بحث هذه المدونة الإلكترونية

4/17/2021

قصة قصيرة: الطابور

 

الطابور

وقف في طابور طويل ينتظر دوره في الحصول على معونة حكومية، لم يجد شيئا يعمله غير الأنتظار والنظر في وجوه متعبة تقاطرت على الطابور من اجل الحصول على قوت يكيفيها يومين اوثلاثة. بدا الطابور واقفا فاستاء الواقفون من حركتة فتعالت الاصوات شيئا فشيئا وحاول ان يطل من فوق الرؤوس لمعرفة سبب بطئ حركة الطابور وجال بنظره يمينا وشمالا دون ان يتبين له ما أراد معرفته فقد كان يقف بعيدا عن السيارة التي جاءت بالمعونة الحكومية. ظل قلقا في ان لا يلحق دوره في الأستلام فهو يعرف حالات كثيرة فشلت في الوصول إلى نافذة التوزيع، إذ أن هذه ليست المرة الأولى له في الوقوف في طابور، فقد قضى معظم سنين حياته ينتظر في طوابيرطويلة  للحصول على طعامه وطعام اسرته.

طلب رجل يقف أمامه ان يحافظ على مكانه حتى يعرف ما يدور قرب السيارة، وظل واقفا يسمع لحديث هذا وحديث ذاك فأختلطت عليه الأحاديث التي طالما ما تكون بصوت عال عند هذه الطوابير...مضت فترة طويلة على غياب الرجل ولم يعد إلى مكانه فتسائل مع نفسه: ماذا حل به؟ اين الرجل؟ ثم أردف مع نفسه: ولماذا أهتم لهذا الأمر؟ فاني كسبت موقعه!! وسأحصل على معونتي بشكل أسرع!!

لكن الرجل عاد إلى مكانه وقد تصبب عرقا وتمزقت أحدى جوانب قميصه، متذمرا وبصوت سمعه الجميع: وجدت من يتجاوز على الطابورفتشاجرت معه ولكن وقف البعض معي وتمكنا من طرده.

لم يكترث كثيرا بما سمع من الرجل ولم يرد عليه وظل محافظا على مكانه في أنتظار دوره لكن ظلت عيناه على السيارة.

مرالوقت عليه مملا، رتيبا والطابور يزداد بطئا بسبب التجاوزات التي تحدث عند مقدمة السيارة عندها شعر ان الوقت  بدأ ينفذ والمعونة قد تنفذ في أي لحظة لكن ماذا عليه ان يفعل الا الأنتظار.

سمع أصواتا وحركة غير طبيعية في منتصف الطابور وخرج منه شاب جارياً يهرب من آخر يلاحقه ويصرخ في عقبه: أمسكوا الحرامي ... سرق محفظتي...

لم يتدخل فهو بحاجة إلى ان يحصل على المعونة وقد ساعد قراره هذا بالتقدم بشكل اسرع صوب السيارة بعد أن أنسحب العشرات من الطابور في اثر الحرامي.

خاطب نفسه: أليس كان الأجدر بك ان تجري مع الناس لمسك الحرامي وتمنع السرقة؟ لكني ابحث عن قوت عائلتي!! اذا كل واحد تصرف مثل تصرفك سيتشجع السراق في الاستمرار بسرقة أموال الناس!! اذا لم يتعاون المجتمع في القضاء على الفاسدين فمن سيفعل ذلك؟ انها الحكومة!! عجبي ان أغلبهم من أولئك الفاسدين!!!

قطع الرجل الواقف في السيارة حديثه مع نفسه وسمع منه: متأسف لقد نفذت المعونة ولم يعد لدينا المزيد للتوزيع ! ربما في يوم آخر!!

استشاط غضبا في وجه الرجل صارخا: لو لم تساعد المتجاوزين على الطابور في أخذ أدوار غيرهم ما كان يحصل هذا لي.

سحب الرجل نافذة توزيع المعونة وهي عبارة عن باب كبير من جزيئن واغلقه في وجهه بقوة.

ثم عاد يتمتم: كان علي ان أجري مع الآخرين وراء الحرامي لمنع السرقة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق