة صدمتني بشدة، وأصبحت أكثر صدمة كلما كشفت يوماً بعد يوم عن طرق الفساد التي يمارسها المسؤولون. ووصلت إلى درجة من الإحباط بشأن تقدم بلدي، إلى درجة أصبحت أشك فيها في تطبيق القانون، مما جعلني اتشائم بشأن مستقبل بلدي وأشك في أن تطبيق القانون أصبح شكلاً فارغاً من الباطل.






قصة سجين ينتظر ساعة الإعدام


 سجين ينتظر ساعة الإعدام[1]

كان يجلس في أحدى زوايا السجن السوداء رجل...بل حطام رجل...أحد الذين يفقدون بلحظات رهيبة ما لا تستطيع السنين البطيئة أن تفقدهم أياه.
فقد حيويته وقوته في دقائق قليلة منذ أن سمع بحكم الموت الذي صدر بحقه في الصباح..إذن هو الأمل بالحياة وبعد المجهول ما يمنحنا القوة والصمود.
كان متلبد الحس..صامتا وثورة خرساء تتبلور في داخله... ثورة ضد نفسه وواقع حياته الذي عاشه ، دفعه إلى ما هو فيه.
مرت في مخيلته أحداث الماضي القريب والبعيد..
وكانت أحداث المأساة التي أتت به إلى السجن هي ما راودته أكثر من غيرها...ترى لماذا قتل صديقه؟ هل صحيح أن سوء الحظ في الحب يولد مثل هذا الغضب القاتل؟ وكيف؟وهل؟ وضحك بمرارة..أنه يفكر الآن بالسبب والنتيجة، وكام الأجدر به أن يفكر بهما من قبل أن يرتكب جريمته الحمقاء..أنه يفكر الآن في محنته، فمتى كان يحسن التفكير؟ لو فكرَّ قليلا وترروى من قبل، لما عرف هذا السجن المظلم الرطب... لو عرف أن الجريمة لا تجدي وأن الأحلام التي رسمها له تفكيره الشرير ستؤدي به إلى طريق الهلاك.
ثم فكرَّ بالحياة الي ستسلب منه صباح الغد..أنها الحياة التي طالما ضاق ذرعا بها؛ من متاعيها ومعاكساتها؛ لطالما تمنى أن يموت.
مدَّ رجليه على الأرض ورفع رأسه إلى الكوة الصغيرة ونظر إلى السماء المُلبدَّة بالغيوم..كان يفكر بصوت مسموع مدمدم:
" أحسُ أن جانبا مني راضٍ كل الرضى الآن.. لقد أنهكت جسدي ضريبة الحياة..أن نفسي محرومة من الترفيه ولكن كيف السبيل إليه الآن..أنهم يسألون المحكوم بالإعدام عن رغبته الأخيرة..فلماذا لا يفعلون ذلك معي..أنه يومي الأخير."
ثم أنتفض فجأة ، لعله قد جن، إذ كيف تتحمل أعصابه الترفيه وهو على أبواب الموت؟
ضرب الحائط المتعفن بيديه ورجليه بحركات سريعة متلاصقة وكأنما هي ترجمة لأفكاره الجنونية ثم هدأ قليلا... ولكنه صمم على مهاجمة كل من يأتي إليه عند الصباح ليأخذه إلى حتفه.
وحلَّ المساء....ونودي عليه فلم يجب..قُدِّمَ له الأكل فتركه يبرد ثم حمله بيده ورماه بعنف إلى الأرض. وبقى ساكنا صامتا، وقد تصلبت يداه وجف ريقه..أن الأنسان أي أنسان يتوقع الموت بين لحظة وأخرى..أما هو الآن فهو أعظم وعيا من أي أنسان بالنهاية.
أذن ينتظرها.. ثم ثقل جفنه ونام كأنَّه ميت.
عند الصباح أيقظه الجلاد... فمسح عينيه وقام بتثاقل وخرج من سجنه، وسرعان ما عادت إليه  حيويته فمشى بثبات وهو ينظر بإصرار إلى كل شيء محيط به وكأنه يريد أن يحتفظ بصورة أطول مدة ممكنة لم يغمض عينيه وهز رأسه نافيا حين سأله الجلاد عن رغبته الأخيرة..
طوق الحبل رقبته ونظرة الأصرار على الرؤية لم تغادر ، ثم صغرت الصورة في عينيه  إلى نقطة مضيئة تضم كل ما هو له فكانت النقطة هي كل ما يصله بعالم الأحياء.
بغداد-شباط- 1972






[1] هذه القصة تعتبر أول قصة لي أعددتها لموضوع إنشائي طلبه منّا أستاذ اللغة العربية محمد الدوري وأنا في الصف الثاتي بمتوسطة المثنى بالأعظمية عام 1970  وقد تم إعادة كتابتها عام 1972. 

2/13/2020

نريد وطن قصص قصيرة

نريد وطن


قصص  قصيرة

من  وحي  انتفاضة تشرين 2019 في العراق


للطلب اتركوا ملاحظاتكم في حقل الملاحظات 
ِِ

سلسلة كتب عناية صحية

سلسلة كتب عناية صحية

لقد كتب الكثير عن الطب البديل والغذاء فوائد الغذاء وقد تطرقت الكتب والمواقع الالكترونية في بعض جوانبها وفصولها إلى أهمية هذا الغذاء أو ذاك وقد أختصت بعض الكتب بالأعشاب الطبية وتفاصيلها بينما اهتمت الأخرى من الكتب بموضوع الأمراض و علاجها الكيميائي..
في هذا الكتاب حاولت بالاعتماد على بحوث وأوراق وكتابات موزعة على العديد من المواقع في الشبكة العنكبوتية وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول  الأمراض التي تصيب الإنسان ومنها الشائعة كالضغط والسكري والكوليسترول وغيرها وتقديم العلاج لها  من خلال الغذاء أو الماء، وقد تم وبعناية فرز المعلومات والتصرف بها لإخراجها بشكل يفهمه القارئ والأكاديمي على حد سواء.
ربما يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال فيما  إذا  كان الغذاء بديلا للدواء أو علاجا ناجعا لأمراض مختلفة، وللاجابة على هذا السؤال بصورة موضوعية نقول إن ما اكتشفه الباحثون عن الغذاء وفوائد مكوناته في إيقاف بعض الأمراض أو تطورها عجزت بعض الادوية عن القيام بذلك يفسر اهتمام العلماء بهذا الموضوع الذي اصبح يشغل الكثير من الناس.
في هذا الكتاب نحاول تسليط الضوء عن الغذاء وفوائد مكوناته وهو جزءا يسيرا من موضوع شامل يبحث فيه العلماء والأطباء على حد سواء.ولكي يكون هذا الكتاب ضمن المسار المعلوماتي  أضفنا إلى في الجزء الثاني من الكتاب  فصلا بأدوية صناعية مختارة وعلاجاتها وتقييمها من الناحية الطبية،  ومن جهة أخرى فإن المعلومات المنشورة في هذا الكتاب لا تمثل الا معلومات عامة و مادة تثقيفية و لا يجوز استعمالها عوضا عن استشارة الأطباء ومتابعة العلاجات تحت إشرافهم. أما الكتاب الثالث في هذه السلسلة فيخص التعرف على أهم الأعشاب الطبية واستخداماتها في الطب.
للأستفسار ترك ملاحظاتكم في حقل الملاحظات






لطلب وشراء الجزء الثاني أضغط هنا                                                                         للطلب والشراء 




عرض خاصارسال حوالة مباشرة مع Western Union بقيمة 65 دولار للحصول على المجموعة الكاملة  الى:
 سعد عبد القادر ماهر - رقم الجواز A7317424  مع ارسال الايميل الخاص بالمشتري لإرسال الكتاب.

كتاب سِفر الأبطال

كتاب سِفر الأبطال

أوجدت الحروب العديدة الذي خاضها العراق ؛ منذ فجر تأسيسه بداية القرن الماضي ولغاية اليوم؛ الذي يخوض أعنف المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي والذي أوجدته الدوائر الإسرائيلية والأمريكية ليكون مصدرا لها ضد هجمات المقاومة العراقية البطلة على الوجود الأمريكي في العراق بعد عام 2003؛  بروز أبطال أردت لهم الخلود من خلال هذا الكتاب في وجدان الشعب العربي.
وسنتناول في هذا الكتاب وهو على ثلاثة أجزاء تدويناً لأبطال العراق من الجيش والشرطة وكذلك علماء العراق الذين ساهموا بكتابة أسم العراق في المحافل العلمية. كما سنتناول قصص وروايات موثقة للأبطال من العراقيين الذين دافعوا عن العراق وشعبه ضد هجمات أقل ما يمكن أن نقول عنها انها هجمات شرسة وندون للشهداء الأبطال الذين سقطوا دفاعا عن العراق ضد أعدائه.

للأستفسار أتركوا ملاحظاتكم في حقل الملاحظات






 لطلب وشراء الجزء الثاني أضغط هنا                                                                                                      
                             لطلب وشراء الجزء الأول أضغط هنا
    




عرض خاصارسال حوالة مباشرة مع Western Union بقيمة  25 دولار للمجموعة الكاملة >>  للتفاصيل يرجى أرسال ايميل إلى العنوان: saadmahir@yahoo.com


كتاب قارون

كتاب قارون


أشترك الجميع من رؤساء حكومة ووزراء ونواب وأحزاب ورجال الدين وموظفون كبار وصغار في أعمال فساد غير مقبولة أجتماعيا ولا دينيا، وأصبح كل منهم قارونا جديدا يعيث في الأرض الفساد ينتظر مصير مشابها لما حصل لقارون موسى أو عقابا من شعبه.
وما مارسته المؤسسة الدينية في العراق قد ساهم بشكل كبير في جر البلاد إلى الطائفية والفساد المالي والسياسي والإداري فظلت طريقها بعيدا عن مفاهيم الدين الحنيف، وما إنتفاضة الشعب على هذه المؤسسة إلا لأبطال سعيهم، وإعادة البلاد إلى طريقها الصحيح.

للأستفسار أتركوا ملاحظاتكم في حقل الملاحظات








وعند مواجهة صعوبة في الحصول على الكتاب من google book وهناك طريقة أخرى لشراء الكتاب من Google book وذلك بتغيير مكان أقامتك الى دولة أوربية او تركيا من خلال أستخدام ال vpn في هذه الحالة تستطيع الشراء أو أي كتاب آخر في المستقبل.

ويمكنكم أيضا الحصول على الكتاب من خلال ارسال حوالة مباشرة مع Western Union بقيمة 7.5  دولار >>  للتفاصيل يرجى أرسال ايميل إلى العنوان: saadmahir@yahoo.com