بحث هذه المدونة الإلكترونية

4/15/2021

النّفط العراقيّ إلى أين؟

 

 النّفط العراقيّ إلى أين؟

نبذة تاريخيّة عن نفط العراق

 يعود اكتشاف النفط في العراق إلى عام 1927 عندما قامت شركة بريطانية بالكشف عن حقل نفطي كبير في كركوك، وبعد اثني عشرعاماً جاء حقل عين زالة في الموصل ثم حقل الزبير العملاق في البصرة في عام 1948 ثم الرميلة في البصرة عام 1953. عقب الإطاحة بالنظام الملكي الجمهوري في العراق عام 1958 وقيام النظام شُكِّلت أوّل وزارة خاصة بالنفط في عام 1959 ثمّ أعقبت ذلك طلبات حكومية من الشركات العاملة مثل شركة نفط العراق وشركة نفط البصرة والتي يشغّلها أفراد من شركات أمريكية وبريطانية وغيرها لإعادة النظر باتفاقية الامتياز الممنوحة لهم بموجب بنود الاتفاقية والتي تسمح بمراجعتها لتحسين الشروط وتطبيق ما اعتقدته الحكومة من حقّها وفق هذه الإتفاقية. لم تسمح الشركات الأجنبيّة بهذه المراجعة و أدّى ذلك إلى فشل المفاوضات مع الحكومة الّتي كان ردّ فعلها إصدار القانون الشهير رقم 80 في 11 كانون الأول من عام 1961 الذي وضع 99.5% من أراضي الامتياز تحت سيطرة الحكومة العراقية وترك للشركات الأجنبية مساحات الحقول المنتجة للنفط فقط ما أدّى إلى تدهور العلاقة بين الحكومة والشركات النفطية وتأسيس شركة النفط الوطنية العراقية الّتي عُهِد إليها بجميع الأراضي الخارجة عن سيطرة الشركات. لم تتّخذ الحكومة أيّة إجراءات أخرى ضد الشركات حينها، لكنّ الأوضاع السياسية التي أعقبت ذلك أجبرت الحكومة على القيام ببعض الإجراءات عام 1964.

بدأت الشركات المذكورة باتّباع سياسة جديدة لإجبار الحكومة على الموافقة على شروطها وراحت تتلكّأ في تنفيذ طلبات الحكومة لزيادة الإنتاج وتحسين شروط الاتّفاقيات المعقودة معها في الوقت الّذي ازدادت فيه رغبة الحكومة في لعب دور أكبر. إنّ تأسيس شركة النفط الوطنية قد عزّز من موقف الحكومة وقوّى عودها وبدأت عمليات استكشاف واسعة بمساعدة روسيا وفرنسا في الأراضي التي تمّت السيطرة عليها ما اعتبرته الشركات الاحتكارية تهديداً لمصالحها. وبعد مفاوضات مضنية بين الحكومة والشركات الاحتكارية أصدرت الحكومة القرار رقم 69 في 1972/6/1  والذي تمّ بموجبه تأميم عمليّات شركة نفط العراق وتبع ذلك تدريجياً تأميم الشركات النفطية العاملة في شركة نفط البصرة والموصل وصولاً إلى التأميم الكامل لجميع أعمال شركات النفط الدولية النفطية ومصالحها في العراق بموجب القانون رقم 200 لعام 1975 وبذلك أصبحت جميع قطاعات النفط تحت سيطرة الحكومة العراقية.

الاحتياطيّ النّفطيّ العراقيّ

 يعدّ العراق ثاني أكبر منتج للنفط الخام في أوبك والمنطقة (بعد السعودية)  ويمتلك خامس أكبر احتياطي نفط موثوق في العالم بعد فنزويلا والسعودية وكندا وإيران. يقدّر احتياطيّ نفط العراق بـ 153 مليار برميل نفط  ونحو 131 تريليون مترمكعب من الغاز حسب أرقام غير معلنة رسمياً، ويشكّل الاحتياطي النفطي لمحافظات البصرة وميسان وذي قار مجتمعة حوالي ثمانين مليار برميل، أي  71% من مجموع الاحتياطي العراقي. تمتاز الحقول النفطية العراقية بوفرة الموارد الهيدروكربونية المعروفة لكن مع هذا فإنَّ الكثير منها لم يستغلَّ بشكل جيد لأسباب كثيرة منها سوء الإدارة والتخطيط، وتتنوّع هذه الحقول بين منتِج أو تحت التأهيل. تقع أغلب الحقول الكبيرة من حيث المساحة والإنتاج في جنوب العراق وتمتاز هذه المواقع بتمركزها في مناطق غير مأهولة نسبياً بعيداً عن تركّز السّكّان. تمتاز هذه الحقول ايضاً عن غيرها من الحقول في كركوك والموصل بكلفة الاستخراج المنخفضة نسبياً بسبب طبيعة الجيولوجيا (طبيعة الأرض). يمتلك العراق خمسة حقول نفط عملاقة في الجنوب تشكّل 60٪ من إجمالي الثروة النفطية أمّا في الشّمال قرب كركوك والموصل فيوجد ما نسبته 17% من النفط وفق ما أعلنته وزارة التخطيط.  يضمّ  العراق قرابة 530 تركيباً جيولوجياً تعطي مؤشّرات قوية على وجود كمّ نفطي هائل، ولم يحفر من هذه التراكيب سوى 115 من بينها 71 ثبت احتواؤها على احتياطات نفطية هائلة تتوزّع على الكثير من الحقول لم يستغلّ منها سوى 27 حقلاً منها عشرة عملاقة.[1] تتولّى وزارة النفط العراقية الحالية مسؤولية إدارة الثروة النفطية بصورة عامّة.

تتركّز حقول النفط والغاز المنتجة حالياً في محافظتي البصرة وكركوك وتأتي بعدها في الأهمّيّة حقول محافظات ميسان وبغداد وصلاح الدين وديالى ونينوى. أمّا الحقول غير المكتشفة أوغير المطوّرة فتوجد في أغلب محافظات العراق ما عدا أربع هي القادسية وبابل والأنبار ودهوك. تعدّ البصرة المنبع الرئيس للذهب الأسود في العراق أو "خزّان نفط العراق" فكمية النفط والثروة التي تمتلكها هذه المدينة هائلة، وهي رئة البلاد الاقتصادية بفضل موقعها الجغرافي ومنافذها الحدودية السبعة. في البصرة 15 حقلاً منها عشرة منتِجة وخمسة ما زالت تنتظر التطوير والإنتاج. وتحتوي هذه الحقول احتياطياً نفطيا ًيقدّر بأكثر من 65 مليار برميل، أي ما نسبته 59% تقريباً من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي. أمّا الإنتاج الشهري لحقول البصرة من الخام فقد بلغ 3.521 ملايين برميل يومياً في شهر يونيو 2018.

تضمّ البصرة مجموعة من الحقول العملاقة منها "حقل مجنون" وفيه  احتياطي نفطي مؤكّد يتراوح بين 23 و25 مليار برميل وينتج  نحو 100 ألف برميل  يوميّاً، ولو طُوِّر فستصل طاقته الإنتاجية إلى 600 ألف برميل يوميّاً. وهناك حقل "نهران عمر" العملاق الّذي تصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 500 ألف برميل  يوميّاً، أمّا المكامن الرئيسة المنتجة في هذا الحقل فهي مكامن "الزبير" و"نهر عمر" وله محطة إنتاج واحدة  وعدد آبار النفط فيه 15 بئراً، أمّا احتياطيّه المؤكّد من النفط الخام فبلغ 6 مليارات برميل. و من الحقول الضخمة في البصرة حقل "غرب القرنة" وحقل "الرميلة الشرقي" ويصل إنتاجهما إلى 370 ألف برميل يوميّاً. وبحسب تقارير عالمية، تضاهي حقول البصرة العملاقة أكبر الحقول في العالم، واللّافت للنظر أنّه يمكن بسهولة مضاعفة حجم الإنتاج في حقول البصرة لو تمّ اعتماد تكنولوجيا متطوّرة للتنقيب عن النفط  الخام واستخراجه وتصديره من موانئها. لكنّ تردّي البنية التحتية للصناعة النفطية وتراجع عمليات الصيانة للخزّانات النفطية وقِدَمها وتخلّف تقنيات محطّات الإنتاج والضّخّ نتيجة عدم كفاءتها وتدنّي نوعيّتها وقِدَمها جعلها تتخلّف كثيراً عن التطورات العلمية والتكنولوجية التي شهدتها الصناعة النفطية خلال العقود الماضية.

تقدّر كمّيّات الغاز العراقية ب 112 تريليون قدم مكعب، ثلثاها موجود مع احتياطيات النفط في كركوك وجنوب حقل نهران عمر ومجنون والرميلة  وغرب القرنة والزبير وحلفايا في الناصرية. بينما يوجد 20 % من احتياطيات الغاز في مناطق ليس فيها حقول نفط وهي متركّزة في الشمال بجمبور وجمجمال وباي حسن وعجيل وبابا كركر وقاسم عمر والمنصورية. 

إنّ وجود مثل هذه الاحتياطيات من الغاز يرشّحه لكي يكون ثاني أهم ثروة هيدروكربونية بعد النفط في العراق، حيث يستطيع العراق مباشرة إنتاجه لأغراض الاستهلاك المحلّيّ أوّلاً وللتصدير ثانياً. وهناك مشروع قيد الدراسة هو مشروع الغاز العربي الذي سينقل الغاز من حقول "عكّاز" في محافظة الأنبار عبر سوريا إلى الحدود التركية ومن ثم إلى أوروبا. كلّ هذه مشاريع ما تزال قيد الدراسة لكنّها قابلة للتحقيق مستقبلاً.

إيرادات العراق من الصّادرات النّفطيّة

وفق تقرير وارد من شركة تسويق النفط العراقية  في وزارة النفط  (سومو) في عام 2003  كانت الإيرادات النفطية العراقية قد بلغت نحو 37.33 مليار دولار. وشكّلت عائدات الصادرات النفطية نسبة 75 % من الناتج المحلي الإجمالي للعراق و 86 % من الموارد الحكومية لعام 2008 بناءً على مصادر صندوق النقد الدولي. وأشارت أرقام الميزانية الحكومية العراقية إلى أنّ ما رُصِد لصالح قطاع النفط في 2008 بلغ 2.6 مليار دولار وارتفع إلى 3.2 مليار دولار في 2009، أي بزيادة مقدارها 50% عن السنة السابقة.

في تقرير نشر في صحيفة "بوبليكو" الإسبانية وتناولته قناة الجزيرة تقول الكاتبة أرمانيان ناثانين أنّ العائدات النفطية  الداخلة في ميزانية العراق بين عامي 2003 و2018 قد بلغت نحو 850 مليار دولار. وبموجب وكالات حكومية أمريكية ومنظّمات دولية، فقد قُدّرت تكلفة إعادة بناء العراق بمائة مليار دولار، ثلثها يذهب لإعادة بناء المنشآت النفطية والكهرباء والغاز، فيما يرى محلّلو البنك الدولي أنّ العراق يحتاج إلى مليار دولار إضافي سنويّاً للحفاظ على وتيرة العمل الحالية في المنشآت النفطية لتستمرّ في إنتاج النفط. أمّا احتياطيات الغاز وفق تقرير الطاقة الأميركي المشار اليه  فتأتي العاشرة على مستوى العالم، 70 % منها في البصرة. وأكّدت وزارة النفط في أحد بياناتها الصادرة عام 2008 بأنَّ صادرات البلاد من النفط الخام من موانئ البصرة على الخليج العربي قد بلغت 3.521 ملايين برميل يومياً في المتوسط وحقّقت عائدات بقيمة 7.3 مليار دولار عند سعر 69,322 دولاراً للبرميل، في حين بلغت قيمة صادرات العراق النفطية عام 2017 نحو 70 مليار دولار.

 وفي أحدث تقرير صادر عنها في 1/12 /2020  أعلنت وزارة النفط مجموع الصادرات والإيرادات المتحقّقة لشهر تشرين الثاني الماضي، وبحسب الإحصائية الأوّلية لشركة تسويق النفط العراقية "سومو" بلغت كمية الصادرات من النفط الخام (81) مليوناً و(262) ألفاً و(376) برميلاً، وبلغت الإيرادات قرابة (3) مليار و(394) مليوناً و(988) ألف دولار.

 

مصير النّفط العراقيّ

 إنَّ الأطماع في العراق وثرواته النفطية كانت من أهم الدوافع لاحتلاله وإعادة رسم الخريطة الاقتصادية للثروة النفطية في العراق والمنطقة، فالعراق ليس غنيّاً بالنّفط وحسب بل هو من البلدان التي تمتلك ثروات أخرى كالكبريت والفوسفات ومعادن كثيرة أخرى.

تحدّث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن نفط الشرق الأوسط في أكثر من مناسبة، فعندما سأله مذيع شبكة CNN "أندرسون كوبر"  قبل انتخابه عام 2016 عن العراق والطريقة التي يرى فيها كيفية إلحاق الهزيمة بداعش، قال : "لو فزت سأستهدف تلك الحقول النفطية التي يسيطر عليها داعش الواحد تلو الآخر، فهم يستخرجون النفط ويحصلون على أموال طائلة منها، ثم سأرجع لأكبر خمس شركات نفطية في أمريكا والتي ستتمكّن من إعادة تأهيل هذه الحقول بسرعة عالية." وعند سؤاله عن كون استهداف الحقول النفطية استهدافاً لثروات العراق أجاب ترامب: "لا يوجد عراق ولا يوجد عراقيّون فقد انقسموا للكثير من الطوائف." وفي مقابلة أجراها معه مذيع أي بي سي نيوز "ديفيد موير" في 25 يناير/كانون الثاني 2017 أعاد ترامب الحديث عن قناعته بأنّ الولايات المتحدة (كان عليها أن تأخذ النفط) من العراق خلال احتلال البلاد في أعقاب الغزو الذي قادته عام 2003 وبرّر هذا الموقف بعدالة المنتصر: "نعم، سأضع قوّات أمريكية لحماية شركات النفط في العراق وسنأخذ كلّ الثروة، والمنتصر سيستحوذ على الغنائم." وبعد أن أشار في لقاء صحفي إلى أنَّ العراق لديه ثاني أكبر حقول نفط في العالم بقيمة 15 ترليون دولار قال: "الجيش العراقي أُبيد، لديهم جيش ضعيف، وهو مجتمع فاسد، ولو عاد الأمر إليّ فسآخذ النفط منهم." و عندما سأله أحد الصّحفيين عن العراق والسعودية قال: "سنترك قوّات معيّنة هناك، ثم نسيطر على المناطق التي بها نفط" وزاد: "سوف آخذ ثروتهم. سآخذ النفط." أمّا عمّا يجب عليهم دفعه مقابل تحريرهم فيرى أنّه: "على أقلّ تقدير عليهم أن يدفعوا لنا 1.5 ترليون دولار، هذا على أقلّ تقدير." [2] وفي مقابلة أخرى يقول: "أنا سآخذ ثروتهم، سآخذ النفط" فيقول له المذيع: "ألست تدمّر ثروة العراق بهذه الطريقة؟" و يردّ ترامب: "لا، لا، دعني أقول لك شيئاً: لا يوجد شيء اسمه العراق، لا يوجد شيء اسمه العراق، قادتهم فاسدون ولا يوجد عراقيّون. إنّهم مقسّمون إلى فصائل مختلفة. سأضع حلقة حماية حول الشركات النفطية لتأخذ كلّ الثروة وهذا ما يجب فعله." [3] يرتقي موقف ترامب بأخذ نفط العراق إلى مصافّ "النهب" وهو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي و قوانين الحرب.

كانت سيطرة الولايات المتحدة على نفط العراق قضية رئيسة في بداية الغزو عام 2003، وأوضحت إدارة جورج بوش الابن أنّها تمتثل للقانون الدولي ولن تضع يدها عليه. وبعد سيطرة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على العراق، بعث التحالف برسالة إلى مجلس الأمن الدولي يلتزم فيها بـ (التقيد الصارم بالتزاماته بموجب القانون الدولي) على الرغم من أنَّ قواته انتهكت ذلك القانون -مثلما حصل عندما خرقت حظر التعذيب- كما قال التحالف أنّه (سيضمن حماية نفط العراق واستخدامه لصالح الشعب العراقي). إنَّ التقاليد الأمريكية بشأن حظرالنهب لها جذورعميقة فقد ضمّها الرئيس "إبراهام لنكولن" في الأوامر العامة رقم 100 لجنود الاتحاد عام 1863 وهي معروفة باسم (قانون ليبر).

من هنا يمكن للقارىء أن يتعرّف حجم المؤامرة التي تستهدف العراق وما يجري في المطبخ السياسي للبيت الأبيض الأمريكي، ويستنتج بالدليل القاطع الخطة الغربية –الأمريكية بشان إنهاء العراق كدولة ذات سيادة وتقاسم ثروته النفطية وتأسيس ما يسمّى شراكات بين الشركات العالمية النفطية ووزارة النفط العراقيّة لكن بأسلوب جديد باسم جولات التراخيص النفطية.

تتساءل الكاتبة ناثانين في التقرير آنف الذكر عن مصير الاحتياطيّ الهائل للنفط العراقي بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 وتوضح في هذا الصدد أنّ الأزمة السياسية فيه تُضاف إليها أزمة دولية إلى جانب بعديها الداخلي والإقليمي، أي أنّها معركة السيطرة على نحو 112 مليار برميل من النفط. فضلاً عن ذلك، فقد أصبحت الصين الأكثر استيراداً للخام العراقي منذ عام 2003. ثمّ تشير الكاتبة الى أنّ الولايات المتحدة فشلت في تحويل صناعة النفط العراقي إلى شركات وطنية بعد أن كانت مملوكة للدولة منذ عام 1972 كما أنّ الشركات  الخاصة الكبرى التي تسيطر على نحو 15% من إنتاج السوق العالمي، مثل بي بي ورويال داتش شل وإكسون موبيل وشيفرون تناضل من أجل احتكار هذا الإنتاج، في حين تسعى أغلبية حكومات الدول المنتجة (ومعظمها أعضاء في منظمة أوبك) والتي تملك 85% من الإنتاج إلى خصخصة هذه الصناعة. تخلص الكاتبة إلى أنَّ المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار السياسي والانقسام في الائتلاف الحاكم يمكن أن تؤدّي إلى تعطيل إنتاج النفط العراقي فالوضع الأمني في البلاد هشّ للغاية، إذ تواصل عشرات الجماعات المسلّحة - وبعضها يعمل لحسابه الخاص- السيطرة على حقول النفط وخاصة حقول محافظة نينوى وطرق النقل الخاصة بها. كما أنّ إقليم كردستان العراق الذي يضمّ نحو 40% من النفط العراقي يصدّر حالياً نصف مليون برميل يومياً بمعزل عن الحكومة المركزية.

بالرغم من وجود مجلس نوّاب "منتخب" واعتماد الشفافية بآليات ديمقراطية، فالاتفاقيات السّرّيّة والجانبية أصبحت سِمة مُميّزة للوضع الذي جاء بعد الاحتلال وخاصة عند الحديث عن الثروة النفطية والغازية وقد طرحت ثروات العراق النفطية في عقود مشكوك في أمرها باسم (جولات التراخيص) بين وزارة النفط وشركات عالمية احتكارية.

في العام 2009 و قبل تنظيم وزارة النفط لجولات التراخيص كانت شركات النفط الوطنية في العراق تصدّر 1,960 مليون برميل يومياً وبسعر 60 دولاراً وبقيمة 42 مليار دولار، وكان العراق آنذاك يتمتّع بفائض في ميزانيته العامة، وكان الكثيرمن المحافظات والوزارات تعيد أموالاً طائلة بسبب عدم القدرة على إنفاقها. يعني هذا أنَّ جولات التراخيص وُقّعت في وقت لم يكن فيه البلد يعاني شحّة في الأموال ولم يكن قيد التمويل يحول دون تطوير صناعة النفط فيه. وبين عامي 2009 – 2018 وقّع العراق اثني عشر عقداً مع كبريات شركات النفط العالمية خلال جولات التراخيص النفطية لرفع إنتاج العراق من 2.5 مليون برميل يومياً إلى نحو 12 مليوناً خلال السنوات اللّاحقة.

جولة التراخيص النفطية هي مجموعة من الإجراءات والفعاليات التي تبتديء بقرار وزارة النفط اختيار عدد من الرقع الاستكشافية والحقول النفطية والغازية وتنتهي بالتوقيع النهائي لعقود الخدمة. وقد أبرم أوّل التراخيص وزير النفط  في حكومة نوري المالكي "حسين الشهرستاني" في 30/6/2009. و كانت نتيجة توقيع عقود جولات التراخيص الّتي روّج لها الشهرستاني بالتنسيق مع كبار زعماء الأحزاب السياسية إحلال الشركات الأجنبية محل الخبرات الوطنية التي سبق أن أدارت صناعة النفط بكفاءة عالية، كما أثبتت التحقيقات تبديد هذي التراخيص الحقوق العراقية.

إنَّ جولات التراخيص لوزارة النفط الاتحادية وأكثر من 70 اتفاقية في "المشاركة في الإنتاج" لحكومة إقليم كردستان قد انهت أيّة إمكانية لقيام صناعة وطنية عراقية في الوقت الحالي أو في المستقبل، وحوّلت دور أيّة مؤسسة عراقية وطنية إلى ما لا يتجاوز دور مراقب لسير العمل في حقول النفط العملاقة التي أصبحت إدارتها كاملة بأيدي شركات النفط العالمية الكبرى. [4] كما أنّها منحت الشركات الأجنبية امتيازات مجحفة بحقّ العراق وكبَّلت العراق بقيود والتزامات مالية بدّدت ثرواته دون أيّ مردود على مستوى نقل التكنولوجيا وتطوير الكوادر المهنية المحلية. لقد منحت جميع تلك العقود شركات النفط العالمية تراخيص البحث والتنقيب والاستخراج للنفط والغاز لمدة 20 عاماً، وهذا في الواقع العملي يعني أنّ ما يقارب 85% من الثروات النفطية والغازية في الأراضي العراقية سيتحتّم استخراجه وبيعه في مدّة لا تتجاوز العشرين عاماً، وبالتالي ستُحرَم الأجيال القادمة من الاستفادة من أيّ من هذه الثروات بشكل شبه كامل. إنّ هذه الجولات ستبقي شركات النفط العالمية متحكّمة في إنتاج النفط العراقي و تؤدّي إلى تدمير العقلية العراقية من خلال الاستغناء عن شركات النفط المحلية.



[4] منير الجلبي - البديل العراقي - مستقبل مظلم للصناعات الوطنية والمستقلة للنفط والغاز العراقي










العدوان الامريكي على العراق

 

العدوان الامريكي على العراق 

                    البدايات والاهداف

في الوقت الذي كان العالم ينتظر انطلاق منافسات اثنين وثلاثين فريقاً لأوّل مرّة في بطولة كأس العالم السادسة عشرة في فرنسا عام 1998 وانشغال شعوب المعمورة بأحد أهمّ أحداث العالم وانطلاق تنظيم القاعدة إلى العالمية بعد دمج تنظيم الجهاد فى مصر مع تنظيم القاعدة فى أفغانستان ليتأسّس «تنظيم القاعدة العالميّ»، وفي الوقت الذي ارتفعت فيه معدّلات الفقر في العالم ومع انطلاق العالم إلى المحطة الفضائية الدولية كانت الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الريادة العالمية الأمريكية من خلال معهد أبحاث السياسات الأمريكي الذي تأسّس لهذا الغرض والذي أصبح منظّمة تعليمية غير ربحية فيما بعد وبتمويل من وليام كريستول وروبرت كاگان، وهي منظمة تابعة إلى المحافظين الجدد الذين وصلوا إلى البيت الابيض ومنهم عشرة أشخاص ضمن ادارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، قد صادقوا على هذا القانون ومنهم): ديك تشيني، دونالد رمسفلد وپول ولفويتس الّذين يعتبرون من المؤسّسين للمنظّمة  المموّلة .

سارع المعهد في بناء (تأمين) الدعم للحرب على العراق فأصدر مشروع القرن الأمريكي الجديد (Project for the New American Century؛ PNAC) الذي ركز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وحدّد هدفه بتعزيز الريادة العالمية الأمريكية. وأعلنت المنظمة أنّ "الريادة الأمريكية مفيدة لأمريكا وللعالم" وأنّها تسعى لبناء دعم من أجل السياسة الريگانية (من اسم الرئيس الامريكي ريغن)  للقوة العسكرية والوضوح الأخلاقي.

لكن ماذا عملت هذه المنظمة -ضمن صلاحياتها- بعد تشريع قانون القرن الامريكي؟ لاتحتاج الإجابة على هذا السؤال الكثير من التمحيص والاستنتاج فهي ببساطة شديدة  لعبت دوراً محورياً في رسم وصياغة السياسة الخارجية لإدارة بوش، لاسيّما في بناء الدعم من أجل حرب العراق، لذا مارس مؤسّسو المنظّمة الضغط على الكونجرس للمصادقة على مشروع (قانون تحرير العراق CLI) وكان ذلك في عام 1998 وهو القانون الذي جعل من السّعي إلى تغيير النظام العراقي سياسة أمريكية رسمية.

بدأت المجاميع العاملة في المنظّمة في ملفّ العراق باستقطاب ما يسمّى "بالمعارضة العراقية" المنتشرة في الخارج وتقديم الدعم المالي لها وصادق الكونجرس الامريكي على صرف مبلغ 97 مليون دولار كمساعدات للمجموعات والورش العراقية التي تعاونت مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومنها (المؤتمر الوطني العراقي) بقيادة أحمد الجلبي الذي احتضنه المُحافظون الجُدد وكُلّف بمهام زعزعة الأمن في العراق عبر عمليات عسكريّة فشلت  في تحقيق أيّة مكاسب حتّى أنّ  الجنرال "أنتوني زيني" قائد القيادة المركزية الأمريكية أثناء إدارة الرئيس "بل كلينتون" علّق واصفاً الهجوم العسكري للمؤتمرالوطني العراقي على العراق بزعامة أحمد الجلبي  بأنّه (عملية خليج الماعز).

وشبه زيني ذلك بعملية خليج الخنازير التي دعمتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 1961، وهي محاولة انقلاب فاشلة قام بها كوبيون بالمنفى انتصر فيها الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. وقال زيني إن القيام بعملية كهذه ضد العراق ستتمخض عن "خليج ماعز على الأرجح".

كانت سياسة المنظّمة (أو قانون تحرير العراق) تدعو من خلال مؤسّسيها من الصقور في البيت الأبيض الأمريكي إلى التخلّص من الرئيس صدام حسين دون الحاجة لاستخدام قوات برية أمريكية، ففي شهادة "بول وولفويتز" في 25/2/1998 أمام الكونغرس لتمرير القانون كطريقة للتخلص من الرئيس صدام حسين " بدون حرب شاملة " شجّع على استخدام عبارات الخطاب المزدوج "ساعدوا الشعب العراقي على إزاحة السلطة" . ولتوضيح فكرته أضاف وولفويتز: على أية حال وأعتقد أنّ هذا مهم جدّاً" اني  لا اطالب الكونجرس  بالتوقيع على فكرة أشدّ خطورة تقضي بانخراط أمريكا في شنّ حرب شاملة.

لكن مجريات الأمور التي حدثت بعد فشل أول عملية عسكرية للمعارضة غيّرت من الفكرة العامة في التدخل في العراق لدى مجموعة الصقور التي انتظرت كثيراً قبل أن تدفع باتجاه الحرب ووجدت في أحداث أيلول /2001 مناسبة في مهاجمة العراق، إذ بعد تسعة أيام من أحداث ايلول أرسلت جماعة (مشروع القرن الأمريكي الجديد) رسالة مفتوحة إلى "بوش الابن" ودعته لا إلى تدمير تنظيم القاعدة وحسب، بل وتوسيع الحرب لتشمل العراق أيضاً وتوظيف " الحرب على الإرهاب" والدول المارقة.  وبالفعل تسارعت الأحداث وحشدت مؤسسات ووسائل الأعلام الأمريكية لدعم الحرب ضد العراق .

وخلال فترة إنجاز المنظّمة لأعمالها ضمن حملة العلاقات العامة وتحشيد الراي العام الأمريكي والتأييد لاحتلال العراق من قبل مجموعات المجابهة والخبراء المرتبطين بالبيت الأبيض والبنتاغون والعمل على الترويج للحرب في أروقة القطاع الخاص من خلال اللقاءات والبرامج التلفزيونية الإخبارية وصفحات التعليق في الصحف- انشغلت المؤسسة الحربية بتحضيرات لحرب أكيدة على العراق وفق الأهداف العسكرية المرسومة لها ضمن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية .

لقد طالبت لجنة تحرير العراق (CLI) بعد إتخاذ القرار في الكونغرس والمصادقة على عملية تحرير العراق عام 1998 يبعض التعزيزات من مجموعات أخرى لتقديم الخطط الاستراتيجية والتّرويج بنشاط وفعالية للهجوم على العراق، من بينها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، منبر الشرق الأوسط، مشروع القرن الأمريكي الجديد، معهد المشروع الأمريكي، معهد هدسون، معهد هوفر و شركات علاقات عامة  مثل بنادور آسوشياتز. جاءت التعزيزات وبدأت  لجنة تحرير العراق -الّتي كانت ترتبط  بشكل غير مباشر بمستشار الأمن القومي- بإرسال رسائلها إلى المواطنين الأمريكيين عبر أجتماعات تعقد مع هيئات تحرير الصحف. ويشير بيان مهامّ اللجنة إلى أنّها تشكّلت كي تروّج للسلام الإقليمي وللحرية السياسية والأمن الدولي عبر تغيير نظام صدام حسين إلى حكومة ديمقراطية تحترم حقوق الشعب العراقي وتضمن  إيقاف تهديد الأمم بغضّ النظر إن عثروا على أسلحة دمار شامل أو لم يعثروا.

بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على نهاية حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران  وأحد عشر عاماً على إنتهاء حرب الخليج الثانية عقب غزو القوات العراقية للكويت بدأت الأجواء في منطقة الخليج تتهيّأ لحرب خليج ثالثة تكون هذه المرة حاسمة الغرض منها إنهاء الدور العراقي في المنطقة وتعريض سيادته  ووحدة أراضيه إلى  خطر الانقسام والتشرذم، وبعد عام من أحداث أيلول 2001 والانتهاء من احتلال أفغانستان وإسقاط حركة طالبان وجد الأمريكيون أنفسهم مضطرّين للتعجيل بغزو مؤجّل منذ أكثر من عشر سنين هو غزو العراق وتغيير نظام الحكم فيه بالقوة الداخلية أو الخارجية. لقد كان غزواً له دوافعه الكثيرة وأهدافه البعيدة.

استخدم  الرئيس الامريكي جورج بوش وصفا توراتياً في تقسيم العالم إلى محورين: محور للشر يسكن الشرق  ومحور للخير يعيش في الغرب أو ما يدور في فلكه. وعلى الرّغم من أنّ الرئيس الامريكي بوش كان ينتمي إلى الحزب الليبراليّ (اليمينيّ) فإنه على الصعيد الشخصي يمينيّ إنجيليّ يَدين بمنظومة عقائدية تقسم العالم ـ دينياً ـ إلى  هذين المحورين  ويؤيّد ما يبثّه القساوسة الإنجيليون اليمينيون في أمريكا وغيرها من ( أنّ العراق هو المركز في محور الشرّ وأنّ الخطرالأكبر قادم منه  وأنّ "إسرائيل" هي المركز المحرّك لمحور الخير، وأنّ مركز محور الخير سيضمّ إليه بمرور الوقت عناصر من قوى الخير بينما  سيجذب المركز في محور الشرّ عناصر أخرى من قوى الشرّ).

 تذرّعت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق لتحقيق هدفين هما: شنّ الحرب بموافقة أممية وكسب التأييد الشعبي الأمريكي للحرب، لكنّ الحكومة الامريكية فوجئت بموقف الأمم المتحدة الذي لم يدعم الحرب شرعيّاً فضلاً عن خروج التظاهرات الشعبية ضدّ الحرب أمام البيت الأبيض في واشنطن.  

أهداف الحرب:

عند الحديث عن أهداف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب على العراق وأحتلاله واستعراض آراء المحلّلين السياسيين والمفكّرين نجد اتّفاقا شاملاً على بعض النقاط وتفصيلاً أكثر من بعضهم. سنحاول هنا من خلال هذه الدراسة ان نبين وجهة نظرنا في ذلك وندلي بدلونا للوصول إلى معرفة تلك الأهداف بإيضاح أكبر.

نستطيع القول أنّ الأهداف الأمريكية في احتلال العراق تنقسم إلى اهداف استراتيجية وأخرى اقتصادية سياسية:

1-                   الأهداف الاستراتيجية: ونلخّصها بما يلي:

o       السّيطرة على النفط والتحكم بمصادر الطاقة لديمومة الصناعة الحربية.

o       إدامة انتشار الجيوش والقواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في العالم.

o       إيجاد سوق تصريف للشركات الحاكمة.

2-                   الأهداف السياسية والاقتصادية: قد تجمع معها أهدافا ًاستراتيجية كما هو الحال في السيطرة على مصادر الطاقة النفطية، لكن نستطيع إجمالها بما يلي:

o       إلغاء دور العراق كمصدر إزعاج وخطر واقع أو متوقّع على مصالح أمريكا وإسرائيل.

o       فرض وجود عسكري أمريكي جديد في المنطقة.

o       بسط السيطرة على نفط العراق الذي يمثل ثاني أكبر أحتياطي في العالم ليُضمَّ إلى بقية منابع النفط التي تضع أمريكا يدها عليها  كي تؤمّن لنفسها ولحليفاتها في الغرب في الخمسين سنة القادمة موارد لا تنضب إذا أوشك نفط الشمال على النضوب .

o       تمكين اسرائيل من تحقيق حلمها باحتلال الاراضي المحصورة بين النيل والفرات.

o       استنزاف اقتصاديات الدول العربية الموجودة في المنطقة من خلال إشراكها في الحرب وتحميلها بلايين الدولارات كنفقات لهذه الحرب.

واخيرا نقول: إنّ ما خسره العراق من موارد لا يساوي شيئاَ أمام خسائره من أرواح مواطنيه الذين قضوا في الحرب وبعدها  جرّاء الغزو الامريكي وتبعاته.




1/17/2021

لعبة الغربة


لعبة الغربة


في زمان … حطّت العائلة بعيداً عن أرض الوطن في بلد آخر … في مكان… حطّت بعيداً عن كلّ شيء… بعيداً عن الأهل والأصدقاء… بعيداً عن مدارس الوطنوجامعاته… بعيداً عن الفوضى في النّظام … بعيداً عن الجدال في الحرب والسّلام

تنازلت عن كلّ شيء من أجل الخروج من الوطن والابتعاد عن مخاطر المحن … تنازلت عن الجار والقريب البعيد للوصول إلى بلد غريب … تنازلت عن الدّار الّتي تملكها لغيرها بعد أن قبضت ثمناً بخساً لها… تنازل ربّ الأسرة عن وظيفة في الدّولة وراتب متواضع وتنازلت الزّوجة والأولاد عن صحبة الأصدقاء

اختلفت البلاد الجديدة في كلّ شيء … اختلفت الألسن والأقلام … اختلفت الوجوه والأحلام …اختلف البنيان والعمران … اختلفت الأزياء والأشياء … اختلف النّظام والتّنظيم… اختلف الفكر والتّفكير… اختلفت الأشجار والأحجار… حتّى الصّالح والطّالح لم تعد تميّزه بوضوح في غربة الأوطان

عانت الأسرة من التّحدّث إلى الآخرين… عانت من التّبضّع والتّسكّع… عانت من الجار والإيجار… عانت من السّيرفي الطّرقات وركوب الحافلات… وعانت من إلقاء التّحيّة والسّلام… فكلّ شيء بانتظار

لم تعد الحياة هي الحياة ولم يعد حديث الأسرة الواحدة كما كان فالجميع قد فهم لعبة الغربة، ولم تعد الأسرة تبالي بما حدث لها في ماضي الأيّام فالحياة للأقوى والعمل والمطاولة للأقوى. أمّا الرّجل فظلّ أسير زوجته  وبيته يردّد شعراً للمبرِّد

جسمي معي غيرَ أنَّ الرّوحَ عندكمُ

فالجسم في غربةٍ والرّوح في وطنِ

فلْيَعْجَبِ النّاسُ منّي أنَّ لي بَدَناً

لا روحَ فيه ولي روحٌ بلا بَدَنِ



الزمان، بلاسم محمد

12/17/2020

أصل التسمية

أصل التسميّة


آسيا: من اللغة السنسكريتية وتعني الشمس أو البلاد التي تشرق منها الشمس.

أفريقيا: يقال نسبة لملك عظيم حكم معظم بلاد أفريقيا و هو أفريقش بن صيفي وذكرت مصادر أخرى أنه اسم لأله النهر عند شعوب أفريقيا .

أستراليا: وتعني بلاد الجنوب ومصدره اللغة البولينيزية.

أوروبا: وتختلف المصادر على أصل التسميه وتحدد ثلاثة مصادر اثنين منهما فينيقي , الأول أنه اسم أحدى بنات ملوك الفينيقيين وهو الملك أجينور والتي اختطفها أمير يوناني وسميت بلاد أوروبا تيمماً بها , الثاني وهو كذلك فينيقي ويعني بلاد الغرب لأنها كانت تقع غرب بلاد الفينيقيين وكلمة غرب في الفينيقية تعني( أرب ). أما المصدر الثالث فيقول أنها من اللغات الجرمانية وتعني البلاد الواسعة.

أميركا : بقارتيها الشمالية والجنوبية تنسب إلى البحار الإيطالي الذي قاد حملة أكبر من حملة كريستوف كولومبوس و اكتشف الكثير من مناطق هذه القارة وهو ( أمريكو فينسوبيتشي ).

روسيا : نسبة لشعوب الرس أو الرش التي سكنت بلاد الشمال.

الصين : بلغة المندرين تعني السماء.

منغوليا:الحيوانات الخمسة.

اليابان: قيل أنها تعني الشمس.

فورموزا : وهي تايوان وهي كلمة برتغالية تعني الجزيرة الجميلة.

بكين : عاصمة الصين نسبة لأحد ملوك شعوب التشوين التي حكمت الصين وبنت سورها العظيم و أصل كلمة china يرجع لهم.

الفلبين : نسبة لملك اسبانيا فيليب الثاني.

أندونيسيا : تعني الجزر الهندية.

سنغافورة: مدينة الأسود

هونغ كونغ : الوادي العطر في الصينية

الهند : نسبة لشعوب الهندو ومجمل الهندوس

المآتا : عاصمة كازاخستان وتعني بائع التفاح

سيريلانكا: بلغة التاميل وتعني الجزيرة المشعة

باكستان: بلغة الأوردو وتعني الأرض الطاهرة .

أفغانستان و تركمستان وأوزبكستان : و معظم البلدان التي تنتهي بكلمة ستان وهي كلمة فارسية الأصل تعني بلاد وبذلك تكون تعني اسم البلاد وشعوبها أي أفغانستان بلاد الأفغان وهكذا.

عشق آباد : عاصمة تركمنستان وتعني بلاد العشق.

تركيا: نسبة لقبائل الترك.

اسطنبول : وتنعي أسلام بول أي مدينة الإسلام وأطلق عليها هذا الاسم القائد العثماني محمد الفاتح الذي فتحها ثم أطلقوا عليها كذلك اسم الأستانة وتعني الشافية في التركية واسمها القديم القسطنطينية نسبة للملك الروماني قسطنطين الذي أدخل الإمبراطورية الرومانية في الديانة المسيحية.

الأناضول: كلمة يونانية ويقصد بها البلاد التي تشرق منها الشمس.

سوريا : كلمة يونانية تعني الشمس و اسمها القديم ( خيت) وقيل كذلك نسبة للأراميين السريان .

حلب: أرض اللبن.

حماة : كلمة كنعانية تعني الحصن.

اللاذقية : نسبة للملكة السلوقية لادوسيا واسمها القديم جوليا.

أنطاكيا: للملك السلوقي أنطوخيوس نيكاتور وهو الذي بناها.

دمشق: كلمة كنعانية قديمة تعني البلاد التي تغرب عندها الشمس.

تدمر: وتعني النخل ويقابله نفس المعنى باللغات الأوروبية palmyra .

بلاد الشام: نسبة لسام بن نوح.

لبنان: الجبل الأبيض أو الذي صخوره بيضاء.

بغداد : هبة الله.

غزة: كلمة فينيقية تعني القوة .

أريحا: أرض القمر.

عمان : ربة عمون عند العمونيين.

بعلبك : معبد بعل أو معبد الشمس عند الفينيقيين.

بيبلوس : أو جبيل كلمة يونانية تعني المكتبة ومنها اشتقت كلمة bible.

أورشليم : تعني حامية السلام و أطلقه عليها الملك اليبوسي ملكي صادق المذكور في العهد القديم.

نابلس:جبل النار.

بيت لحم : بيت الخبز.

الكويت : تصغير من الكوت وتعني القصر.

الإحساء : جمع حسو أي عين الماء.

نجد : الهضبة العالية.

الأحقاف : وهي بلاد الصحاري و الرمال وتعني الكثبان الرملية وهي صحاري الربع الخالي والجزيرة العربية سميت في القرآن الكريم بسورة الأحقاف بلاد الصحاري ).

حضرموت : من أحفاد سام بن نوح.

اليمن : بلاد اليمين أو الجنوب.

صنعاء : المدينة الحصينة.

عٌمان : عمان بن قحطان.

أبو ظبي : لكثرة الظباء فيها

مصر : مصرايم أحد أبناء نوح أما كلمة فمصدرها الأقباط شعب مصرegypt .

الإسماعيلية : نسبة للخديوي إسماعيل.

القاهرة: أطلق عليها العرب هذا الاسم لصعوبة احتلالها واسمها القديم الفسطاط.

سيناء: أرض القمر.

بابل : بلاد الصوف.

الإسكندرية : وكل المدن التي تشابهها نسبة للاسكندر المقدوني.

اليونان: نسبة لأنه ينحدر من الشعب الهيليني وسموا كذلك بالإغريق ومنها أتت كلمة greece.

مقدونيا : البلاد العالية.

بلغاريا : بلاد البلغار.

صوفيا : الحكمة كلمة يونانية.

مونتنيغرو : الجبل الأسود.

مالطا: فينيقي الأصل ويعني الحصينة.

كورسيكا: الرأس الدقيق.

قبرص: أرض النحاس .

البوسنة : النهر.

روما : نسبة للرومان.

أثينا: عاصمة اليونان وهي اسم آلهة الحكمة عند اليونانيين.

ليبيا : أرض السمر.

الجزائر: أطلقه عليها العثمانيون ويعني البلاد الواسعة المترامية الأطراف.

باريس : من لغة أهل بلاد الغال وتعني النور.

أسبانيا : كذلك من لغة أهل الغال وتعني جلد الأرنب.

الأندلس : أطلقه العرب عليها نسبة لشعوب الفندال البربرية التي غزت أوروبا و دمرت روما.

مدريد: مجريط وأطلقها عليها العرب وتعني الحصن.

البرتغال : بلاد المرافيء.

بريطانيا : نسبة للبريتون.

لندن : كلمة سلتيه تعني الضباب.

هولندا : الأرض المنخفضة.

ألمانيا : نسبة لقبائل شعوب الجرمان.

بولندا : نسبة لقبائل البولانيين الشيراكسية.

كوبن هاغن: عاصمة الدنمارك وتعني مرفأ التجار.

فنلندا: أرض الخير,

النروج : أرض الشمال.

أيسلاندا : أرض الجليد.

غرينلاندا : الأرض الخضراء و أطلق عليها هذا الاسم البحار أيريك وهو من الفايكنغ ليغري قومه بالسفر أليها كونها بالأصل أرض متجمدة.

ريكيافك: عاصمة أيسلندا وتعني خليج الدخان.

مونتريال: عاصمة كندا وتعني الجبل الحقيقي.

نيويورك : و اسمها القديم هولندا أو أمستردام الجديدة كون الهولنديون هم من اكتشفها وبعد أن احتلها البريطانيون سموها نيويورك نسبة لدوق مدينة يورك في بريطانيا ومعنى كلمة مانهاتن وهي أكبر مناطق نيويورك وتعني نهاية العالم وهي هندية الأصل من شعوب أميركيه القديمة وهو أول اسم لهذه المدينة.

واشنطن: نسبة لجورج واشنطن قائد حرب الاستقلال الأميركية ضد البريطانيين.

فيلادلفيا: كلمة يونانية وتعني الحب الأخوي.

كاليفورنيا : الأتون الحار.

لوس أنجلوس : وتعني في الأسبانية الملائكة.

فلوريدا : أرض الخضار.

باهاماس: البحر المنخفض.

هندوراس: بلاد الأعماق.

غوادالاجارا : مدينة مكسيكية معروفة أطلقه عليها الأسبان نسبة لنفس المدينة في أسبانيا و أصله عربي يعني وادي الحجارة.

كولومبيا : نسبة لكريستوف كولومبوس.

الإكوادور: وتعني خط الاستواء لمروره في منتصفها.

فنزويلا: البندقية الصغيرة.

البرازيل : كلمة برتغالية تعني شجر البراسيل.

الأمازون: من لغة المايا وتعني مدمر القوارب.

بوليفيا : نسبة للقائد سيمون بوليفار.

نيكاراغوا: شيخ القبيلة.

بورتوريكو: الميناء الغني.

كوستا ريكا : الساحل الغني.

جامايكا : أرض الغابات و المياه .

هاييتي: الميناء الجميل.

غواتيمالا: بلاد الطيور التي تأكل الأفاعي.

تشيلي: البلد الأبيض.

مونتفيديو : عاصمة الأورغواي و تعني الجبل المطل .

الأرجنتين: بلاد الفضة.

ريو دي جانيرو: نهر كانون الثاني أو يناير لأنها بنيت في هذا الشهر.

إثيوبيا أو الحبشة: الوجه المحترق.

بوركينا فاسو : الرجال النزهاء.

زمبابوي: بيت القلعة.

النوبة: أرض الذهب.

سيراليون: جبل الأسد.

الصومال: الزمال أي الشعب الغني بالمواشي.

مالي: المكان الذي يعيش فيه الملك.

المحيط الهادىء: نسبة لوسعه وهدوء مياهه و أطلقه علي البريطانيون وهي كلمة pacific من الفعل pacify.

المحيط الهندي: لأن طريق الإبحار إلى بلاد الهند يمر فيه.

المحيط الأطلسي : أطلقه عليه الرومان ظناً منهم أنه يحتوي في أعماقه على قارة أطلنطا التي ابتلعها المحيط.

البحر الأسود : لظلمة أعماقه وسمي كذلك ببحر الظلمات وبحر نارو.

البحر الأحمر : لشواطئه والشعب المرجانية الحمراء فيه وسمي كذلك بحر قلزم.

بحر الخزر: وهو بحر قزوين.

بحر الكورال: وهو من الإنكليزية ويعني المرجان.

البحر الأبيض المتوسط: كونه يتوسط قارات العالم القديم ومعظم الشعوب التي تسكن حوله هم أصحاب البشرة البيضاء وسمي كذلك بحر الروم نسبة للرومان و يحمل نفس المعنى كذلك في اللاتينية وجميع اللغات الأوروبية بحر منتصف الأرض medi terranian.

مضيق جبل طارق: نسبة لعابره من المغرب إلى اسبانيا و هو طارق بن زياد.

رأس الرجاء الصالح: سمي قديماً برأس العواصف لكن بعد اكتشافه من قبل البحارالبرتغالي فاسكو دي كاما سمي رأس الرجاء الصالح لأنه كان الطريق الوحيد الذي يصل أوروبا بآسيا بحراً حول أفريقيا قبل شق قناة السويس.





12/04/2020

محطات عراقية

 العراق ايام زمان

v     في سنة 1800 ظهر اول مركب يسير بواسطة الفحم والطاقة البخارية فتجمع سكان بغداد حوله لمعرفة كيف يسر هذا المركب.

v     في سنة 1860 وصل التلغراف

v     في سنة 1870 ظهر الترمواي او الگاري بين بغداد والكاظمية.

v     في سنة 1871 نصبت اول مضخة للماء في بغداد .

v     في سنة 1881 اسس اول معمل ثلج في بغداد واطلق عليه اسم ( البوزخانه )..

v     في سنة 1890 افتتح خط عربات بين بغداد والحله وبعقوبه .

v     في سنة  1892 ووصل الفوتوغراف واطلق عليه ( صندوق الليفني ) .

v     في سنة 1880 استخدم التصوير الفوتوغرافي لاول مرة  .

v     في سنة 1906 ظهرت الدراجة الهوائيه واطلق عليها اسم ( حصان الحديد ).

v     في سنة 1907 تم نصب اول مضخة إسالة  للماء دون تصفية او تعقيم .

v     في سنة 1908 ادخل حمدي بابان اول سيارة الى بغداد وتجمع الناس حولها واخذو نظرون تحتها لمعرفة نوع الحيوان الذي يسيرها وعندما شاهدها بعض البدو فروا مذعورين الى الجامع واقسمو يميناً انهم شاهدو الشيطان يركض في الصحراء وعيونه مشتعلة .

v     في سنة  1911 تم نصب اول تلفون حكومي بين مركز بغداد والكاظمية وفي نفس العام دخلت السينما الصامته .

v     في سنة 1912 افتتح اول خط سيارات بين بغداد وبعقوبة.

v     في سنة 1915 ظهر اول خط قطار بين بغداد وسامراء  واطلق عليه ( الشمندفر ) ومن الجدير بالذكر ان بعض رجال الدين اصدروا فتوى دينية ضد ركوب ( الشمندفر ) وهذا نص الفتوى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( يتركون حمير الله ويركبون الشمندفر... لعنهم الله .لعن الله كل من يركب ( الشمندفر ) ويشجع على ركوبه,,,,,

v     في سنة 1916 ظهرت في سماء بغداد اول طائرة فمنعت بعض العوائل المحافظة من النوم في السطح لئلا يتفرج عليهم الطيار ....

v     في سنة 1917 وبعد احتلال بغداد من قبل الاحتلال البريطاني تم نصب اول مولدة كهرباء في باب المعظم ( المجيدية ) لتنوير المعسكر البريطاني . فقال العراقيون : ان الانگليز تمكنوا من اصطياد البرق وسجنه بفنونهم وعندما يحل المساء يطلقونه . فيما حذر احد رجال الدين من استخدام الكهرباء لانه من عمل الانگليز فيما ذكر آخرون ان المصابيح توهجت بعمل الجن .وبعد ان تم نشر المصابيح في شوارع بغداد قال العراقيون : ان البريطانيين استولو على مصباح علاء الدين وسخرو الجن لخدمتهم ...

v     في سنة 1935 ظهرت اول اذاعة لاسلكية عراقيه وشاع عندها استخدام الراديو الذي اطلق عليه اسم ( الحاكي ) في المقاهي وبيوت الموسرين..

v     في سنة  1956 انشأ محطة للتلفزيون ويعد العراق اول بلد عربي أنشأ محطة للتلفزيون.