بحث هذه المدونة الإلكترونية

5/02/2020

لقاء قصة قصيرة


لقاء

مهداة إلى الصديق منذر عبد الجليل

عرفته صديقا مخلصا وعرفت عنه حبه الشديد للعلاقات المتينة مع الجنسين، كان معروفا بطول قامته وكان الجميع من زملائنا في الجامعة التكنولوجية وزملائه في كلية الهندسة  يتعرف عليه  فورا عند ذكر أسمه مع وصفه بالطويل.. 
بالرغم من أنه أكبر مني سنا لكنه كان قريبا الى القلب، يتحدث بصوت جهور يسمعه القريب والبعيد بعد ضحكة مميزة وظلت علاقة الصداقة معه يشاركها عدد من اصدقاء العمر في جميع الظروف. كنت معه وأصدقاء آخرين رفقاء في قضاء سهرات جميلة في نادي المهندسين او جمعيتهم..
وبعد ان اشتدت المعارك بين العراق وايران، دعت كل دولة رجالها للنفير العام والانضمام الى صفوف قواتها المسلحة، التحق بوحدة عسكرية كضابط احتياط آلي بسبب اختصاصه في الهندسة الميكانيكية.
قبل التحاقه بوحدته العسكرية، كان يرافقني إلى محطة قطار غرب بغداد لتوديعي وانا أغادر إلى البصرة للالتحاق بوحدتي العسكرية في الأكاديمية البحرية هناك، وكان دائما يخبرني بأن دوره في خدمة الاحتياط قادمة ولا بد من ركوب القطار ايضا يوما ما. صدق حدسه عندما استدعي للخدمة في مكان قريب من البصرة ايضا ... كانت الأحوال في البصرة ليست على ما يرام فالمدينة أعتبرها العديد من العسكريين بانها مدينة ساقطة في المفهوم العسكري والتعبوي لذا كانت مئات الآلاف من الجنود والاف الضباط يتواجدون في المدينة للدفاع عنها.
في أحد أيام شهر آذار من عام 1981 فاجئني صاحبي بقدومه إلى الأكاديمية البحرية، قادما من وحدته بسيارة (الواز) العسكرية، يرتدي بدلة عسكرية جميلة ويجلس في المقعد الخلفي.. وقد أدى الحرس التحية العسكرية له وبعد السؤال والأستفسار عن سبب الزيارة وصل إلى مكان عملي.
لم تكن زيارة عادية على الأقل بالنسبة لي في ذلك الوقت، فبعد مضيء شهور عديدة على آخر لقاء جمعنا في بغداد، فرحت في زيارته وشعرت حينها بسعادة أكبر عندما كشف لي عن زجاجة ويسكي، كان قد خبأها في كيس..وبعد أن تأكدنا الأمور جرت على ما يرام تكرر المشهد في أكثر من مرة واللقاء أصبح يجرى بشكل روتيني وعدنا نعيش ايام نادي المهندسين لكن في مكان آخر. 

      2/5/2020



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق