كانت والدتي تعنى بأولادها وتراقب
سلوكهم في المنزل وخلال الزيارات العائلية، بينما كان والدي يعمل بجد في أعماله
لتوفير ما يكفي لأسرته الكبيرة ولعمته العجوز التي كانت تعيش معهم، وكان يجمع
الجميع تحت سقف منزلهم الصغير.
بالرغم من قسوة الحياة وابتعاده عن
البيت بسبب وظيفته، إلا أنه كان مصممًا على توفير حياة كريمة لعائلته، ولم يتخلى
عنهم أبدًا. وفي كل مرة كان يغادر فيها، كان يردد لنا تلك الكلمات: "أقرأ...
أكتب".
ولم ينسى والدي تلك الكلمات حتى في
آخر لحظات حياته. بفضله وبتوجيهه، حقق أبناؤه نجاحات كبيرة في حياتهم، وتخرجوا من
جامعات مرموقة، وحصلوا على وظائف حكومية.
لولا أبي وتوجيهاته، لما تحققت لي ولإخوتي النجاحات التي نفخر بها اليوم. إنه فارس الأسرة الذي بنى لنا جسرًا نحو النجاح، وبفضله تحققت أحلامنا وأصبحنا ما نحن عليه الآن