بحث هذه المدونة الإلكترونية

10/15/2021

قصة قصيرة: طقطق

 طقطق[1]

طَرقَ طارق طريقاً مطروقاً منطلقاً إلى سوقٍ للطيورِ...

قطفَ قطفةً من شجرةِ عرموطٍ في حديقة داره فقظم منها قظمةً... وطرقَ سمعُهُ صوتَ مواء قطة...

شعر بالقلق على طيوره التي يجمعها في قفصٍ كبيرٍ يحتفظ به في الحديقة، فطاردها حتى قفزت القطةُ من حائط سور بيته  فقطعت الطريق وابتعدت خائفة...

التقط من الطريق ملقطا، قذف به في حاوية القمامة التي ملئت باوراق قصص وروايات مطبوعة ... واراد قراءة بعض الأوراق من فوق حاوية القمامة لكن رائحة الطعام النتن الممزوج بالاوراق غيرت رأيّهُ.

هطل المطرُ لكنه سار في الطريق يُقدّمُ خُطوةً ويؤخرُ خُطوةً...وقع نظره على خارطة للبلدان والقارات والمحيطات مُمزّقة الأطراف، سقطت عليها قطرات من المطر الذي كان سببا في تأخير خُطواته على طريقٍ غطاه الماء وزحف عليه الطين من كل جانب ... ظل طارق يتفادى سقوطاً متوقعاً في طقسٍ كهذا...

قطع طارق الطريق وقد أبتلّت قطع ملابسه الخارجية ... توقف ليمسحَ عدساتُ نظارته الطبية بقطعة من القماش خيطت خصيصا لها ... انطلق سيراً على الجانب الثاني من الطريق...اراد أنْ يحتمي من المطر فوقف تحت مظلة بقالّةٍ، غطت بضاعتها المعروضة على قارعة الطريق...أشتد المطر وأزدادت سرعة الريح وطلب منه البقال بلطف ان يدخل وأن يغلق الباب برفق...وافق على دعوة البقال وشكره للطفه، وانتظر توقف المطر او على الاقل سكونه...

توقف المطر فكرر شكره للبقال وهو يخرج من البقالّة إلى الطريق في وجهته إلى سوق الطيور ... حثّ الخطى ليقطع المسافة المتبقية ...

بدا يشعر بوصول الماء إلى داخل حذائه فوقف تحت سقف موقف الحافلة ليخرج الماء من حذاءه ...قرر ان يصعد الحافلة التي وقفت في الموقف فصعد سلم الحافلة بالطريقة التى تعود أن يصعد بها، خطوةٌ خطوةٌ...

وبينما كانت الحافلة تُخلّفَ وراءها رذاذَ ماء المطر الذي تجمع في الطريق انحرفت قليلاً في احدى التقاطعات وتجنبت سقوطها في حادث مروع...طلب السائق من ركابه الواقفين ان يثبتوا خشية سقوطهم.

توقفت الحافلة عند موقف قريب من سوق الطيور فنزل طارق من الحافلة بالطريقة نفسها التي صعد فيها...خطوةٌ خطوةٌ، وتوجه مباشرة إلى صديق له في السوق يعمل في تجارة الطيور واستقبله صديقه بأخبار سارة في وصول انواع نادرة من الطيور تستطيع الكلام، اسمها المحلي طقطق بسبب حركة منقاره في شباك قفصه فيحدث طقطقة فيه، وكان طارق يحب لغة الطيور والحديث معها... وقص عليه حكاية عنها لا تخلو من التشويق فقد كان صديقه بارعا في ترويج بضاعته فقدم لطارق ورقة أوضحت بالتفصيل حياة هذه الطيور وطعامها وعاداتها والاهتمام بقص ريشها بين وقت وآخر وطلب من طارق الاسراع في أقتنائها قبل مجيء زبون آخر يطلبها ويحصل عليها...أقتنع طارق بقصة صديقه فقرر شراء أحداها وضمها إلى مجموعة مقتنياته من الطيور... 

وقف امام طقطق يقول له: أسمعني صوتك فقد مر يومان وانت انت كما جئت بك... أخرس ... لو تعلم كم عانيت حتى اصل إليك لأطلقت صوتك من يومها! واني أنذرك اذا لم اسمع صوتك فاني سوف اقاطعك واقوم بارجاعك وقبض ثمنك او اعطيك لقطة تأكلك!

فجأة أطلق طقطق صوته: السلام عليكم..

ابتسم طارق ملوحا بيده قائلا: نحتاج إلى لغة التهديد احيانا حتى وان لا نفعل بها.

 

 


    



[1]  استخدمت القصة حرفي الطاء والقاف كثيرا لتأكيد على جمالية اللغة العربية ومفرداتها الواسعة وقد تقصدت ان الا يخلو سطرا من حرفي القاف والطاء وان لا يقل عدد كل منهما عن مئة مرة في سطور اقل من خمسين سطرا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق