بحث هذه المدونة الإلكترونية

11/23/2020

لعبة الغربة

 

لعبة الغربة

في زمان ... حطت العائلة بعيدا عن ارض الوطن في بلد آخر ... في مكان... بعيدا عن كل شيء... بعيدا عن الاهل والاصدقاء.. بعيدا عن مدارسه وجامعاته...بعيدا عن الفوضى في النظام ... بعيدا عن الجدال في الحرب والسلام ...

تنازلت عن كل شيء من أجل الخروج من الوطن والابتعاد من مخاطرالمحن ... تنازلت عن الجار والقريب البعيد للوصول إلى بلد غريب ... تنازلت عن الدار التي تملكه لغيرها بعد ان قبضت ثمنا بخسا لها  وتنازل رب الاسرة عن وظيفة في الدولة وراتبها المتواضع وتنازلت الزوجة و الاولاد عن صحبة الاصدقاء...

اختلفت البلاد الجديدة في كل شيء ..اختلفت الالسن والاقلام ... اختلفت الوجوه والاحلام ...اختلف البنيان والعمران ... اختلفت الازياء والاشياء...اختلف النظام والتنظيم...... اختلف الفكر والتفكير.. أختلفت الاشجار والاحجار وحتى الصالح والطالح لم تعد تميزه بوضوح في غربة الاوطان.

عانت الاسرة من التحدث إلى الآخرين وعانت من التبضع والتسكع وعانت من الجار والإيجار وعانت من السير في الطرقات وركوب الحافلات وعانت من القاء التحية والسلام...فكل شيء بانتظام .

لم تعد الحياة هي الحياة ولم يعد حديث الاسرة الواحدة كما كان فالجميع قد فهم لعبة الغربة ولم تعد الاسرة تبالي بما حدث لها في ماضي الايام فالحياة للاقوى والعمل والمطاولة للاقوى اما الرجل فضل اسير زوجته  وبيته يررد شعرا للمبرد:

جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم

فالجسم في غربةٍ والرّوح في وطن

فليعجب النّاس منّي أنّ لي بدناً

لا روح فيه ولي روح بلا بدن.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق