ألوان الطيف في قدح من
الشاي
في زاوية من مقهى اتخذ مجلسه بعيدا عن
اصوات ضرب احجار الدومينو وعلو اصوات لاعبيها...دنا منه النادل يحمل مجموعة من اقداح الشاي يحملها بكف
واحد وبحركة سريعة وضع امامه احد الاقداح، رمق مستوى السكر فيه وطلب من الشاب ان
يجهز له شايا بدون سكر. بعد دقائق جاء النادل الشاب بالشاي من غير سكر ووضعه
امامه، رمقه فسال الشاب ان يخفف لونه... بعد أقل من دقيقة، جاء النادل بالشاي وقد
خفف لونه، رمقه وقبل يسأل ساله النادل: كم من الاقداح تشرب يوميا ؟
فرد
عليه الرجل: أشرب اثنان بسكر واثنان غامق اللون واثنان فاتح اللون...
فسأله
النادل: ما الحكمة في ذلك؟
فرد
عليه الرجل: أشرب الشاي الفاتح عندما اريد ان أتأمل واشرب الشاي بسكر عندما ابحث
عن طاقة ايجابية اما الشاي الغامق فيمسح كل ذلك، لكنه رغما عني اشربه لأستمرار حياتي.
ازدادت
حيرة النادل وشعر ان امامه رجل اما ان يكون فيلسوفا او مجنونا، لكن الرجل زاد من
حيرة النادل عندما اردف قائلا: المهم ان تقضي يوما جميلا وتعود كما اصبحت..حدث
النادل نفسه: ربما كان فيلسوفا... لأجلس معه عسى ان ينفعني ويخرجني مما انا فيه من
بؤس.
هل تسمح ان اجلس الى جانبك نتحدث اكثر؟
سأل النادل.
قال
الرجل: كان بودي لو كان عندي وقتا اطول لكني مضطر ان اعود الى البيت فزوجتي في
انتظاري وقد اعدت لي الشاي الغامق...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق